-->

خائنا بامتياز عميلا بانحطاط كل صحراوي يصطف مع العدو ضد استقلال بلاده.




بكل مفاهيم الدنيا وقواميس الكون ومفردات العالم، فان التعاون مع الأجنبي الذي لا يمكن أن يعني سوى طعن الوطن من الخلف ، يعتبر وصمة عار يندى لها جبين البشرية وتتصدع لهولها الجبال، وذنب لايُغتفر، ووصمة عار ستظل تلاحق الخائن و تلاحق نسله أينما حل وارتحل ، لأن المجني عليه وطن وشعب وتاريخ ، ومن هان عليه وطنه هان عليه عرضه وشرفه.
ومع أن خيانة الأوطان كلمة مُشبعة بكل معاني الإنحطاط واللؤم والخسة ، إلا أنها وجدت دائما من يرتضي لنفسه حمل صفتها الدنيئة ، و يسعى لنشر ثقافتها التخريبية وشعاراتها المضللة، ويعمل على تصدير سلوكياتها و شائعاتها الهدامة، ومخططاتها التآمرية، التي تتخذ أحيانا لبوس “الوطنية” أو العقلانية أو الواقعية ، وأحيانا أخرى تتخذ من الإصلاح ذريعة ، ومن الحقوق سندا وستارا لها، وهذه الأطراف التي نعنيها، راحت تعيد النظر جذريًا بقدسية وشرعية قضية شعبنا العادلة وتدين مسيرته النضالية الطويلة، وتتبرأ من كفاحه الطويل من أجل الحرية والإنعتاق، وتدبج في ذلك خطب “التوبة” التي تتخذ من مفردات التأييس ملجأ لها، متماهية مع مقاربات نظام الإحتلال والقوى الدولية الوصية عليه، مستعيرة مفردات خطابه السياسي من قبيل “الواقعية” و “الحل الوسط” ومعادلة “رابح-رابح” ” لا غالب و لا مغلوب” لتبرير الإستسلام المقنع، استسلام تحت شعار “السلام” يشيع القنوط في تطلعات شعبنا وبلدنا في الحرية والاستقلال !!!
لست أعني هنا أصحاب الرأي الحقيقي في الدعوة للإصلاح الذي ينبع من رحم الوطن وحاجاته، فذلك واجب يتفق مع السعي الدائم لتعزيز البنى التنظيمية والمؤسساتية والادارية لدولتنا الفتية، وأيضا مع تفعيل الثقافة المجتمعية الرافضة للفساد والمفسدين ، بل أننا نرى أن موقف كل مناضل يدعو إلى الإصلاح، من منطلقات نضالية ووطنية، و يشاركنا الخندق النضالي ذاته، نعتبر موقفه محمود ومطلوب يندرج في سياق النقد الذاتي البناء، ومثل هؤلاء ينطقون بما يقتنعون به، ويُبدون ما يرون فيه السداد.. ويبرهنون أن همّ الوطن وحاله مسألة تهمنا جميعا ومسؤولية فردية وجماعية مرتبطة بحس وطني يدعونا جميعا إلى المساهمة في رقي التنظيم والدولة و المؤسسات.
ما أقصده هو اننا أصبحنا في وضع نحتاج فيه أن نعّرف المعرف، ونشرح المسلًم به، وذلك بسبب محاولة اقتحام وعينا الجماعي، وموجة غسيل والدماغ، ، الذي يريد أن يمارسه علينا بعض المرتدين والمهرولين نحو أطروحة الاحتلال المغربي البشع لبلادنا، الهادف لإرضاخ شعبنا بأحط الوسائل اللا إنسانية واللا أخلاقية ، ومع “هذا البعض” ينساق، للأسف الشديد، بعض البسطاء والسذج، الذين يتقاسمون معهم بؤس المواقف والنفاق الإجتماعي والسياسي و”بيع التزيرة”. والقصص في هذا المجال أخزى من أن نسرد أمثلة عنها .
لا يختلف إثنان أن كل شخص ارتضى أن يكون مِعول هدمٍ وأداة تخريبٍ طيعة وسهلة في يد أعداء وطنه هوعميل بانحطاط للأجنبي و خائن بامتياز لشعبه.
في العادة، وعلى ما نسمع ونقرأ في كتب التاريخ فإن العميل، يعمل بشكل سرّي في الخفاء في الظلام ومن تحت الطاولة، إلا عندنا مختلف تماما، فالعميل نجده يجاهر ب”عهره السياسي” في واضحة النهار، فهو خطيب المنابر المفوه “عينو أمتينة” يوزع البيانات والمواقف والتسجيلات الصوتية الودية منها والعدائية يمنة ويسرة في غير حاجة إلى “ورقة توت” ليغطي سوءته ؟؟
الخائن لشعبه و أهله، في العادة، يخجل من نفسه، يلاحقه تأنيب محكمة الضمير، لأنه يستعمل كل ألوان المجون والفجور السياسي والأخلاقي معاكسا مصالح شعبه، ما يجعله يختفي ويتوارى عن الأنظار، إلا عندنا فإنه “أفگراش” لا يستحي “ما يحشم” و” حاظر و متڨدم حتى”
العميل، في ميزان عدل التاريخ ، خائن لوطنه لمصلحة وطن آخر، خائن للداخل لمصلحة الخارج، ‘يتعاطى’ مع العدو، عدو شعبنا جميعا، ينقل إليه أخبارنا وأسرارنا، قوتنا وضعفنا ، بالمختصر هو مع العدو وضدنا جميعا “سارق و يقابح”
مثل هؤلاء تناسوا أن نظام المخزن قد أحتقرنا وأخرجنا ذات يوم بغيرحق من ديارنا حفاة عراة تحت نيران المدفعية وقصف الطيران بالنابالم ، مثل هؤلاء لم يفكروا بقافلة طويلة من الشهداء وخيرة من أنجبهم الشعب الصحراوي ممن باعوا أنفسهم لله ولعزة الوطن ، هؤلاء تجاهلوا، عن قصد، أسرى الشعب الصحراوي ومفقوديه الذين توزعوا بين المقابر الجماعية، والمخابئي السرية ، و القتل العمد، تغاضوا عن آلام شعبهم و استهتروا بآماله العراض من أجل خلاص ذاتي و فتات من عرض الدنيا المغمس في المذلة.
ولعل القائد الفرنسي نابليون بونابارت قد قدم درسا لمثل هؤلاء، حين رفض مصافحة أحد الذين ساعدوه في احتلال بلده قائلا له: “خذ حفنة المال مكافأة لك، أما يدي فلا تصافح الخونة” .
: ورحم الله ابن الرومي حين قال
ولي وطن آليت ألا أبيعه
وألا أرى غيري له الدهر مالكا
محمد لبات مصطفى

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *