بشاري الصالح المحارب الذي آن له أن يستريح
دهي المخيم أمر لا مرد له ، برحيل أحد الابطال المتوارين عن الانظار ، ممن أشهروا سيوف شجاعتهم أيام الحرب وأدخلوها أوان السلم في عمد القناعة ونكران الذات .
بشاري الصالح حيمد ...
من لا يعرفك ؟
انت ايها الجسور الذي اكل منك الدهر وانت حي ... تقاوم برجلك الجريحة وجسدك المثقب بشظايا البارود .
فلطالما شققت صفوف الفرسان بوجه ضاحك وثغر باسم ، دون ان تبالي أن المتنبي كان يقصدك لا سيف الدولة الحمداني ، فأنت أشجع منه وأصلب ...
فقدركم أنتم أبناء الصالح ولد حيمد هو الجرح أو الاسر أو الاستشهاد ...
فشقيقاك محمد والمحفوظ سقطا شهيدين في حرب التحرير وشقيقك ابراهيم أسر 13 سنة في سجون الاحتلال المغربي .
بشاري ... كان كتلة مجد تمشي على الارض بوقار ، تتطاير منه رائحة الرصاص ويقطر من جروحه عبق المعارك ذكرى المقاتل ... يتقلد جميع الاوسمة ولكنه يخفيها في تواضع واستحياء !!
الكثير يعرفونك ... ولكن هناك ايضا من يجهلونك ككل تاريخ وامجاد ، فأنت لا تعشق ااصور ولا تستدعي الكاميرات، حتى حين كنن دبلوماسبا لم تجعل لنفسك ألبوم ذكريات تخدع به المسؤولين ، لانك ترى ان العمل الميداني لا يحتاج الى دعاية او تهويل .
وحين طالك بعض التهميش فيما يعرف سياسيا بمرحلة عبور الصحراء ... بقيت صامتا لم تتمرد على رفاقك رغم مايعرفوه عنك من قوة وعناد
لفد كنت نقول انه لكي تدخل التاريخ عليك ان تحصل على احدى الشهادات إ' ما شهيدا أو جريحا أو أسيرا ' فهي وحدها من تشفع لك أمام أبناء شعبك ، عكس من يعلقون الاوسمة ولم يخوضوا حروبا .
واليوم بعد رحلة طويلة من الكفاح والصبر ، لا بد للفارس ان يستريح ، فتستسلم انت للنهاية ، انها نهاية البطل الشجاع ، فبعد أن نام عنك الموت في كل المعارك التي خضتها هاهو اليوم يستيقظ ليأخذك معه في يوم قدره الله عليك .
الثلاثاء 7 يوليوز 2020 ينسحب فيه الفارس الى رحلة الاخرة بجسد منهك كان يريده جسرا لنا جميعا ، لكنه كان يعلم ايضا ان الامر يتطلب منا جميعا مد جسومنا جسرا لكي يعبر الرفاق نحو النصر والتحرير .
بقلم : محمود خطري
