-->

الشهداء وأمانتهم


في ظل توالي سقوط رجاالت ثورتنا المجيدة في ساحات النضال خالل السنوات القليلة الماضية توارى الى ذهني عدة تساؤالت ولعل الاكثرها جدال لديا هل نستطيع صون أمانة شهدائنا ؟ .
شهدائنا الذين اعتبرهم فوق تلك المنزلة ألنهم وجدو أنفسهم مخضرمين بين بناء شعب بدوي بامتياز وتأهيله سياسيا واجتماعيا وفكريا وبين المعركة الكبرى وهي الدفاع عن الوطن المسلوب !!
شهدائنا الذين وجب علينا أن نرفع الراية الوطنية لنذكر أبناءنا ببطوالتهم وأمجادهم وكيف صنعوا التاريخ ليكن االستثناء هذه المرة بأن نقول لهم عذرا منكم أيها المؤمنين بأوطانكم أكثر من ايمانكم بحياتكم لم نكن في مستوى تضحياتكم وال استطعنا بناء ثورتنا التي كنتم تحلمون بها !!
أليس حريا بنا التفكير بمصير ثورتنا والعمل واالجتهاد لتحقيق الانتصارات ؟ ام أننا اكتفينا بمظاهر التطور المادي الذي عرفناه في المأكل والملبس والاقامة؟ لماذا لم يكن هذا التطور على مستوى جبهة الانسان الصحراوي وأقصد جبهة القيم والمبادئ السامية التي تحكم هذا اإلنسان جبهة تربية أبنائنا عليها حيث أصبح هناك من يسخر من قيم التضحية والاخلاص 
والوفاء ويعتقد بأنها قيم بآلية وقديمة بل هناك من أصبح ال يعترف اصال بحب الوطن وحتى يزدري ممن يتعلق به ان لم يضعه ضمن خانة البشر الذين ال يدركون مصالحهم وغير القادرين على التكييف مع العصر وأي عصر ؟ عصر أصبحت 
تحكمه قيم جديدة صانها ورعاها أناس جدد !!! على غير ماكان يحلم به الشهداء الانانية بدل التضحية وحب المال بدل حب الوطن والمصلحة الخاصة بدل المصلحة العامة وأبنائي قبل أبنائك والاكثر من ذلك استبدال كلمة الشعب وتضحيات وعبقريته بكلمة الانا
إذن أمام كل هذا لم يعد أمامنا كشعب ونحن نودع أعظم رجاالت ثورتنا وأقدرها تكيفا مع المتغيرات الزمنية والعالمية وحربها الال إنسانية إال أن نجمع قيمنا وثوابتنا المبعثرة وأن نتبع خطى شهدائنا ونرسم دروبهم وننقل كلماتهم قوال وعمال ونتسم بسماتهم الصالحة وننقلها الى األجيال القادمة التي ربما التعرف بأن هذه القضية صاغها أناس قد يكونوا من أفضل من كانوا في عصرهم .
فما الشهادة في النهاية الا دعوة لكل الاحرار ولكل األجيال وفي االخير إذا استطعت انتزع الحياة وإلا فقدمها. 
بقلم انكية سالم 
مارس 2020

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *