12 أكتوبر... أسست لوحدة الشعب و لم تسفه أعيان الشعب؛
يربط الكثير منا، نحن جمع الصحراويين، فكرة القبلية بمفهومها الدنئ، بأعيان أهل الصحراء الغربية و كبار قومها، و ذاك خطأ تتحمل مسؤوليته النخب (محدودة الفكر و المعرفة) التي تريد أن تحصر تاريخ الشعب و جذوره إلى فترة أو حقبة ما بعد 1973، و أن تحول مسار كبار القوم من وطنية خالصة لشعب و الأرض إلى ارتزاقية مادية برغماتية الهدف و الغاية.
هذه الأحرف لا أريد منها، البحث في معطيات يعتبرها البعض، جرح اغمض بقيحه، غير أن عيد الوحدة الوطنية، تاريخ يستوجب علينا البحث في الأخطاء التي سوقت بعد حدث عين بنتيلي و الأفكار التي شاءت ثلة أن تدفن بها تاريخ آخرين، لا لشي غير أن لهم مواقف "ما تحشم".
👈 أعيان الصحراء الغربية و شيوخها، هم الذين وقفوا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1966 و صححوا ما كان يسوق له انداك، بالدليل القاطع و البرهان الساطع، أن الصحراء الغربية ليست موريتانية ولا مغربية و لا إسبانية، بل هي ارض ملك لصحراويين و الصحراويين فقط، ما إستوجب اصدار القرار رقم xxi 2229 في 20 ديسمبر 1966.
👈 أعيان الصحراء الغربية و شيوخها، هم الذين تخلوا عن اغراءات المال و السلطة و "الشياخة" و بسطوا ايديهم للوحدة الوطنية 12 أكتوبر 1975 بـ عين بنتيلي التي تهدف إلى رص صفوف الشعب و تنسيق جهوده، من أجل كرامة كل الصحراويين بمن فيهم الاعيان، و ليس تدنيس سمعة الشيوخ بغية بلوغ أهداف أخرى الله اعلم بخفاياها.
👈 أعيان الصحراء الغربية و شيوخها، هم الذين عقدوا لقاءاً مع الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين سنة 1975 ليثبتوا له أن الثورة في الساقية الحمراء و وادي الذهب ليست نزوة شبانية عابرة، بل هي إرادة و قناعة شعبية تريد أن تنتصر لنفسها من الاحتلال و الاستعمار و تسعى إلى تأسيس كيان جامع و موحد لكل الصحراويين.
👈 أعيان الصحراء الغربية و شيوخها، هم الذين رافقوا الرئيس الراحل محمد عبدالعزيز، في قمة نيروبي سنة 1981، ليكون جزءا من معركة انتزاع عضوية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في منظمة الوحدة الأفريقية انداك و نجحوا بمعية الدبلوماسية الصحراوية في تحقيق الهدف.
📌 هذا غيض من فيض هؤلاء الرجال العظماء، و تاريخهم لم اذكر منه إلا الشي البسيط، غير انني شخصيا أعتبر حفظه و صيانته أمانة في عنقي و أرى أنها يجب أن تكون كذلك في رقبة كل صحراوي حر الدم و اصيل الفصل، لا يرضى بالظلم و لا يسكت عن الحق، ولا يريد للمواقف الشامخة أن تسقطها أيادي الغدر الداخلية.
🔹 لا مستقبل لـأمة لا ماضي لها، أحزن والله عندما أرى أن هيبة هؤلاء و تاريخهم، أصبح في خبر كان، و صار قاب قوسين أو أدنى من رياح التزوير فالزوال، و أن تضحياتهم قبل إعلان الثورة و جهودهم لحفظ الكيان الصحراوي لم يعد لها أثر يذكر، و كأن الصحراويين لم تكن لهم قائمة قبل سبعينيات القرن الماضي.
🤚 كامــل المسؤولية أتحملها عن هذا المنشور.
الشيخ لكبير سيدالبشير.