-->

كبير مستشاري الرئيس الأمريكي يشعل الازمة بين القصر الملكي وحكومة العثماني


في الوقت الذي اكدت مصادر اسرائيلية ان المغرب سيكون ضمن الدول التي ستخرج علاقاتها المتجذرة مع الكيان الصهيوني الى العلن بعد عقود من العمل في السر وعقد الصفقات تحت الطاولة، حاول رئيس الحكومة المغربي، سعد الدين العثماني، تغطية شمس التطبيع بالغربال معبرا عن موقف حكومته بخصوص قضية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك قبل الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنير، إلى الرباط.
وأكد العثماني، الأحد، رفض المملكة المغربية أي تطبيع للعلاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، في ظل الحديث سعي إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، إلى ضم دول عربية أخرى، إلى مسلسل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال العثماني أمام اجتماع لحزب العدالة والتنمية، إن المغرب يرفض أي تطبيع مع “الكيان الصهيوني” لأن ذلك يعزز موقفه في مواصلة انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني.
تأتي هذه التصريحات، بعدما كشفت وكالة الأنباء العالمية “أسوشيتد بريس”، أن إدارة دونالد ترامب ستُرسل الأسبوع الجاري، وزير الخارجية مايك بومبيو، وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنير، إلى عدد من البلدان العربية من بينها المغرب، لمناقشة تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وسيزور بومبيو، بحسب “أسوشيتد بريس”، كل من إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين وعمان وقطر السودان، فيما سيزور جاريد كوشنير في وقت لاحق من الأسبوع، إسرائيل وعمان والبحرين والمملكة العربية السعودية، ثم المملكة المغربية.
وأوضح المصدر ذاته، أن إدارة دونالد ترامب، تسعى الاستفادة من الاتفاق التاريخي الذي تم توقيعه والإعلان عن بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، من أجل إقناع بعض الدول العربية الأخرى لتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل.
ويُتوقع أن تكون زيارة كوشنر إلى المملكة المغربية هي المحطة الأخيرة في زيارته لبلدان المنطقة، ورغم أنه لم يتم الكشف بعد عن المحاور الرئسية للنقاط التي سيناقشها كوشنر مع المسؤولين المغاربة، إلا أن قضية التطبيع مع إسرائيل تبقى أحد أبرز المواضيع.
وذكرت تقارير اعلامية اسرائيلية، انه من المرجح أن يكون المغرب أحد الدول العربية المقبلة التي ستطبع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، بعد اتفاق بوساطة أميركية بين الإمارات العربية المتحدة والدولة العبرية لإقامة علاقات بين البلدين.
ونقلت قناة “ كان ” الاسرائيلية الحكومية عن مسؤول أميركي لم تكشف عن هويته، قوله إن “المغرب يُنظر إليه على أنه مرشح محتمل لأن لديه بالفعل علاقات سياحية وتجارية مع إسرائيل”. كما أشار التقرير إلى حماية الدولة الواقعة في شمال إفريقيا لطائفتها اليهودية الصغيرة.
وقالت صحيفة “اسرائيل اوف تايمز” الناطقة بالانكليزية، انه يمكن أن تؤدي إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل إلى تحسين علاقات المغرب مع الولايات المتحدة.
وذكر التقرير أنه مقابل القيام بذلك، تسعى الرباط للحصول على اعتراف أميركي بسيادتها على إقليم الصحراء الغربية المحتلة من قبل المغرب.
وعام 1975 احتل المغرب اجزاء من الصحراء الغربية عسكريا مرتكبا مجازر بشعة في حق الشعب الصحراوي الذي قتلت القوات المغربية الالف من ابنائه وشردت قرابة 200 الف اخرين هجروا قسرا من وطنهم ويعيشون الى اليوم مخيمات اللجوء.
وقد استمر الكفاح المسلح تحت لواء جبهة البوليساريو (حركة تحرير الصحراء الغربية) الى ان تم التوصل الى اتفاق مخطط تنظيم الاستفتاء ووقف اطلاق النار عام 1991 بين جبهة البوليساريو والمغرب تحت رعاية الامم المتحدة.
وأكد تقرير الصحيفة الاسرائيلية ان المغرب الذي يُعتبر حليفًا للولايات المتحدة، “قد حافظ منذ فترة طويلة على علاقات استخباراتية غير رسمية ولكن وثيقة مع إسرائيل”.

وحسب التقرير فانه على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية بين البلدين، فقد استضاف المغرب قادة إسرائيليين، كما انه يسمح للإسرائيليين بالزيارة هناك.
ويعيش حوالي 3000 يهودي في المغرب، وهو جزء بسيط من العدد قبل إنشاء إسرائيل عام 1948 ، لكنه لا يزال أكبر طائفة يهودية في العالم العربي.
إلى جانب المغرب، وُصفت البحرين وعمان كدول يمكن أن تحذو حذو الإمارات في إقامة علاقات مع إسرائيل. وأشاد البلدان بالإعلان عن تطبيع العلاقات بين اسرائيل والامارات العربية المتحدة.
وأعلنت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة اتفاقا يتيح تعاونا شاملا وترسيما للعلاقات، الخميس، وذلك من خلال بيان مشترك مع الولايات المتحدة أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاء فيه إنهما “اتفقا على التطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل والإمارات”.
الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يمثل ثالث اتفاق من نوعه أبرمته الدولة العبرية مع دولة عربية بعد مصر (1979) والأردن. (1994).
وذكر البيان أن وفدا إسرائيليا وإماراتيا سيلتقيان في الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية في مجالات الاستثمار والسياحة والرحلات المباشرة والأمن وإنشاء سفارات متبادلة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *