المغرب متواطئ في ملف الهجرة ويبتز به إسبانيا للحصول على الأموال
يرى غالبية الإسبان أن المغرب "متواطئ في الهجرة الجماعية" حسب سبر للآراء, أجري مؤخرا في إسبانيا أكدت نتائجه سياسة " الابتزاز" التي تنتهجها السلطات المغربية اتجاه الحكومة الاسبانية من أجل الحصول على الأموال مقابل خفض عدد الوافدين إلى سواحلها.
ووفقا لسبر الآراء, الذي أجرته شركة "سوسيوميتريكا" الإسبانية, ونشرته صحيفة "الإسبانيول", فإن "جزءا كبيرا من الإسبان لا يشاطرون وجهة نظر وزير داخليتهم, فرناندو غراندي مارلاسكا, الذي أكد يوم الجمعة الماضية أن التنسيق بين إسبانيا والمغرب حول ملف الهجرة +في أفضل حالاته حاليا+, حيث أن 5.7 بالمائة فقط من الإسبان من يعتقدون أن المغرب +يتعاون مع إسبانيا بطريقة ودية+".
وتوضح الصحيفة, أنه وفقا للنتائج فإن "الغالبية العظمى من الإسبان, تعتبر أن المغرب يتصرف بطريقة عدائية ومتواطئة في الهجرة الجماعية التي أغرقت جزر الكناري هذه الأيام, حيث يرى 83.1 بالمائة من المستطلعين أن للدولة المجاورة يد في موجة القوارب التي وصلت خلال الأشهر الأخيرة إلى سواحل الأرخبيل".
وكشفت نتائج الاستطلاع - الذي استند إلى 2088 استبيانا عشوائيا أجرته الشركة الإسبانية عبر الإنترنت بين 19 و 21 نوفمبر - أن قناعات المستجوبين بهذا الخصوص لا تتغير مع تغير لونهم السياسي, حيث يتهم 69.3 بالمائة من مؤيدي "فوكس" و 91.3 بالمائة من مؤيدي "حزب الشعب" و72.2 بالمائة من أنصار حزب "بوديموس" و60.5 بالمائة من مؤيدي "حزب العمال الاشتراكي الإسباني", المغرب بكونه "معاد ومتواطئ في ملف الهجرة الجماعية".
ويأتي هذا الاستطلاع بالتزامن مع الحملة الواسعة التي تقودها السلطات في جزر الكناري منذ أسابيع للتنديد بالحالة التي آل إليها الأرخبيل بسبب موجات المهاجرين غير الشرعيين الوافدين عبر القوارب انطلاقا من السواحل المغربية.
ووفقا للصحيفة, ونتيجة لهذا الوضع فقد التقى رئيس حكومة جزر كناري أنجيل فيكتور توريس, بالقنصل المغربي في لاس بالماس, أحمد موسى, مطالبا إياه بالتوجه "في أقرب وقت ممكن" إلى المملكة لمناقشة هذه المسألة.
ويؤكد الخبراء أن المغرب يستعمل بطاقة الهجرة "كوسيلة للضغط" على إسبانيا, ويربطون الانخفاض المسجل في وصول المهاجرين انطلاقا من السواحل المغربية خلال العام 2019 إلى إسبانيا, بالمقابل المادي الذي تحصلت عليه الرباط من مدريد, بعد زيارات متعاقبة لوزراء ومسؤولين الإسبان إلى المغرب عام 2018 وتلك التي أجراها ملك إسبانيا فيليب السادس شخصيا إلى الرباط, وكللت بالتوقيع على إحدى عشرة اتفاقية ثنائية.
وكان المختص الإسباني في "الجيوسياسة في شمال إفريقيا" لدى مركز أبحاث "سيدويب", إدوارد سولير, قد أكد في تصريح سابق لوكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس), أن "المغرب لاحظ أن بطاقة الهجرة تشكل وسيلة ضغط مفيدة جدا".
وبالنسبة لذات الخبير, فإن "تغيير موقف الرباط واضح, فعلى مدى سنوات, تزامنت الأوقات التي كانت فيها العلاقات الثنائية بين البلدين صعبة مع زيادة في عدد الوافدين من المهاجرين إلى إسبانيا, وبينما شهدت السنوات التي تحسنت فيها العلاقات انخفاضا حادا".
ووفقا لأرقام وزارة الداخلية الإسبانية فقد سجلت الأشهر التسعة الأولى من العام 2019 انخفاضا بنسبة 45 بالمائة في عدد المهاجرين مقارنة بالعام 2018.