-->

سيكولوجية السارق والسرقة في المجتمع المغربي


تقدم الميثودولوجيا هرمس “إله التجارة” على أنه يجمع بين متناقضات فالظاهر أنه ذو السلوك الحسن والطباع الحميدة، وفي نفس الوقت فهو مخادع وماكر ومحتال وسارق.

ويقال أنه في يوم ولاته سرق لأخيه أبولو، الذي هو “إله الشمس” قطيع من الأبقار، وأخفى أثرها عن طريق التمويه، بأن غير سير القطيع المسروق في الإتجاه المعاكس.
وقد يكون المغاربة أحفاد هرمس، فهم جبلوا على ازدواجية الشخصية، الحرص على الظهور بخصال الملائكة التي لا تخطئ، ويعبدون على مدار الزمن حول عرش الرحمان.
بيد أنهم لا يصمدون طويلا فالخداع الذين فطموا وتربوا عليه، واعتادوه، والذي دأبوا على ممارسة رياضة وفنون اتقانه في قاعات الخفاء والسر- ينفجر طمعا في التهام فريسته في كل وأول فرصة تتاح له.
ولا فرق في ذلك بين طبقات وفئات المجتمع. بين الفقير والغني، بين الأمي والمتعلم. بين السارق بالعنف والسارق بالحيل والتأكيدات الخادعة، بين السارق باسم السياسة، والسارق باسم الدين، وبين السارق باسم القانون والسارق باسم الوظيفة.
فالجميع سواء، في مرتبة واحدة، فسوء التربية، وغياب الضمير تجمع بينهم. ولا فرق بينهم سوى اشمئزاز وتقزز العامة!، أو في قوة السارق؟، أو في اتقان فعل السرقة!، أو تقبل الفعل من طرف الغير ونفس العامة بالقوة! وبالخوف؟ أو بالتطبع!.
والسارق في نظر المجتمع المغربي، هو من ضبط متلبسا بالسرقة؟، أما من تمكن من النجاة؛ فهو طاهر طهور الملائكة التي يظهر سلوكها. وهو نفس الاعتقاد الذي يشعر به السارق، فما لم يتم الامساك به فهو ليس بسارق أبداً.
فأي عقوبة تستحق أنت!؟
* صبري الحو ـ محامي بمكناس وخبير في القانون الدولي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *