المغرب بصدد ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بالأراضي الصحراوية المحتلة
نبهت اللجنة الصحراوية لحقوق الانسان، أمس الثلاثاء، في كلمتها الى الدورة ال(67) للجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، أن سلطات الاحتلال المغربي هي الان بصدد تنفيذ جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بالأراضي الصحراوية انتقاما من المشاركين في وقفات الكركرات والمتظاهرين المطالبين باستقلاله.
وقال ابا الحيسن، رئيس اللجنة الصحراوية لحقوق الانسان التي شاركت في الاجتماع الذي جرى عبر تقنية الفيدو كونفرس "نشعركم بخطورة الاوضاع المسجلة اليوم بالمدن المحتلة من الجمهورية الصحراوية، جراء الممارسات غير المسؤولة والانتهاكات السافرة لحقوق الانسان المرتكبة من قبل سلطات الاحتلال المغربي تجاه المدنيين الصحراويين".
واشارت اللجنة الى ان هذه الاعمال استهلها الاحتلال مباشرة بعد عدوانه العسكري على الشعب الصحراوي، حيث يفرض تطويقا وحصارا بوليسي على جميع المدن المحتلة كما خلق جو من الرعب والترهيب لا مثيل له، الى جانب تنفيذه لمداهماته لمنازل الصحراويين والقيام بحملة اعتقالات تعسفية، وقمع المظاهرات السلمية وممارسة اشكال التعذيب الممنهج وغيرها من الانتهاكات.
كما يتعرض السجناء السياسيين الصحراويين داخل السجون المغربية الى خطر مزدوج حيث يتعرضون يوميا لشتى أنواع التعذيب والمضايقة، بالإضافة الى خطر الإصابة بوباء ال"كوفيد-19" المنتشر بالسجون المغربية، يضيف رئيس اللجنة الصحراوية.
وخلال دورة اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، التي تتدارس أوضاع حقوق الإنسان في القارة الإفريقية، قدم ابا الحيسن أمام أعضاء اللجنة الإفريقية والحاضرين من ممثلي دول وحكومات الاتحاد الإفريقي الأعضاء في اللجنة وممثلي المؤسسات الوطنية والمجتمع المدني، عرضا عن أخر التطورات المتعلقة بالقضية الصحراوية بعد العدوان العسكري للمغرب يوم 13 نوفمبر الجاري، على مجموعة من المدنيين الصحراويين يمثلون المجتمع المدني الصحراوي، الذين كانوا يتظاهرون سلميا أمام الثغرة غير القانونية التي بناها المغرب في الكركرات في خرق سافر لمقتضيات اتفاق وقف اطلاق النار لسنة 1991، و المبرم بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب تحت اشراف الامم المتحدة.
وذكر رئيس اللجنة الصحراوية، بمقتضيات الميثاق الافريقي لحقوق الانسان والشعوب لا سيما المادة 20 المتعلقة بحق الشعوب في تقرير مصيرها والمادة 21 المتعلقة بسيادة الشعوب على ثرواتها الطبيعية، مشيرا الى ان المغرب هو البلد الافريقي الوحيد الذي لم يصادق على الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب ولم يسمح للجنة الافريقية بزيارة الأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية الديمقراطية تطبيقا وتنفيذا للعديد من القرارات الصادرة عن قمة الاتحاد الأفريقي، وهو التصرف الذي يثير تساؤلات عديدة حول هذا التعنت والسلوك الارعن وغير المسؤول.
وطالب بضرورة أن تتحمل اللجنة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب بشكل عاجل مسؤولياتها لإدانة هذا العدوان على بلد افريقي محتل ،واتخاذ الإجراءات اللازمة على الفور لحماية المدنيين الصحراويين تحت الاحتلال المغربي، وفقا للميثاق الافريقي لحقوق الانسان والشعوب والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، والقيام على وجه السرعة بزيارة الأراضي المحتلة من تنفيذا لقرارات الاتحاد الافريقي ذات الصلة، والتحقيق في الانتهاكات المسجلة ضد الشعب الصحراوي في هذه المستعمرة الأخيرة في إفريقيا التي لم تزرها أبدا اللجنة رغم كل المناشدات الموجهة لها.
للإشارة سبق وان وجه أبا الحيسن، منذ أيام، رسالة الى اللجنة الإفريقية لحقوق الانسان والشعوب ورئيسها، يطالبها فيها بإجراءات فورية لحماية المدنيين الصحراويين تحت الاحتلال المغربي، ويناشدها بزيارة المناطق المحتلة من الجمهورية الصحراوية على نحو السرعة، للوقوف على أشكال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الجارية هناك أمام سمع وأبصار العالم دون عقاب.
للتذكير أفادت الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي، في بيان امس الثلاثاء، بتدهور خطير لوضعية حقوق الإنسان بالمدن المحتلة من الجمهورية العربية مع مواصلة أجهزة الاحتلال المختلفة لعملياتها الانتقامية التي اعقبت خرق المغرب وقف إطلاق النار وتسببه في اندلاع الحرب بينه وبين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب .
وتضمنت الممارسات المغربية الخطيرة هذه -وفق بيان الهيئة- الاختطاف والاعتقال والتعذيب والترهيب ومداهمة منازل الصحراويين بشكل مروع.