-->

ماقيل وما لم يقال عن الحركة الوطنية الصحراوية

في اطار مجهوداتي المتواضعة الحفظ التراث الادبي و الانساني للشعب الصحراوي جمعتني مقابلة مع المرحوم الاب لارباس سعيد الجماني قيد حياته وهو شخصية سياسية واجتماعية صحراوية جمعت بين مستوى عالي من التمرس في الحياة والوطنية .
ويمكني عنونة هذا الجزاء من مقابلتي معه بما قيل وما لم يقال عن الحركة الوطنية الصحراوية :
يقول المرحوم لارباس سعيد الجماني ( .....اقول لكم اهلا وسهلا في هذه المهمة النبيلة المتمثلة في تدوين وحفظ تاريخ حياتنا ، لأننا نحن لم نسجل شئ ، نحن نقوم بالفعل ويسجله (وحدين اخرين ) بأنه من انتاج عملهم نحن نفعل الفعل ، نحن الضحية ويبقى التسجيل (لوحدين اخريين) الوقائع والاحداث التاريخية قمنا بصنعها نحن اهل الصحراء الغربية ولكن للأسف لم نكن نسجل ما نقوم بفعله او ما نقوله ونحن نقوم بالفعل وصناعة الاحداث والأمجاد والبطولات التاريخية ويقوم (وحدين اخرين) بتسجيلها لأنفسهم أي (اعلى شئ كع ما سند راسو)


انا مزداد سنة 1940 م وعرف هذا العام في الذاكرة الشعبية الصحراوية (بعام موت الغيلاني) .
انخرط خطري سعيد الجماني في الحركة الوطنية الصحراوية وقدم لها مساعدة تقدر ب(25000 بسيطة) ، (خمسة وعشرين الف بسيطة) وانا كنت حاضرا ، وشاركت في كل انشطة الحركة الوطنية بقيادة محمد سيد ابراهيم بصيري وفي يوم انتفاضة الزملة سنة 1970م ارسلوا الاسبان الى خطري سعيد الجماني وكان يتواجد في القلتة ارسلوا له اخيه ابراهيم ولد سعيد ولد الجماني وأتي به معه ونحن في ذلك الوقت نتواجد في الزملة نشيد الخيام في مظاهرات ضد الاستعمار ألاسباني وكنت من ضمن لجنة المفاوضات مع الاستعمار الاسباني وإذا اردت الان تسمية هذه اللجنة سأصبح كاذبا ليس لكوني لا اعرف اسماء اعضائها جيدا ، (ولكن نحن الان يوكَي بينا في اجتماعاتنا وأشكَال في ذلك الوقت بانيين اخيام)
وتم تعيين اعضاء هذه اللجنة من طرف محمد سيد ابراهيم بصيري وهم 5 اعضاء وبعد ذلك التحقت بهم مجموعة اخرى داخل الخيمة التي كنا نتفاوض فيها مع الجنرال الاسباني ووفده ، قال لنا يمكنني الاجابة على مطالبكم إلا المطالب الكبيرة لا يمكنني الاجابة عليها . قلنا لهم لم نغير مطالبنا فهي كما قدمت لكم وذهبنا الى دار خطري ولد سعيد ولد الجماني وعقدنا فيها الاجتماع النهائي وكان معنا محمد سيد ابراهيم بصيري وهنا وقع الاختلاف بين خطري و محمد سيد ابراهيم بصيري على اساس مسألتين :
ـ قال لنا خطري انتم ظهرتم ، واذهبوا الى الشعب وقولوا له يذهب ويجب توقيف التظاهر لان الوقوف بهذا الحجم وبهذه المسألة الجديدة لم تتمكنوا من النجاح.
قوموا بفك التظاهر لقد قمتم بعملية ناجحة ضد اسبانيا ويكفي ذلك في هذا الوقت وركزوا على النضال.
تكلم بصيري موجها كلامه الى خطري قائلا له ـ لا ـ الصحراويين لا يحسون بشئ حتى تسيل دمائهم .
قال خطري مخاطبا سيد ابراهيم بصيري اذا كان هدفكم هو ذبح الصحراويين فاذبحوهم وقال له انا هذا ليس (برأيي ) و ليس من الرأي الرشيد اخذ (كركه ) وخرج عنا وذهب .
بقينا نحن نناقش واتفقنا على استمرار المظاهرات يقتل الاستعمار ان اراد أو يسجن ولكن ستبقى المظاهرات تاريخية وقررنا اشعار الدول المجاورة بالوضعية وقمنا بإرسال 3 مراسيل لكل من (موريتانيا ، الجزائر المغرب ). ويجب تحريك رأي الوطني الصحراوي بأن الحركة تريد التحرير وليس حركة للبحث عن العمل او ذات مطالب اجتماعية وهي حركة سياسية ،قررنا كل هذا في الاجتماع وقال لنا محمد سيد براهيم بصيري كل منكم يبحث عن مكان للاختفاء فيه حتى لا تشك فيه السلطات الاسبانية
تم تعيني من ضمن الثلاثة المرسلين الى الدول المجاورة واحد سيذهب الى تندوف وواحد سيذهب الى طنطان واحد الى (بئر امكرين ) ولكن لم يتم اشعارنا في البداية بالمكان المتوجهين اليه حفاظا على السرية حيث وقف معي محمد سيد براهيم بصيري وقال لي انت ستذهب الى (بئرامكرين) قال لي تعرف أحد هناك قلت له والله أهلي هناك وقال لي ستقوم بآصال المذكرة هذه اليلة ، ذهبت في تلك الليلة بسيارتي الى( بئر امكرين) انطلقت وتركت المعركة وقعت مع اسبانيا وسقطى شهداء والجرحى 
وعندما وقف محمد سيد ابراهيم بصيري معي يأمروني بالذهاب الى (بئر امكرين ) قلت له هيا لتذهب معنا ( كوم انا نمشو) قال سيد ابراهيم بصيري لم اذهب وقل لي بعد ذلك لماذا ؟ لانه سيقال عني مغربي جاء وأشعل شمعته وانطفأت ، اتركوني نموت هنا انا لم اذهب قلت له وإنا بدوري لم اذهب بالمذكرة قال بصيري انت ماذا سيقال عنك ، كنت هنا وذهبت الى أهلك ، ذهب بصيري الى الدار التي كان يسكن فيها حتى اعتقلته السلطات الاسبانية . 
وفي تلك الليلة وصلت الى (بئر امكرين) ولتقينا بالسلطات الموريتانية وسلمنا لهم المذكرة وطلبنا منهم النجدة وتم بث بلاغنا في اذاعة (انواكشوط) .
بتصرف الاستاذ محمد عالي لمن

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *