-->

الشاي كينونة التواصل بين اجيال شعب الصحراء الغربية في الماضي والحاضر


يعتبر الشاي ذو أهمية بالغة في الحياة الاجتماعية والثقافية الصحراوية فلا يكاد يجتمعون ألا وهم يتناولونه في أربعة دفعات ( أربعة كؤوس متتابعة ) وفي الوقت الحاضر أصبح تناوله على ثلاثة كؤوس في الغالب .

ودخل الشاي في الماضي والحاضر كعمق حيوي، فمكانته الاجتماعية والنفسية في المجتمع تتوسع بين الشدة ومنطق الضعف والاضمحلال حينها قال الشاعر:
اتاي المفتول لجـــــواد*** يتواسى ماهِ من لرداد
ولي ماه الجواد امـﯕـاد *** لعويد الي ماهُ مفيــــد
والناس املي فـيها زاد *** المفتول وفيها لعـــويد
ويقول الشاعر المشهور لحبيب ولد اصنيبة:
اتاي اعليا لمــــــــغليه *** امعاه الطبلة والكيـــسان
اندور انتم انحاسن بيه *** الناس الي تعرف لحسان
ويقول الشاعر ابراهيم ولد للود متهكما من الذين لا يكرمون ضيوفهم بالشاي :
ذاك الي ﯕــلت ادلــــيل دي *** شَعار اكبـــار احكاو في
حد من النـــــــاس ادناس لي *** جالي عرضــــو مصانو
هاين روحو مــــــــــزال حي *** الحـــــــــــــــرُ لا يوهانو
غادي حيـــــــــــوانو في في *** طـــــــــــــال به الزمانو
وليستر بعد ألا اشــــــــــوي *** وﯕــــــــادر يستر بحسانو
لوليـــــــــــد ارظي ألا الـبي *** ماهـــــــو شاري كيسانو
وبلا طبلة ميزان ســـــــــــي *** ما يومنى فــــــــــــــمكانو
لمجر والمجر والرضـــــــــي*** عن ذا طــــــافي نيـــرانو
ولا لاهي أيــﯕــول ذوك بعد *** خــــــــــبر شائع فزمــانو 
زين احسانو بطــــــــول لعد *** سقانا بيـــــــــــــــــــتيانو
وقد ظهر تقاطع حاد بين الشعراء الصحراويين في في نهاية خمسينات ومطلع ستنات القرن الماضي بسب تغير تقديم كؤوس الشاي من أربعة إلى ثلاثة كؤوسا فقط ، ولكل فريق من هولاء الشعراء حججه ونظرته لقيم المجتمع وتقاليده وقد دعم الفريق الذي يطالب بالبقاء على أربعة كؤوس عن حججه بقيم دينية ومن بينها الكتب الدينية الأربعة المنزلة على الرسل من عندا لله سبحان وتعالى والتي هي ( القرآن الكريم ، الزبور ، التوارات ، الانجيل ) وكذلك الخلافة الإسلامية من خلال الخلفاء الراشدين الأربعة بينما ركز الفريق الأخر على عامل الزمن واستغلال الوقت ومن هنا يظهر ارتباط بعض الصحراويين بالعمل بالشرائك الأسبانية العاملة في الصحراء الغربية أثناء الاحتلال الأسباني.
وفي أطار هذا لجدل يقول الشاعر ولد اكويرينة:
سولتك يالمانك حافي *** رد اعليا لا تبـــطى
يكانك فتـــاي الوافي *** ولا فثلاثة والكفطى
ويرد الشاعر الناجم ولد دفداف :
نزل مولانا فــــــــات اربع *** ملوك اسمع يلي تسمـــــــــع
ومنزل زاد اربــــــع فوسـع *** كتوب وجاو اعلى ظــــــبطة
والخلافة من ذاك اشــيــــع *** هي جواب اللي يـــبـــــــــطة
وربع كسان احسن ورفـع *** من ذيك اثلاثة والكفــــــــطة
أكد لشاعر في هذا المقطع على الملائكة والكتب السماوية المنزلة من قبل الخالق سبحانه وتعالى والتي أتت في نظام بديع لا مثيل له وكذلك الخلفاء الراشدين الأربعة الذين حكموا الدولة الإسلامية بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويعتبر الشاعر هذه الحجج دامغة لتقيد بكؤوس الشاي الأربعة 
وفي نفس الإطار يؤكد الشاعر محمد محمد سالم عبدالله هو أخ للشاعر الكبير المرحوم بادي محمد سالم حيث قال :
ذا الخلق للي صــاب إغاثة *** سارﯔ فيها رشدو دخـــلي
فــثلاثة يغـــــــــير اثــــلاثة *** لماسيها خــــــــلي قــــبلي
اﯕريب من باب النقصــــان *** ولاحــــرى خـلا من لركان
ركـــعة يذاك من البطـــلان *** لصــلات اللي فم امصـــلي
تعــدال اليوم اثلت كيســـان *** ورابع يزﯕــــــى مخلـــــــي
ماهي سترة فناس وظــــان *** عن الماسيها حــــــــــاجــــلي 
ذا الخاق لي صـــاب اغاثــة *** سارگ فيها رشدو دخــــلي
وهنا يوجه الشاعر كلامه إلى الذين فقدوا رشدهم وتركوا كؤوس الشاي الاربعة ففي نظره بأنهم مثل الذين لا يؤدون صلاتهم على أحسن وجه حيث تركوا بعض أركان الصلاة فتصبح بذلك صلاتهم باطلة ،الذين يصنعون ثلاثة كؤوسا من الشاي مصابون بالنقصان ولا يؤدون العمل على أحسن وجه .
وبخصوص دعاة ثلاثة كؤوس من الشاي فلهم حججهم ومأخذهم أيضا على الكؤوس الاربعة وهاهو الشاعر الناطق بأسمهم يقول :
القانون لي هـــــــــــون *** اثلاثـــــــــة والكفطــــــى
ومســــالة فــــلــقانون *** ألا ما تخـــــــــــــــــــطى
ويرى الشاعر بأننا ملزمين الاحتكام لصنع كؤوس الشاي الثلاثة فقط والمسائل القانونية لا يمكن تجاوزها أو التطاول عليها وتأتي كلمة قانون هنا ردعا وعاملا للاستغلال الوقت كما أنها في تحليتنا نظرة لدخول بعض الصحراويين للعمل في لشرائك والمصالح الأسبانية إثناء فترة الاحتلال الأسباني للصحراء الغربية . 
ويأخذ الشاي أهمية اعتبارية لدى أجيال شعب الصحراء الغربية في كافة الحقب والأزمنة وله ثقافته وبالتالي هو جزء من الفعاليات الحيوية وقاعدة الاتصال والتواصل بين الأجيال والعائلات فجلسات الشاي الطويلة المتكررة عاملا مهما لتلغين الدروس والتجارب بين الكبار والشباب كما أنها وسيلة للإطلاع وإبداء الآراء حول الأوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية السائدة وقد يفوق في كثرة تناوله تناول الطعام وله قيم وسلوكيات اجتماعية خاصة به كما يقول الشاعر :
امنادم لاهي يشرب كـــأس *** ما طـــــرحو وتكامل طربــو
وتماهل فشـــرابو ينـــاس *** ذاك الا كـــــبـــــو ماشـربو 
ورد اخر قائلا :
كاس اتاي اخيار الي إجـيه *** امنادم متـــــميز ﯕــبــظو
يشرب بلعــــجلة ذا لي فيه *** تصوانو ربي مـــا فرظو
ويقول الشاعر والمجاهد ابراهيم ولد بداد:
مد اتاي اقارب لحباب *** وبه انداوي جمع ا كتيــلي
وهو زاد لي بيه اسباب *** تعين على التــــــــــويلي
بتصرف الاستاذ محمد عالي لمن من كتابه الصحراء الغربية مجتمع وثقافة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *