-->

الگرگرات الفرصة الذهبية

الشمس تلوح مودعة يوما دافئا من أيام مارس ، انطلقنا في رحلتنا البرية نطوي المسافات في الأراضي المحتلة  حتى نكون من الأوائل عند نقطة العبور التي استحدثها الإحتلال المغربي في منطقة الكركرات في خرق واضح لاتفاقيات وقف إطلاق النار وفي تحدّ سافر لكل المواثيق الدولية.
بدأت أولى خيوط الصباح تتسلل إلى تلك الأرض الشاسعة  منبهة إلى ضرورة الإستيقاظ والإنطلاق نحو البوابة التي لم نلجها إلا ظهرا بسبب حركة المرور ساعات قضيناها ننتظر كنت أراقب فيها مرور عشرات  الشاحنات المتنوعة بعضها يحمل السلع التجارية وأخرى أطنان من الخضروات وبعضها يحمل السمك. 

 بعد ولوجنا انتظرنا حتى انتهى التفتيش اكترينا سيارة وفي الطريق القصير والوعر بين نقطتي التفتيش المغربية المتجنية على المكان  والموريتانية كانوا هناك سيارة للدرك الصحراوي تقف في منتصف تراقب تجوب المكان ثم تعود للوقوف مكانها إلتفت قليلا إلى اليسار كومة كبيرة من الحجارة وخفق قلبي لرؤية العلم الوطني المصنوع من الحجارة. 
صحراوي لايهان الگرگرات هي البرهان شعار من الشعارات الوطنية التي رفعها أبناء الشعب الصحراوي   أمام محكمة الظلم والجور المغربية في سلا أثناء محاكمة أسود ملحمة اكديم ازيك والتي تذكرتها حينها رفعت يدي عاليا بشارة نصر وفخر وإعتزاز بهم هتف الجميع (نصر من الله وفتح قريب) لننطلق في رحلة ستقودنا إلى الأراضي المحررة ومنها إلى مخيمات العزة والكرامة. 
الكركرات ثغرة راكم من خلالها المغاربة والموريتانيون والدول الإفريقية الأخرى باعتبارها الممر البري الوحيد الذي يصل منه كل شئ حتى المخدرات إلى تلك الأطراف المترامية من العالم ثروات هائلة مكنت شعوبهم من الإستفادة منها حتى أصبحت بابا لتنقل الأشخاص سواء كانوا سياحا، تجارا، عمال بناء، حرفيون ..... والبضائع ومختلف التجهيزات في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والطبية وووووو بقى الشعب الصحراوي صاحب الحق والأرض يعيش تحت سياط الجلاد في المناطق المحتلة وجنوب المغرب والجامعات وخلف قضبان السجون وتمر حياة  صعبة عسيرة على جزء مشرد لاجئ لامعيل له إلا المساعدات التي يقاوم بها الصحراويون العطش والجوع   سلاحهم كرامتهم ورأسهم المرفوع الذي يأبى الركوع وعهد لايخونه إلا لئيم لشهداء قضوا نحبهم من أجل كرامة شعب وحريته وسيادته على أرضه وثرواته. 
إننا عندما نطالب عبر ممثلنا الشرعي والوحيد البوليساريو وعبر كافة تواجدات الجسم الوطني بضرورة غلق الثغرة فإننا قد أمهلنا العالم عشرات السنين ليتراجع عن ظلمه بصمته المتواطئ وتركنا الحبل على الغارب لكل من غني من ثرواتنا ومن قهرنا وقمعنا وتعذيبنا وتشريدنا ولجؤئنا.،كنا كرماء حتى اتعبنا الإنتظار إنتظار ضمير عالم يرفض ان يستفيق او يستمع لآلامنا ومعاناتنا كرم دفعنا ثمنه غاليا من الدم و الوقت والجهد والعطاء والصمود الأسطوري حتى أمكننا أن ندوًن في صفحات التاريخ الإنساني الظالم أننا شعب يحول الأساطير إلى حقيقة ويصنع المعجزات، والآن نقولها كفى  أيها العالم الذي لايهمه إلا سرقة ثرواتنا وارضنا كفانا من وعودكم الزائفة، كفى من صمتكم المخزي عن المحتل المغربي وكفانا صبرا ونحن الذين لم نعلّم الدروس إلا على فوهات المدافع فإن كان قدرنا المضي على درب النار والحديد حتى ننال مانريد ونبني وطنا حرا وسعيد فلنمضي كما كنا بجبين شامخ يأبى الركوع لغير الله عز وجل ويرفض الخنوع أو التنازل مهما عظمت التضحيات وتواصلت التكالبات وتساقط الانذال والجبناء.

مريم محمد لمين أبا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *