-->

اختطاف ألمانية وسط بغداد .. قوات الأمن العراقية تنجح في مهمة تحرر الناشطة وسط حديث عن «صفقة»


نجحت قوات الأمن العراقية، أمس (الجمعة)، في تحرير الناشطة الألمانية هيلا ميفيس التي اختُطفت مساء الاثنين الماضي، قرب مقر إقامتها في حي الكرادة في بغداد وسط حديث عن «صفقة» مع «الحشد الشعبي».
وفيما أعلنت وزارة الداخلية في بيان عن تحرير الناشطة الألمانية بعد نحو 72 ساعة من اختطافها «نتيجة العمل الاستخباري وتقاطع المعلومات ومتابعة الكاميرات ورصد كل ما يتعلق بجريمة الاختطاف»، أوضح مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية أنه تم اعتقال مسؤول عن الخطف «زعم أنه ينتمي إلى أحد فصائل الحشد الشعبي» التي تضم فصائل موالية لإيران.

ولفت إلى أنه «تم التوصل إلى تسوية لتجنب مصادمة، بإطلاق سراح المعتقل في مقابل تحرير الرهينة الألمانية».

ولفت انتباه المراقبين ترحيب المتحدث باسم «الحشد الشعبي» مهند العقابي، على «فيسبوك» و«تويتر» بتحرير ميفيس، ودعوته في الوقت نفسه الأجهزة الأمنية إلى «التحقيق عن سبب وجود هذه الأجنبية في العراق في الخفاء لمدة ثماني سنوات من دون موافقات أمنية».
وتبدأ فصول القضية حين أقدم مسلحون يستقلون سيارتين على اختطاف الناشطة والمواطنة الألمانية هيلا ميفيس، في حي الكرادة وسط بغداد، حيث مقر إقامتها.
وغالباً ما شُوهدت ميفيس التي تقيم في بغداد منذ عام 2015، وهي تجلس في المقاهي الشعبية، وتتجول على دراجة هوائية في الحي، وقامت منذ سنوات بتأسيس «بيت تركيب» الذي ينظم فعاليات فنية وثقافية، إلى جانب تعليم اللغة الألمانية والموسيقى.
وفيما تقول مصادر أمنية غير رسمية إن عملية الاختطاف تمت بالقرب من مركز للشرطة، وأثناء وجود ميفيس «حدائق أبو نواس» على نهر دجلة القريب من مقر إقامتها، أكد مدير إعلام وزارة الداخلية العراقية، سعد معن، خبر الاختطاف. وشدد معن، في تصريحات نقلتها عنه وكالة الأنباء الألمانية على «مواصلة عملية البحث للكشف عن مصير المواطنة الألمانية». وقال: «هناك اهتمام أمني وتوجيهات من وزير الداخلية للقوات الأمنية بمختلف قطاعاتها لتكثيف الجهود للبحث عنها».
وأثار حادث الاختطاف غضب الأوساط الحقوقية والمدنية والصحافية العراقية، إذ اعتبره عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي «مؤشراً خطيراً على عدم قدرة الحكومة العراقية والقوات الأمنية على حماية الرعايا الأجانب الموجودين في العراق بشكل رسمي، والذين يقدمون خدمات مستمرة إنسانية وثقافية للشعب العراقي في ظروف أحوج ما يكون الشعب إليها». وقال البياتي لـ«الشرق الأوسط»، «بكل تأكيد، ومن دون إجراءات حقيقية جدية للتحقيق والمساءلة والمعاقبة، ستتكرر هذه الحالة، وسيؤدي ذلك إلى انسحاب كل هذه البعثات من بغداد إلى أربيل في إقليم كردستان أو إلى خارج العراق». وطالب البياتي، القوات الأمنية، بـ«القيام بواجباتها والتدخل الفوري لمعرفة مصيرها، وإطلاق سراحها، ومحاسبة الجناة بشكل سريع تقديراً لجهودها في خدمة الشعب العراقي من خلال النشاطات الإنسانية والثقافية التي تقدمها».
وعقد ائتلاف من المنظمات الحقوقية والمدنية، أمس، مؤتمراً صحافياً في مقر مؤسسة «برج بابل» دان فيه حادث الاختطاف، وطالب السلطات الأمنية بـ«وضع حد لعصابات القتل والاختطاف التي تعمل منذ سنوات ضد الناشطين العراقيين دون رادع، ما دفعها للانتقال إلى اختطاف الناشطين الأجانب».
وكتب الإعلامي والمستشار السابق في البرلمان عماد الخفاجي، عبر «فيسبوك»، «نعم، إنها المختطفة هيلا، هذه (الجاسوسة الألمانية!) صديقتنا ونبتهج بوجودها في العراق، الذي ربما تحبه أكثر من خاطفيها».
وكتب الصحافي ورئيس تحرير جريدة «العالم» الإلكترونية منتظر ناصر: «موجع خبر الاختطاف، فهذه الشقراء الأوروبية عشقت سمار أرضنا وملح ترابها، وكاسرت صقيع مدينتها بقيظ بغداد التي أحبتها وأحبت ألفتها واختلطت بأهلها، وشاركتهم منذ سنوات انفجاراتها». وأضاف: «لم يسبق لي معرفتها أو الحديث معها، لكني ما زلت أتذكر هرعها لموقع انفجار الكرادة الشهير قبل سنوات، الذي أودى بحياة العشرات وما زالت آثاره شاخصة، أجزم أن الهدف الأول لمن قام بعملية الخطف هو أنه لا يريد لبغداد أن تكون عاصمة للسلام والاستقرار!».
وفي برلين، أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أن وزارته دعت إلى اجتماع فريق الأزمات الخاص بها على خلفية اختطاف المواطنة الألمانية في بغداد. وقال ماس خلال زيارته العاصمة اليونانية أثينا، أمس، إنه لا يعتزم التصريح بشكل واضح بشأن القضية «مراعاة لمشاعر المتضررين»، مضيفاً: «لكننا بدأنا في وزارة الخارجية الألمانية الاهتمام بالقضية والتوصل إلى حل».
وصف الدكتور علي البياتي، عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، اليوم (الثلاثاء) حادثة اختطاف المواطنة الألمانية هيلا ميويس في بغداد بأنه «مؤشر أمني خطير»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
وقال البياتي إن «حادثة اختطاف المواطنة الألمانية مؤشر خطير على عدم قدرة الحكومة العراقية والقوات الأمنية في حماية الرعايا الأجانب الموجودين في العراق بشكل رسمي الذين يقدمون خدمات إنسانية وثقافية مستمرة للشعب العراقي في ظروف أحوج ما يكون الشعب إليها». وأضاف: «بكل تأكيد بدون إجراءات حقيقية جدية للتحقيق والمساءلة والمعاقبة ستتكرر هذه الحالة وسيؤدي ذلك إلى انسحاب كل هذه البعثات من بغداد إلى أربيل أو إلى خارج العراق».

وطالب البياتي «القوات الأمنية بالقيام بواجباتها بالتدخل الفوري لمعرفة مصيرها وإطلاق سراحها ومحاسبة الجناة بشكل سريع تثمينا لجهودها في خدمة الشعب العراقي من خلال النشاطات الإنسانية والثقافية التي تقدمها».
وكان نشطاء حقوقيون ذكروا في وقت سابق أن مسلحين مجهولين اختطفوا المواطنة الألمانية في العاصمة العراقية بغداد ليل أمس (الاثنين).
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن، اليوم، إن القوات الأمنية العراقية لاتزال تبحث عن المواطنة الألمانية المختفية. وأضاف في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية: «لغاية الآن، القوات الأمنية لاتزال تبحث عن المواطنة الألمانية التي اختفت الليلة الماضية في أحد شوارع بغداد».
وكالات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *