كل ما مات شيخ حرقت مكتبة
انتقل الى دار الخلود الاب محمد صالح ولد المين ولد عبدلله ولد المبارك وهو من بين الشخصيات الوطنية الصحراوية ، كان حاضرا في حقبة من تاريخ المجتمع الصحراوي من زمن الاستعمار الاسباني الى ظروف التشريد واللجؤ ، عرف بمكانته المرموقة واخلاقه الرفعية ومساهمته الفعالة في بناء المجتمع والمحافظة على قيمه وهويته كغيره من الاباء الصحراويين ، اعتمد منهج السلف الصالح من خلال اعتماد منهج الصلح وجبر الخاطر والدفاع المستميت عن قضيته شعبه العادلة وكرامته حتى استشهد بين ابناء شعبه في مخيمات للاجئين
الصحراويين .
من قابلة معمقة اجريتها مع المرحوم الاب محمد صالح ولد عبدالله
مزداد تقريبا عام 1934م غرب (عين بنتيلي) حيث قال لي :
لقد وقعت معارك كبرى بين الفرنسين والصحراويين مات فيها الكثير من الفرنسين وخاصة في معركة (لكَليب ) ، حيث أتت فرنسا ببعض الموالين لها ومن يحمي حماهم وقالوا هذاالخلق المتبقي (تل ) اي شمالا والمقصود هنا الصحراويين غير مسلح لنأتي من ورائه
اخذ القائد الفرنسي (موري ) ونائبه (كَرار) ، (صنكة ) والمقصود هنا قوة فرنسية على ان يأتي عدد معتبر من الغزي من الاتجاه الساحلي والمجموعة الموالية اخذت 100 رجل وقالو ا اتو من الاتجاه الأخر اي الاتجاه الشرقي و التفوا على الصحراويين من جميع الجهات ، في البداية سبق (موري ) ،(كرار ) وعندما وصلوا الى السمارة كان الصحراويون يضعون الاشواف في كل مكان اي الحراسات وجاء (لمعيط ) من السمارة واحد من التلاميذ ، لا اتذكر اسمه جاء للناس وابلغهم بان الفرنسين دخلوا الى السمارة ، اجتمعت الناس في (ارني) من له مدفع يقوم بتتبع الاشواف حتى وصلوا الى (بوركبة ) في (اخشاش)ا في الظهيرة تمركز الغزي الفرنسي غرب ل(كليب ) انقسم المجاهدين الصحراويين الى مجموعتين قسمة في (الريشة ) بجانب (لكليب ( وقسم تتبع خطوات الغزي الفرنسي أخذو المجاهدين الصحراويين موقعهم في (الريشة ) وتمركز الفرنسين بجانب (لكليب ) وقضوا وقتهم هناك حتى الفجر ، قام (ولد احميد) من بين المجاهدين الصحراويين ورفع صوته ينادي لصلاة الفجر الله اكبر الله اكبر وهناك شخص اسمه (أميليد ولد بنان ) لم يدخل الصف للاداء الصلاة بقى في الحراسة ونظر الى رجال يندفعون ( يتكباو ) في اتجاه المجاهدين الصحراويين الذين يؤدون الصلاة ، قال ذوك منا ولا ماهم منا ، وماهي الا لحظات حتى تطاير الرصاص في جميع الاتجاهات وأخذ كل واحد مكانه واشتعلت النار مع طلوع الشمس الى الظهر تقريبا انكسر الفرنسين ، طاح منهم الكثير في العين ما بين (الريشة والكليب) وهاجمهم المجاهدين الصحراويين وأخذو منهم الكثيرمن الاسلحة ، في هذه المعركة هناك من استشهد وهناك من جرح وهناك من غنم السلاح تواصلت المعركة حتى المساء ، اخذ (كَرار ) مجموعة من الجنود الفرنسين وقام بسوقهم مثل قطعان الماشية لمحاربة المجاهدين الصحراويين هاجمه المجاهدين من (الريشة ) وتراجع الفرنسيين الى موقعهم في (لكليب ) وقع قتال هناك في معركة حماية الوطيس ، جرح القائد الفرنسي (كرار ) في المساء ، وعند ما جرح انكسر جيش الفرنسيين ولم يرد على المجاهدين، قام المجاهديون الصحراويون باحتلال موقع الفرنسيين واستشهد مجموعة منهم هذه روس اقلام فقط من معركة لكليب ،
وكانت ماشية الصحراويين في مراتعها قرب ب(ئر لحلو) ويوجد في فيها كثيرا من النوق الرفيعة وخصوصا بالغرب من (ابير الذياب) والعام معلوم من حيث المرتع ، وكانت عائلات المجاهدين تتواجد في هذه المنطقة والماشية لاتستطيع الحركة بسبب النعم والسمنة جاءت مجموعة من الموالين للفرنسيين بتزامن مع الحملة الفرنسية من أجل الاستحواذ على ما في حوزة الصحراويين من الماشية ويقود هذه المجموعة كل من (سياحمد التكدي وسيداحمد المكيا ) وصلا الى منطقة (الوس ) ، التي يوجد بها (ابير الذياب ) ظهرا ، وطلعوا على الماشية اذا هي في بحبوحة الدنيا (مجنجنة) . ويوم وصولهم كان متزامن مع المعركة مع الفرنسين في (لكليب) قاما قائدا هذه المجموعة وهما (سيداحمد المكي وسيداحمد التكدي ) وصعدا على (الوس )
قال سيداحمد التكدي لسيداحمد المكيا : هولاء الناس يقصد الصحراويين لهم قضيتين بخصوص هذا المال ويقصد ماشية الصحراويين خاصة الإبل (لمجنجنة) اي التي تعيش في بحبوحة دون حركة .
القضية الاولى اما دمرو النصاري عن بكرة ابيهم اي (ردحوا في النصارى ) .
والقضية الثانية اما ان يكونوا قد اتفقوا مع النصارى واخذو منهم ميثاق وسلم اي (كبظوا امعاهم العافية) .
وما علينا ألا ان نذهب الى الصحراويين وسيقمون بتقديم لنا هدايا اي (ايسيفطونا ) دون ان ندخل معهم في مناوشات ومشاكل .
قال سيداحمد المكيا لرفيقه سيداحمد التكدي (مر اعلى امك ألاذليت) اي ثكلتك املك فانت قد اصابك الخوف .
قال سيداحمد المكي لسيداحمد التكدي ( أيوا تكدَم) اي ما معناه تقدم الى نهاية مصيرنا المحتوم .
اتوا الى الماشية وقاموا بأخذ ما استطاعوا على سوقه من الإبل في موقع لا يوجد فيه إلا قلة من الرجال ، الرجال كلهم في المعركة مع الجيش الفرنسي في (لكليب) وقاموا بالرجوع في الاتجاه الذي اتوا منه
علم المجاهدين الصحراويين بما وقع للماشية للإبل وفزعوا في اتجاهها و تضاربوا هناك مع هذا الغزي عند (ابير الذياب ) وأستشهد واحد من الصحراويين هناك .
واصبح كل (مجبور) من الصحراويين ياتي امام الغزي الموالي للفرنسين في الاتجاه القبلي اي لا يذهب خلف الابل وانما يأتيها من الامام واخر مجبور من الصحراويين لتحق بهم عند (مغدر (ايكيطي) تم القضاء على هذا الغزي المولي للفرنسين هناك واعرف اماكن قبورهم وست أو سبع منهم نجت باروحها (سلكت) اي اهربت.
رحم الله المجاهد محمد صالح ولد المين ولد عبدلله ولد المبارك
بتصرف الاستاذ محمد عالي لمن