الإمارات العربية المتحدة تفتح قنصلية عامة لها بمدينة العيون المحتلة وجبهة البوليساريو تعتبر الخطوة لا حدث
افتتحت دولة الإمارات العربية المتحدة صباح اليوم الاربعاء قنصلية عامة لها بمدينة العيون المحتلة عاصمة الصحراء الغربية، في مسلسل عبثي لتاسع تمثيلية دبلوماسية يتم تدشينها بعاصمة الصحراء الغربية المحتلة، خلال مدة لا تتجاوز السنة.
وتسارعت بمدينة العيون المحتلة، منذ بداية العام الفارط، الوتيرة المغربية بتدشين قنصليات لكل من جزر القمر المتحدة، والغابون وساو تومي وبرنسيب، وجمهورية إفريقيا الوسطى وكوت ديفوار وبوروندي، جمهورية زامبيا ومملكة إسواتيني، واليوم، دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي اول تعليق على الخطوة الاماراتية قال الدبلوماسي الصحراوي حدي الكنتاوي في حوار مع جريدة الشرق اليوم الجزائرية ان الخطوة بالنسبة لجبهة البوليساريو لا حدث. ففتح قنصلية للامارات في العيون المحتلة، هي محاولة يائسة من طرف الاحتلال المغربي لشرعنة احتلاله للصحراء الغربية، وهو اسلوب متجاوز ومحكوم بالفشل، فمشكلة الاحتلال المغربي مع الشرعية الدولية، حتى ولو حاول فرضا ان يقبر حق الصحراويين في تمكينهم من حقهم غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال بمنطق حق القوة الذي يعتمده المغرب منذ نصف قرن كأفضل مقاربة من طرفه ومزال الشعب الصحراوي مصرا على التمسك بكل حقوقه، فالصحراء الغربية مصنفة ضمن الأقاليم ال 16 التي لم تتمكن شعوبها بعد من تقرير المصير ومسجلة لدى المجموعة الرابعة في الأمم المتحدة المختصة بتصفية الاستعمار .
مضيفا ان الحق يعلو ولا يعلى عليه ولا يمكن أن يسقط بالتقادم حتى ولو حول الصحراء الغربية الى مقرات (قنصليات) لكل دول العالم وتكفل هو بصرف مستحقات الإيجار وجميع عمالها على حساب الفقراء من الشعب المغربي الشقيق الذي يعيش اكثر من نصفه تحت خط الفقر .
وقال الدبلوماسي حدي الكنتاوي هذا الإعلان يخص دولة الاحتلال المغربي والامارات، وهو عطاء من لا يملك لمن لا يستحق!
ومادامت المقايضة وبيع القضايا العادلة في مزاد الهرولة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني اصبحت سمعة علاقة الممالك فيما بينها فلا نستغرب من اعلان الامارات فتح قنصلية بمدينة العيون المحتلة بعد بيع القضية الفلسطينية وطعن شعبها في الظهر بتطبيع العلاقات مع اسرائيل مقابل تشجيع المغرب على اعلان ما يخفيه من علاقات سرية مع الكيان الصهيوني.
واستطرد الدبلوماسي الصحراوي حدي الكنتاوي قائلا ان الإماراتيين لا يهمهم سوى توسيع نفوذهم حتى ولو على حساب الشرعية الدولية حتى وإن كانت بعض التقارير تتحث عن استثمارات بقيمة 4 ملايير دولار في بناء ميناء ضخم على ضفاف سواحل الصحراء الغربية المحتلة، وهو ما يفسر ترنح الإماراتيين في بحثهم عن مناطق نفوذ جديدة والزج بالمرتزقة في صراعات عديدة ومناطق الحروب باليمن والصومال وليبيا وسوريا ولم يكن ينقصهم سوى الدخول مع المحتل المغربي، لكنهم بالتأكيد اخطاؤ الحساب والمكان هذه المرة لان الاحتلال المغربي لم يخبرهم بشراسة الشعب الصحراوي وحساسيته تجاه كل ما له علاقة بالاستفزازات المكشوفة…
كما انه من المحتمل ان تكون الخطوة الاماراتية مجرد اعلان للاستهلاك الاعلامي كدعم معنوي للمغرب في ظل الحصار الدبلوماسي الذي يحشره في الزاوية امام عدالة الحق الذي يكافح من اجله الشعب الصحراوي والتأييد الدولي له والمكانة القوية التي تحظى بها الجمهورية الصحراوية داخل الاتحاد الافريقي.