خطاب النكبة، وليلة الشك.
كثرت التخمينات وتارجحت التكهنات بين النار ومغامرة الانتحار وبين تفسير الماء بالماء... عشية حلول موعد مسيرة الشؤوم ذات 06/ نوفمبر /1975م.
كثيرون انتظروا خطاب المناسبة في ظل متغيرات متسارعة وعلى اكثر من صعيد... خطاب تأخر من موعده في سابقة نادرة الحدوث ان لم تكن الأولى من نوعها. بحجة ساذجة واهية كان واضحا انها موجهة لرأي (مغربي) بامتياز حيث "القداسة" و"المصداقية" لكل ما ينسب لأمير المؤمنين به. سلطانهم الذي بدأ مبحوح الصوت ضامر الملامح خائر القوى ومتعلثم يسابق اللحظة لإنهاء اطلالته الفلكلورية التي لم تحمل الجديد في عقيدة شاذة المفاهيم حيث أن حقوق الإنسان وتقرير مصير الشعوب قيم مقبورة ومتجاوزة، مقابل الغزو والاحتيال وقمع الحريات والنهب كبدائل واقعية!!!. بغض النظر عن الخطاب المتحشرج الذي خرج عسيرا من غيمة الرهبة والخوف على استراتيجية التطبيع ودبلوماسية الدكاكين "القنصليات" . مخطط أضحى مولودا خديجا لن يستمر في الحياة بعد بتر حبله السري في واشنطن. يبدو أن التأجيل مر من اوقات عصيبة طيلة ليلة الشك والانتظار التي حبلت بحمولة من العويل ولطم الخدود وشق الثياب "لثكالى" التطبيع وفي مقدمتهم رئيس لجنة (ضياع) القدس. مجئي خليفة ترامب لانعرف من محاسنه الا ماظهر من يأس وحسرة لحريم العابث المغادر للحكم... وهذه بوادر خسارة كل البيض الذي وضع في سلة التطبيع ومقايضات الظلام. على النقيض من ذلك امضى المرابطون على الثغور ليلتهم غير مباليين بخطاب ولا تعاويذ المبكى.
كانت كباقي زمنهم الذي امضوه في اصرار على تحقيق المنشود وهم يجددون خطاب التحرير في كل المواقع في تناغم تام من سجون الاحتلال الي الگرگرات وفي مخيمات التحدي والشتات تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وفخرها وصانع امجادها جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذي أن له ان يوقظ نار الشك في واقع المحتل المستنجد "بمينورسو " "وقف" إطلاق النار وحارس الاحتلال... ...
محمد لغظف عوة