انتفاضة الاستقلال تفقد المناضلة الميدانية الشهيدة فاطمة مفتاح
بسم الله الرحمن الرحيم « منَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ . فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ .وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " صدق الله العظيم.
"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِى فِى عِبَادِى وَادْخُلِى جَنَّتِي"..
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة المناضلة الصحراوية " فاطمة منت محمد سالم ولد الحسان " ( أهل مفتاح ) فجر هذا اليوم على إثر وعكة صحية مفاجئة كانت في مرحلة متقدمة . لكن لا مرد من قضاء الله وقدره " قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" .
المناضلة الصحراوية سخرت حياتها للدفاع عن حياض الوطن، مناضلة جسورة مسكونة بحب الوطن وقضيتها العادلة ورافقها هذا الحب إلى قبرها. عرفت بتعلقها بوطنيتها وتفانيها وإلتزامها النزيه في عملها ودفء علاقاتها الإجتماعية مع الجميع ناكرة لذاتها ونفسها . إمرأة نذرت وقتها وجهدها وأعصابها وحتى مالها للآخرين. من دون أن تنتظر جزاء ولا شكورا .كان إسمها رحمها الله مرادفا لكل القيم الجميلة التي جعلت منها بالإضافة إلى حسها النضالي الرائع مرادفا أيضا للتواضع والإنسانة المحبة للناس الصبورة على أذاهم. جعلت منها شخصية محبوبة محترمة تحظى بقدر كبير من التقدير . حتى أن سمعتها الطيبة كانت دائما تسبقها حيثما حلت وارتحلت . فقد إجتمع في الفقيدة ما تفرق في غيرها. إجتمعت فيها خصال الإنسانة المعروفة بدماثة الأخلاق وحسن المعاملة والصلاح وطيبة القلب والكرم والنزاهة وكل خصال الإحسان والعمل الصالح ولا تتردد في تقديم المساعدة ويد العون وكانت المرحومة تشارك الجميع في أفراحهم وأحزانهم وتحب الخير لهم . طيبة واجتماعية كما تميزت رحمها الله بحسن المعاملة والجوار وطيب الطوية والعطف والحنان مما جعلها تتبوأ مكانة الفضلاء وسط كل معارفها من الأهل والأحباب والجيران . فقد فيها المجتمع صدرا حنونا متسعا لهمومهم وفقدت فيها أسرتها الصغيرة الأم المثالية الرائعة والزوجة المخلصة الوفية . فما أصعب أن بتحول هذا المسار لحديث الماضي . ورغم أن الموت قد اختطف الشهيدة وغيبها بشكل مفاجئ علينا جميعا ستظل روحها وذكراها حاضرة وسيظل الجميع وخاصة المرأة الصحراوية بمدينة السمارة المحتلة سيتذكرن ويحفظن ميراثها النضالي والإنساني الرائع . ولئن اختطفتها المنون منا إختطافا فإن سيرتها ونضالها وروحها ستبقى حاضرة معهم . رحلت إلى جوار ربها حاملة معا ميزة " وَخْيَرت " بكل معانيها وكافِهَا مبركهَا .
رحم الله الشهيدة الثائرة فاطمة ونتقدم بأحر التعازي إلى أهلها وأسرتها أهل مفتاح خصوصا . داعين الله أن ينزل عليها من رحمته مع الأبرار وأن يظلها في ظله يوم لا ظل إلا ظلك يا حي يا قيوم .وأن تجعلها من الكرام البررة ومن المقربين في الدرجات العليا من الجنة . وأن تجعل قبرها روضه من رياض الجنة . وأن تلهم أهلها وذويها جميل الصبر والسلوان . وأن تسكنها فسيح جناتك مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. وإنا لله وإنا إليه راجعون .