-->

أنباء عن فرار عشرات الجنود المغاربة من جدار الذل والعار المغربي في الصحراء الغربية


تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي أنباء واردة من المناطق الصحراوية المحتلة تتحدث عن فرار عشرات الجنود المغاربة من جدار الذل والعار المغربي في الصحراء الغربية.
وكشف في وقت سابق الرقيب عبد الله ولد محمود ولد عبيد الطاهر جغيبي من مواليد 1973 الذي التحق بالجيش المغربي سنة 1992 أي بعد سنة من توقيع اتفاق إطلاق النار بين جبهة البوليزاريو والجيش المغربي، كان يحمل رتبة ملازم أول في حزام الربط “الجدار” الفاصل بين الأراضي الصحراوية المحتلة والمحررة في منطقة توكات بن زكة  5C قبل أن يفر رفقة أربعة ضباط آخرين إلى الأراضي الصحراوية المحررة 
الرقيب قضى أكثر من 18 سنة من الخدمة في الجيش المغربي، وفر من الوحدة العسكرية التي تحرس جدار العار الذي كان على مرمى حجر من الأراضي الصحراوية المحررة، بعد أن أرهقه نظام المخزن الذي قام بإرسال 300 جندي من الوحدة التي يعمل بها ونقلها من الجدار إلى مدينة العيون لمحاصرة الأبرياء الصحراويين في مخيم “أكديم أيزك” وقمعهم.
الرقيب الفار من الجيش المغربي عبد الله جغيبي كشف في اتصال مع “الشروق” عن الكثير من القضايا المثيرة عن النظام المغربي وتورطه في الاعتداء على الدول المجاورة، والفساد الذي يعشش داخل هذه المؤسسة العسكرية التي أرهقتها ظاهرة الفرار الجماعي للعسكر وهروبهم نحو دول أوروبية أو عربية، مشيرا إلى تورط نظام المخزن في إغراق الجزائر بالمخدرات والكوكايين لتوريطها مع المجتمع الدولي.
مستعد لفضح المخزن وفكرة هروبي راودتني منذ 5 سنوات
..”تأثرت بمجزرة مخيم أكديم بالعيون المحتلة ومستعد لفضح نظام المخزن الذي ورط جيشه في الاعتداء على أراضي جيرانه بعد تخديره بشعار خدمة البلد….”.. بهذه العبارات بدأ الرقيب الفار من الجيش المغربي عبد الله جغيبي حديثه معنا وكله ندم وحسرة على السنوات التي ضاعت من عمره مع نظام  وحشي، سرق ونهب واغتصب النساء والفتيات ونكل بالعجائز والشيوخ واعتدى على الأطفال والرضع على حد قوله .
وعن عملية فراره يقول الرقيب جغيبي “فكرة الهروب راودتني منذ التحاقي سنة 2005 بجدار العار الذي كان على مرمى حجر من الأراضي الصحراوية المحررة، لكن ظروف والدته التي فقدت ابنيها “الكوري ولالة” بعد انفجار ألغام زرعها الجيش المغربي بمنطقة “ذريع الكلبة” بالصحراء الغربية حال دون ذلك، فقد أصبح المعيل الوحيد لعائلته، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، يقول: “كان علي التريث والتحري لمعرفة أماكن تواجد الألغام المزروعة على طول حزام الجدار العازل”، إلى أن جاء اليوم الموعود وهي ليلة السابع من شهر نوفمبر “التي كانت فأل خير عليّ، حيث استطعت أن أهرب من جدار العار في حدود الساعة الثالثة صباحا وأصل إلى ملتقى وادي القصيبي وبن زكة قبل أن أصل إلى منطقة أرلي مكان تواجد الجيش الصحراوي، حيث تم استقبالي بكل حفاوة وكرم، كيف لا وهم أهلي وناسي، ليتم تحويلي بعد ذلك إلى مقر الناحية العسكرية الثانية لجيش الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لأمكث هناك ثلاثة أيام قبل أخذي إلى الرابوني حيث قدمت كل التفاصيل والمعلومات الأمنية الخاصة بمخططات نظام المخزن”.
الفساد عشش داخل المخزن
وأزال الرقيب عبد الله جغيبي الستار عن الكثير من الحقائق الخطيرة حول الفساد الذي عشش داخل نظام المخزن من خلال ما عايشه كفرد من الجيش المغربي الذي كان وما يزال حسبه يعاني نوعا من سياسة التجويع للجنود، الذين لا يجدون في بعض الأحيان ما يسدون به رمقهم بسبب التوزيع غير العادل للمؤونة وقلة وصولها إلى الجيوش، فيما يجني القادة الكبار الأرباح، وهذا ليس كل شيء يضيف الرقيب الفار من جدار العار، فإلى جانب سياسة التجويع هناك سياسة التخدير بالحشيش والهرويين، فأغلب قادة الوحدات يبيعون الحشيش والمخدرات لجنودهم ويجنون من ذلك أرباحا طائلة.
مخططات “مخزنية” لإغراق الجزائر بالمخدرات والكوكايين
ومن جهة أخرى، يقول الرقيب الفار جغيبي إنه رغم استمرار قرار غلق الحدود البرية، التي تطالب المملكة المغربية بإعادة فتحها، إلا أن أصحاب السلطة في المغرب نجحوا عدة مرات في  اختراق الحدود وإدخال سمومهم إلى الجزائر، بتواطؤ كبير من كبار قادة الجيش المغربي “تحصلت على معلومات دقيقة عن مدى تورط العقيد والنقيب مع المهربين الجزائريين حيث كانوا يعملون وفقا لمخططات مخزنية تسعى بكل الطرق والوسائل إلى تحويل الجزائر لمركز عبور المخدرات والكوكايين، حتى يتم توريطها مع المجتمع الدولي، طبعا يرجع السبب الرئيسي في ذلك لمواقفها المبدئية والرسمية حول حق الصحراويين في تقرير مصيرهم، فالمخزن مستعد للتحالف مع الشيطان لأجل الانتقام من الجزائر، لأنها الوحيدة التي وقفت ضد أطماعهم التوسعية في امتلاك أراضي غيرها”.
تأثرت بمجزرة العيون و300 جندي من وحدتي شاركوا فيها
وبخصوص المجزرة الأخيرة التي ارتكبتها القوات المغربية في حق الأبرياء العزل بمخيم “أكديم أيزك” بالعيون المحتلة، يقول الرقيب جغيبي: “تأثرت كثيرا وشعرت بالأسى والاستغراب لمثل هذه الأعمال الشنيعة وألمني أكثر مشاركة 300 جندي من الوحدة التي كنت أعمل بها في العملية رغم أنني متأكد أن العديد منهم كانوا مجبرين على فعل ذلك لأنهم في حقيقة الأمر يرفضون السياسة الرعناء للنظام المخزني الرامية إلى اغتصاب حق الشعوب في تقرير مصيرها، والدليل على ذلك فرار العشرات من الجنود المغاربة إلى الدول الأوربية على غرار إسبانيا مثل ما فعل الضابط عبد الإله عيسو أو إلى الجمهورية العربية الصحراوية، فالتدهور الأخير للأحداث ليس إلا مظهرا للفشل الذريع الذي يرافق السياسات المخزنية في تدبير قضية الصحراء، وهو المتهم الأساسي في تعقيد وضعيتها وتوجهها نحو الكارثة”.
ويقف اكثر من 25 الف من المقاتلين الصحراويين على اهبة الاستعداد في الجهة الثانية من جدار الذل والعار الذي شيده المغرب في الصحراء الغربية، “كما ان كل صحراوي قابل للتجنيد” في هذه المستعمرة الاسبانية السابقة.
ومنذ 1975 يحتل المغرب على أجزاء كبيرة من الصحراء الغربية وبعد حرب دامت 16 عاما تم اقرار وقف لاطلاق النار في 1991 وتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي ومنذ ذلك التاريخ نشرت الامم المتحدة على اثره بعثة لحفظ السلام وتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية (مينورسو).
لكن الاستفتاء تاجل مرات عدة بسبب الخلاف بين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) والمملكة المغربية حول عدد الناخبين الذي يحق لهم المشاركة بالاضافة الى العراقيل والعقبات التي وضعها المغرب في طريق الحل السلمي والخيار الديمقراطي للشعب الصحراوي.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *