الالية الوطنية للخطاب والحاجة لمثالية حامل الخطاب ...
كثيرا ما يتردد تراجع دور الخطاب التعبوي وتأثيره في القواعد الشعبية حتى اصبحت لدينا ازمة خطاب، فتخرج المؤتمرات والندوات والاجتماعات بوثائق وقرارات في غاية الحسن والاتقان، لكن انعكاسها على واقع الميدان يبقى حبر على ورق ولعل المعضلة تترجمها تصرفات وممارسات حامل الخطاب والقائمين عليه، حين ان القواعد الشعبية سئيمت ممن يردد خطابات الحماس الثوري على تصفيقاتها وزغاريدها ثم يغادرها الى برجه العاجي اين اختار لنفسه ومن يعوله احسن الظروف بعيدا عن واقع اللجوء ،والصمود، فهجر معظم قيادات الصف الاول مخيمات العزة والكرامة واشترى الدور والقصور وقطعان الابل والماشية دون تمعن في انعكاسات ذلك على القضية وثقة ونفسية الجماهير التي يقودها الى هدف التحرير، فبدأ الخطاب يتراجع امام تراجع مثالية الاطر وابتعادها عن القواعد الشعبية وقيم ومبادئ ثورة العشرين وبدأت الهوة تكبر شيئا فشيئا حتى وصلنا الى ازمة خطاب لتستحدث الالية الوطنية التي تعنى بكل الشركاء في صناعة الخطاب، فهل تفلح الهيئة الجديدة في ترميم ما افسد الدهر وتعيد للخطاب السياسي رونقه ومصداقيته ونبله في شحذ الهمم وصقل التجربة الوطنية والتنظيم السياسي مما علق به من الشوائب بعدما باتت كل التصرفات تحت المجهر في عالم الرقمنة وفضاءات التواصل الاجتماعي والتي باتت تؤثر بشكل جذري في حياة الشعوب والمجتمعات وتحدث ثورات التغيير غير محسوبة العواقب.
ومع ان القدوة اساس الخطاب واكبر عوامل نجاحه يجب التركيز على انتقاء الادوات والاطر التي تتولى نقله وتبليغه وفق شروط وضوابط تضمن التأثير ففي المثل الشعبي "الي ريالك خرص رقبة امراحو"
وفي القديم قيل، "عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل.