-->

ثوابت أكبر من التجاهل في القضية الصحراوية



الثابت الأول هو أن موريتانيا لا تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ؛ فموريتانيا تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية ؛ وبذلك تعتبر المغرب دولة احتلال.
الثابت الثاني هو أن منطقة الكركرات أراضي صحراوية لا يحق لموريتانيا التدخل فيها ولا في ما قد يدور فيها من أحداث.
الثابت الثالث هو أن الذين يتظاهرون ويغلقون المعبر غير الشرعي هم أبناء الشعب الصحراوي ؛ ملاك الأرض.
فلا علاقة قانونية لموريتانيا بذلك.
الثابت الرابع هو أن المغرب خرق بنود وقف اطلاق النار الموقعة بداية التسعينات بما قام به من أعمال تمهيد طرق وفتح بوابة عبور مع موريتانيا .
أما الوضع الناتج عن ذلك ؛ فتتقاطع فيه مصالح دول عديدة ؛ موريتانيا هي أقل المستفيدين منه ؛ فالمغرب بحاجة ماسة لمنفذ باتجاه افريقيا لتسويق إنتاجه الزراعي والصناعي الخفيف ؛ وحصة السوق الموريتاني منه هي الأقل ؛ ولا يشكل التبادل التجاري بين المغرب وموريتانيا رقما مهما لموريتانيا.
وتأتي فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وألمانيا في لائحة المستفيدين من المعبر ؛ إذ تمر عبره صادرات أروبية متنوعة منها السيارات المستعملة.
وتنشط تجارة سوداء عبر المعبر وحوله تتعلق بتهريب المهاجرين غير الشرعيين باتجاه المغرب ؛ وتهريب المخدرات والقنب المغربي ؛ وربما السلاح .
يستغل المغرب المعبر سياسيا لإبراز سيطرته على الصحراء الغربية كجار لموريتانيا ؛ ويحلم ببوابة توصله للعمق الافريقي باقل ثمن ؛ منافسة للجزائر التي تتمتع بحدود شرعية مفتوحة مع موريتانيا ومالي والنيجر.
الصحراويون أحسنوا اللعب ببطاقة الكركرات ؛ فقد أمسكوا الرباط من الإصبع الذي يؤلمها ؛ فلا الرباط تستطيع اتخاذ خطوات حاسمة ضد المتظاهرين القادمين من عرين المقاومة الصحراوية ؛ ولاهي تستطيع تحمل وأد حلم البوابة المغربية إلى افريقيا.
لا الوضع الإقليمي في صالح المغرب ولا الوضع القاري ولا العالمي ؛ فالملف يديره مجلس الأمن ؛ والمغرب لن يستطيع تحمل تبعات دورة حرب ستكون غير تقليدية مع حركة مقاومة يحتضنها العملاق الجزائري ودول افريقية وازنة كجنوب افريقيا ونجيريا واثيوبيا ؛ وتحظى بمظلة سياسية وقانونية أروبية وامريكية متماسكة ؛ ودعم روسي راسخ للقضية الصحراوية.
لقد دفع البولويساريو المغرب إلى عنق الأزمة ؛ فلا المغرب يمتلك الشجاعة لطرح فكرة سياسية إيجابية تمتص الضغط في الكركرات ولاهو يستطيع ايصال الأزمة لحد الانفجار .....
بقي التكتيك الإعلامي المناور قصير الرؤية ؛ ومنه اختلاق أزمة موريتانية صحراوية لاوجود لها بترويج تأثير خطير لاغلاق المعبر على موريتانيا !
والحقيقة أن تأثيره هامشي ؛ بل سيكون ايجابيا حين تتجه موريتانيا لانتاج اكتفاء ذاتي سهل التحقيق من الخضروات ؛ بدل انفراد المغرب بسوق موريتانيا.
ثم الترويج لتهديد صحراوي لموريتانيا لا أساس له .
لن تحسم موريتانيا الوضع في الكركرات نيابة عن الرباط ؛ ولن ينخدع شعبنا بدعاية الطابور المغربي في موريتانيا ؛ فهو طابور مكشوف ؛ يعادي سيادة موريتانيا أولا قبل العداء للسيادة الصحراوية .
الكرة في مرمى الرباط بعد أن أجاد الصحراويون تسديدها ؛ فهل في الرباط من قرأ الميدان جيدا ؟
عبد الله ولد بونا

Contact Form

Name

Email *

Message *