رحيل معلم الأجيال الصحراوية الأب الحكيم سيدي أحمدناه.
كثيرون يذهبون من حياتنا دون أن يبقى لهم أثر ، و قليلون جدا من يسجلون اسماءهم بأحرف من نور على صفحات تاريخ بلدانهم و شعوبهم ، فيعشون في ذاكرة الأجيال على مر العصور فيبقون خالدين في الذاكرة و الأب سيدي أحمدناه أصبح من الذين نحتت أسمائهم في جدار التاريخ الصحراوي و سطر إسمه في الخالدين من رجال الصحراء الغربية و رموزها.
ان تترك تاريخا خالدا لشعبك لتتوارثه الأجيال لايكون ذلك مصادفة بل ، هو إيمان عميق بالحقوق و تقيد صارم بالقيم و المبادئ و ثبات راسخ ، و هو ماحدث بالضبط مع شيخنا الراحل سيدي أحمدناه معلم و مربي الأجيال نعم رجل ملك الكتاب و الوح و القلم و أحد ربان التعليم القراني في الدولة الصحراوية و الذي عمل جاهدا ، بل قضى عمره في التدريس شامخا.
اننى بهذا الرثاء المتواضع أتوجه إلي كل ابناء الصحراء الغربية عارضا نموذجا يحتذى في النضال الوطني و الدور التربوي ، أيها الأعزاء الذين يتواصلون في كل وسائط التواصل الأجتماعي من شبكة الإنترنت و التويتر و الفيسبوك و الانستغرام أعرض لكم اليوم بطلا حقيقيا متوجا بالنزاهة و الشهامة.
عرفناه معلم الأجيال يعمل بهمة و نشاط راضيا بكل الإمكانيات المتواضعة التي بيده ليحولها إلي فكر مستنير ، و سالوا جميع من تخرج على يده الطاهرة من ابناء و بنات دائرة الكلتة ولاية العيون ، عرفناه نصحا حافظا للكتاب الله كريما متواضعا ذات خلق العالي.
نعم رحل الأب سيدي أحمدناه بعد أن زرع العلم في صدور الرجال.
رحل بعد أن ختم حياته بموقف خالدة تتناقلها الأجيال الصحراوية على إمتداد التاريخ.
بفقد هذا الأب الحكيم و الرمز أستطيع أن أقول إننا فقدنا رجلا عظيما كالطود الاشم ، نعم كان نحيل الجسم قوي الهمة و الله إن قامته بطول قارة وحنانه حنو المرضعات على الفطيم كان صاحب مبادئ و ٱيات و سباقا لكل مايفيد شعبه و يحقق رسالته ، نصحا للصحراويين و الصحرويات على الدوام لا يعرف اليأس أو القنوط.
نشهد الله أيها الأب الغالي على قلوبنا جميعها بأنك و أخوانك من أبناء جيلك أديتم الرسالة التربوية و النضالية في ساحات الوغي و البناء.
ونشهد الله كم أنت تحملت و لم تنخ كما نخ الجبناء
المنزمون وكتبت بيدك الطاهرة المتوضئة كتاب الله
العظيم.
تبكيك اليوم الصحراء الغربية المحتلة و تبكيك دائرة الكلتة و ولاية العيون و كل مخيمات العزة و الكرامة.
لك أيها الأب العزيز بصمة عبر الأجيال الصحراوية اليوم في الداخل و الخارج و لك أعلى وسام صحراوي سيوضع على قبرك الطاهر.
رحلت و ستبقي خالدا في قلوب الصحراويين الأحرار.
إلي جنة الخلد يامعلم الأجيال الصحراوية.
بقلم: خطاري سيديا.