التخريب السياسي الإيديولوجى: كجزء من الإستراتيجية المعادية .
حرب الجيل الرابع : الحرب النفسية و تأثيراتها السلبية على المجتمعات (الجزء السادس)
التخريب السياسي الإيديولوجى: كجزء من الإستراتيجية المعادية .
اليوم سنتطرق الى موضوع التخربب السياسي الإيديولوجي كجزء من الحرب النفسية التي تنتهج لتدمير الأمم وللتأثير والسيطرة على ذهنيات وسلوكيات المجتمعات لفرض الهيمنة الجزئية او الشاملة للتحكم في شعوبها وبالتالي ضمان موالاتها وتسيرها و التحكم في حياتها الفردية والجماعية.
و بالرغم من ان هذا الأسلوب القديم الجديد قد اعطى ثماره في عدد من البلدان وبالخصوص في العالم الثالث (افريقيا ، اسيا و امريكا اللاتينية ) إلا ان بعض الدول و الحكومات وقفت له بالمرصاد و أفشلت جميع المحاولات و الإستهداف الممنهج من طرف اعدائها و ذلك بفضل اليقظة ووعي شعوبها بما يحاك لها في الخفاء و لمعرفتها المسبقة بأطوار المؤامرة و نتائجها السلبية على مجتمعاتها و الأمثلة عديدة و بالخصوص في زمننا هذا.
ولتفادي الوقوع في فخ الحرب النفسية يجب على الحكومات والأنظمة السياسية تجنب مايمكن تجنبه من الأخطاء القاتلة التي يمكنها ان تغذي الورم الخبيث الذي بدوره سينتشر في المكون الأجتماعي كإنتشار النار في الهشيم وبالخصوص في زمن اصبح فيه إستعمال الإنترنت سلاحا ذو حدين كوسائل التواصل الإجتماعي وسوء إستخدامها من طرف العامة.
لذا يجب على التنظيمات السياسية والإيديولوجية مضاعفة جهدها من اجل الإستفادة من حسن إستعمال الإنترنت لتوجيه الرأى العام الوطني وتأطيره التأطير الجيد والمناسب .
ومن اهم التحديات الحالية أمام العمل السياسي والإيديولوجي نذكر منها :
الحفاظ على الطابع التضامني للنظام الإجتماعي..-
تصور النموذج الإجتماعي الإقتصادي للتنمية بمراعاة خصوصية المجتمع..-
- التفكير في تطوير الأساليب بما يتوافق مع كل مرحلة و تحديثها بإستمرار و مواكبة الأحداث سواء في هياكل الدولة او على مستوى التنظيم السياسي.
تعزيز العلاقة بين القيادة والقاعدة و إختيار الإطارات القادرة و تكوينها تكوينا جيدا.-
- توطيد الطابع المؤسساتي و محاربة الفساد وكسر الحواجز النفسية من دوغماتية ،براغماتية ،الشك والبيرقراطية.
- تعزيز أكثر وعي لقيادة الجماهير كتصرف الأطر المثالية،إتقان العمل ،التخطيط الممتاز،العمل الجماعي ،المشاركة الشعبية و المثابرة الدائمة و تشجيع البراعة.....الخ.
-عدم ترك الفراغ و التعايش مع الأخطاء وتصور الخطر.
- مواجهة الفساد وقلة الإنضباط والإلتزام الإجتماعي..
- الإرتباط الدائم مع القاعدة والحوار والنقاش الدائم مع الجماهير
- اخذ بعين الإعتبار السياق الدولى.
استنتاج :
نحن اليوم ملزمون اكثر من أي وقت مضى بالدفاع عن أنفسنا بجميع الوسائل والإمكانيات المتاحة عن مشروعنا الوطني بالإستخدام الأمثل والعقلاني للموارد البشرية و المادية والإستعمال الجيد للتكنولوجيا التي نمتلكها و مواصلة التكوين وإعادته لإكتساب العدد الأكبر من المعطيات و المعلومات وتقاسمها مع الجماهير لإفادتها.
الحفاظ على المبادىء و القيم الأخلاقية لمجتمعنا وقناعاتنا الثورية ، سيجعلنا أقوى كشعب وكمشروع.،يجب علينا كإطارات التركيز الدائم والمستمر في التحسيس و التوجيه و التوعية المباشرة لجماهيرنا بخطورة ظاهرة التخريب السياسي والإيديولوجي للمجتمعات وعواقبه الوخيمة في تفكيك وتدمير الشعوب والقضايا.
يتبع......
المامي حمادي اعبيدي.