-->

في اليوم العالمي لحرية الصحافة: هل يمكن للاعلام المساهمة في استتباب السلام وردم الهوة في المنطقة المغاربية..؟!


مع انقشاع غيمة جايحة كورونا المستجدة على المنطقة والعالم ، لابد أن تكون هناك مسارات جديدة تفتح بغية التخفيف من وطأة سجال الصراع الذي يسمم العلاقات بين الدول ويحول دون رقي العمل المشترك وتحقيق التكامل الإقليمي. 
وهنا يتعين ان نبني جسور المستقبل على ارضية قوامها الوضوح في الطرح وصفاء التفكير في ردم الهوة ومحو اثار الحرب المدمرة..!؟ 
واذا كان ذلك من مسؤولية من بيده "القرار السياسي"،فان الاعلام او باحرى رجل الاتصال يمكن ان يلعب الدور"الفاعل"، وليس الناقل المتفرج،بل "المبشر القادر على التبصير والتجسيد."
ذلكم ان الاتصال له امكانية ان يترجم الفعل الى حقائق تنبض حيوية وتفيض مشاعر ،خاصة امام اللامبالاة من المجتمع الدولي في تطبيق مخطط التسوية و عجزه عن فرض القانون ب"حد السيف"، وتغافله عن اداء دوره،على غرار ما حدث في الكويت سنة 1992 وفي افغانستان سنة 2001، وماحدث في العراق وكوسوفو،ثم لاحقا في مالي وليبيا، وغير ذلك من مناطق العالم ،ولنا في ما حدث على تخوم "الكركرات" منذ سنة 2016 وقرار جبهة البوليساريو 2019 بمراجعة التعامل مع بعثة المينورسو ، خير مؤشر بأن السلام يظل هشا والحرب أقرب من الحل في ظل تقاعس الأمن المتحدة وعجز النظام في المغرب عن اتخاذ خطوة شجاعة تجنب المنطقة ويلات الحرب المدمرة...!؟

كيف نبقى متفرجين على مأساة عمرت زهاء نصف قرن، بل لاتزال تداعياتها تسمم الاجواء في كامل منطقة المغرب العربي وتعيق التكامل والانسجام بين ربوعه المختلفة...!؟

هنا يصبح رجل الاتصال ليس بحامل رسالة بل صاحب قضية في مواجهة مواقف "التعصب"التي خلفتها سنوات طويلة من السجال السياسي والحرب العسكرية والنفسية، وفي مواجهة كذلك ذوي النوايا غير السوية والمحكومين ب"نمطية المؤامرة وعقدة ونفسية تجار الحرب،وخطاب العام زين.." من الذين يفتقدون الشجاعة الادبية..!؟ 
في غياب "ارادة سياسية" لدى صناع القرار..كيف يمكن لجيل الصحفيين والاعلاميين والنشطاء،ليس في الصحرا ء الغربية،بل كذلك على المستوى المغاربي ،تكسير "اجواء الخوف"واشاعة بدلها "ثقافة الايمان برسالة السلام والمحبة والتعايش بين شعوب المنطقة." !؟
ثم ان المسلك الديمقراطي للتسوية لابد ان يمر عبر احترام ارادة وكينونة الاخرين .. !؟ 
ما قررته جبهة البوليساريو في مؤتمرها الخامس عشر ديسمبر الماضي، ليس سوى ردة فعل من شعب مظلوم ومكلوم، لكن المؤسف هو سكوت النخبة المتنورة في المغرب عن المآل والتداعيات المتوقعة للحرب التي باتت "حتمية الوقوع" . والتي يمكن التحكم في قرار اشعال فتيلها لكن من الصعوبة بمكان التحكم او السيطرة عليها في نهاية المطاف ..!؟ 
تلكم هي تحديات رجل الاتصال والمواطن النشط بصفة عامة في عالم السماء الزرقاء .. ورهانات رجال الاتصال والاعلام من ذوي الضمائر الحية الذين نذروا انفسهم لخدمة قضايا السلام زمن الحرب والتوتر.. انها ملحمة بناء مابعد جايحة كورونا ، معركة مواجهة التخلف، التعصب والتهور، وخدمة اجندة القوى الدولية الخارجة عن المنطقة والتي كانت السبب المباشر في غزو الصحراء الغربية 1975 وكانت كذلك بالمرصاد أمام تطبيق مخطط التسوية 1991 وتقدم اليوم في مجلس الأمن ، كل الدعم والوصاية لاطروحة لاستدامة الوضع الراهن بما فيها تغذية التوتر وخلق الكيانات والبحث عن خلط الأوراق ..!؟ 
فهل نبادر الى توطيد دعائم المحبة والتأسيس للسلام في الضمائر والاذهان،بدل الاصطفاف خلف عربة عرابين التوسع وتجار المصالح ..!؟
ذلكم ان قيم السلام والمحبة والوئام تغرس اولا في الانفس وتحقن،وكذلك فان قيم البغض والكراهية والشر تزرع في البشر قبل ان نشاهدها معارك وصراعات تملآ الساحات والميادين، لاتبقي ولاتذر ..!؟
الحقيقة ان الرسالة لم تكن باليسيرة ،ولن تكن بالسهلة في غياب ارادة سياسية تروم طي الملف من جذوره الشائكة عبر الاحتكام للمشروعية الدولية وخلق البئة المناسبة لهكذا حل،اي وضع حد لظلم ذوي القربى، في ظل تقاعس النخبة المثقفة المغاربية،بل غيابها عن اداء مهمة سياسة واخلاقية ومهنية بمعدات واساليب اعلامية من خلال عمل موضوعي، يقوم على الايمان والادراك والتشبع بان الاتصال بموضوعية وتجرد،زمن التوتر، هو تحدي طليعة المجتعات،بل جبهة الصدام المباشرة لمواجهة المصاعب وتذليلها وانارة الراي العام حيال القضايا المصيرية،واظهار الحقيقة من عدمها في ظل وضعية التيه التي خقلتها الفوضى الجديدة المصاحبة للطفرة في وسائل وتكنلوجيا الاتصال الجديدة حيث " اختلط الحابل بالنابل".
فكيف يمكن خلق "بئية" للسلام والتعايش عبر "ميثاق المصالحة" مع التاريخ وطي سنوات الماضي ..!؟ كيف يمكن ‏تجاوز عقد الحرب وتخطي حواجزها التي لاتزال تعشعش في الاذهان .!؟ كيف لنا غرس ثقافة الديمقراطية واحترام الاخر..!؟ كيف نشع ثقافة "القطيعة" مع الماضي وممارساته،خاصة وان ثلثي السكان ترعرعوا في زمن وقف اطلاق النار ولم يعرفوا عن الحرب الا من خلال اثارها الماثلة على الارض في الجدران،العائلات المقسمة،السجال السياسي والحرب الباردة.. !؟
الكاتب والاعلامي : السالك مفتاح

Contact Form

Name

Email *

Message *