هذا هو تاريخ العودة للحياة بعد انتهاء كابوس كورونا الذي عطل الحركة والمواصلات في مختلف انحاء العالم
تفيد أحدث الأرقام بأن فيروس كورونا المستجد أصاب أزيد من 2.9 مليون شخص، توفي منهم 203 آلاف، وتماثل للشفاء 825 ألفا، في حين استمرت مؤشرات التحسن في الدول المنكوبة بالفيروس واتخذت حكومات عربية قرارات لتخفيف إجراءات العزل والإغلاق.
ومع أن معظم الوفيات والإصابات سجلت في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية فإن إجراءت احتواء الفيروس بدأت تؤتي ثمارها في هذه الدول، مما دفع الحكومات للإعلان عن خطط للعودة الحياة الطبيعية في مايو/أيار المقبل.
ففي الولايات المتحددة، قال حاكم نيويورك إن "الانخفاض بعدد الإصابات بكورونا مستمر، وعدنا إلى المستوى الذي كنا عليه نهاية الشهر الماضي".
وأضاف أن الولاية التي تعتبر بؤرة الفيروس في الولايات المتحدة شهدت تسجيل 367 وفاة جديدة بفيروس كورونا "وعدد الإصابات انخفض إلى ألف إصابة يوميا".
والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضررا من الفيروس في العالم من حيث الإصابات والوفيات، حيث سجلت نحو 54 ألف حالة وفاة وأزيد من 900 ألف إصابة.
لكن كيفن هاسيت المستشار الاقتصادي للرئيس الأميركي قال اليوم الأحد إن المستشارين في البيت الأبيض يأملون في وضع عدة خيارات لتقديمها إلى الرئيس دونالد ترامب من أجل وضع "سياسات مدروسة كبيرة"، للمساعدة على إعادة بناء الثقة في الاقتصاد الذي يعاني من جائحة فيروس كورونا.
الخروج من المنازل
وفي إيطاليا، قالت وكالة الحماية المدنية إن عدد حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا زاد بـ260 حالة، وهي أقل حصيلة يومية منذ 14 مارس/آذار الماضي.
كما سجلت البلاد أقل عدد من الإصابات الجديدة بالفيروس منذ 20 أبريل/نيسان الجاري، وهو 2324 حالة.
وإيطاليا هي البلد الأكثر تضررا من الفيروس في أوروبا، وكانت أول دولة تطبق إجراءات العزل الشامل على سكانها.
وقالت الوكالة إن إجمالي عدد الوفيات بلغ الآن 26,644 وفاة، فيما بلغ عدد الإصابات 197,675 حالة.
وقد أعلنت السلطات مساء الأحد تخفيف قيود الإغلاق المتعلقة بفيروس كورونا اعتبارا من 4 مايو\أيار المقبل، بما يسمح بالتريض الخارجي قرب المنازل.
وسجلت إسبانيا 288 وفاة جديدة في الساعات الـ24 الأخيرة، وهو الرقم الأدنى منذ 20 مارس/آذار الماضي.
وترفع هذه الحصيلة اليومية إجمالي الوفيات إلى 23,190 في هذا البلد الذي يعد من بين الأكثر تضررا جراء تفشي الوباء خلف الولايات المتحدة وإيطاليا.
وقد شرعت إسبانيا في تخفيف إجراءات الإغلاق العام عبر السماح للأطفال بالخروج، وقال وزير الصحة سلفادور إيلا "نحن في طور تعزيز تراجع" تفشي الوباء.
وفي فرنسا، تخطط الحكومة لرفع إجراءات الإغلاق تدريجيا اعتبارا من 1 مايو/أيار المقبل المقبل، وسجلت فرنسا الأحد 242 وفاة جراء الفيروس، وهو رقم أعلى من حصيلة السبت، لكنه أقل بكثير من الأرقام اليومية التي كانت تسجل في الأسابيع الماضية.
ويبدو أن إحصاءات وزارة الصحة تؤكد على أن الوباء آخذ في الانحسار في فرنسا على الرغم من أن الحذر مطلوب، حيث يتم غالبا التهوين والتقليل من دقة أرقام نهاية الأسبوع باعتبار أنها أعداد غير كاملة وتقل عن الأرقام الحقيقية.
إشارات مشجعة
كذلك صدرت في المملكة المتحدة الأحد "إشارات مشجعة" مع تسجيل تراجع كبير في عدد الوفيات جراء كوفيد-19، وذلك عشية استئناف رئيس الحكومة بوريس جونسون قيادة حكومته بعد تعافيه من فيروس كورونا.
وعقب شهر من الحجر ينتظر الرأي العام أن يكشف رئيس الحكومة المحافظ إستراتيجيته في التعامل مع الأزمة، بين دعوات لاستئناف النشاط الاقتصادي بأسرع وقت وخشية من ضياع المكاسب التي تحققت حتى الآن في حال تخفيف تدابير الحجر.
وسجلت بريطانيا 20,732 وفاة في المستشفيات لمصابين بفيروس كورونا المستجد، وتعد إحدى أكثر الدول تأثرا في أوروبا.
والأحد، سجلت السلطات 413 وفاة إضافية في المستشفيات، وهو الرقم الأدنى منذ نهاية مارس/آذار الماضي.
وتحدث وزير البيئة جون أوستيس عن "إشارات مشجعة".
من جانبها، عززت رئيسة الحكومة الأسكتلندية نيكولا ستورجن الضغط بإعلان إستراتيجيتها التي تقضي بإعادة فتح بعض الشركات والمدارس تدريجيا.
وفي إيرلندا الشمالية، لمحت رئيسة الوزراء أرلين فوستر إلى أنها قد ترفع القيود قبل أن تقوم إنجلترا بذلك.
قرارات عربية
نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية فجر الأحد أن الملك سلمان بن عبد العزيز أصدر أمرا برفع جزئي لحظر التجول في كل مناطق المملكة، ليصبح من الساعة التاسعة صباحا حتى الخامسة مساء ابتداء من اليوم، مع إبقاء حظر التجول الكامل في مكة المكرمة.
وسمح الأمر الملكي أيضا بفتح بعض الأنشطة الاقتصادية والتجارية، وتشمل محلات تجارة الجملة والتجزئة والمراكز التجارية خلال الفترة من السادس من رمضان حتى العشرين من الشهر نفسه.
واليوم الأحد، قالت وزارة الصحة إن عدد الوفيات جراء كوفيد-19 ارتفع إلى 139، وأكدت أن الإصابات وصلت إلى 17,522، بينما تعافى 2357 شخصا.
وفي الأردن، أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة أن بعض مؤسسات القطاع العام الخدمية ستعود للعمل وبعدد محدود من الموظفين يقرره الوزير المختص أو من يرأس تلك المؤسسات
وقررت الحكومة رفع حظر التجول عن مدينة المفرق شمال شرقي البلاد، وذلك لعدم تسجيلها أي إصابات بفيروس كورونا.
وفي موريتانيا، ألغت السلطات قرار إغلاق مدينة كيهيدي عاصمة ولاية كوركل، والتي شهدت قبل أسابيع تسجيل إصابة بفيروس كورونا لشخص قادم من السنغال.
وتنفيذا للقرار انسحبت وحدات الشرطة والدرك والجيش من مداخل ومخارج المدينة.
وسجلت موريتانيا 7 إصابات بفيروس كورونا المستجد شفيت منها ست، وتوفيت صاحبة الحالة السابعة، وهي سيدة قادمة من فرنسا.
وفي الجزائر، قال مكتب رئيس الوزراء عبد العزيز جراد أمس إن البلاد اتخذت خطوات أخرى لتخفيف القيود المفروضة بسبب كورونا بالسماح للعديد من المتاجر باستئناف نشاطها، للحد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأزمة الصحية التي تسببت فيها الجائحة.
وتشمل الإجراءات فتح متاجر مواد البناء والأشغال العامة والأدوات المنزلية والأقمشة والمجوهرات والملابس والأحذية وأدوات التجميل والعطور وأثاث المنازل والمكاتب والمعجنات وصالونات الحلاقة، بالإضافة إلى نقل الأفراد بسيارات الأجرة.
وكانت الحكومة الجزائرية قررت الخميس تخفيف إجراءات العزل العام عبر تقليص حظر التجول في بعض الولايات، لكنها دعت المواطنين إلى اليقظة، وجاء ذلك الإجراء قبل ساعات من حلول شهر رمضان الذي بدأ الجمعة.
وحسب الأرقام الحكومية الجزائرية، فقد بلغ عدد الإصابات بكورونا 3256 حالة، و419 وفاة، في حين تعافى 1479 مريضا.
المصدر : الجزيرة + وكالات