-->

أمير الأمارات من بيع فلسطين الى مقايضة الصحراء الغربية

  


يقول المثل الشعبي الصحراوي ( يكَوم اجمل ويخلي لبعر) ،  وللذين لا يفقهون الهجة (الحسانية ) ، وهي كلام مجتمع (البيظان ) خاصة في الساقية الحمراء ووادي الذهب (الصحراء الغربية ) والشقيقة موريتانيا بأن الجمل يقوم ويترك وراءه البعر ، وقيمة الجمل معروفة في القوة و التحمل والغيرة  ،ومنافعه لا تعد ولا تحص والإبل مدعاة  للتفكير والانبهار لقولة سبحانه وتعالي :

(: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20} فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ {21} لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ {22})(الغاشية).

في هذه الآيات الكريمة يخص الله سبحانه وتعالى ـ الإبل من بين مخلوقاته الحية، ويجعل النظر إلى كيفية خلقها أسبق من التأمل في كيفية رفع السموات ونصب الجبال وتسطيح الأرض ويدعو إلى أن يكون النظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلاً إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه .

ونرجع الى المثل الشعبي الصحراوي في عمقه ومفهومه ودلالاته المعنوية  الضمنية والظاهرة  فالمثل  لا يقصد به الجمل في المعنى الضمني وأنما البشر فهناك رجال عظماء تركوا بصمات في التاريخ والعلم والكرم  ولكن ابنائهم عكس ذلك 

لم يتركوا سواء المذلة والإهانة و الشؤم  وهنا ينطق المثل الشعبي الصحراوي  قائلا (يكَوم اجمل ويخلي لبعر).

ولعل هذا  واقع الأمارات العربية المتحدة بعد رحيل الاب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان  رحمه الله الذي تولى الحكم  سنة 1966م وحسب علماء الاجتماع والانثروبيلولوجيين  خضع حكمه بما يعرف (بشروط الموضوعية) . 

فالإمارات التي خضعت للحماية الاستعمارية البريطانية ردحا من الزمن ،وبالرغم بأن بداية تصديرها للنفط كان في سنة 1961م

كانت عبارة  عن قرية ساحلية  يقدر عدد سكانها ب 4 ألاف نسمة  تعيش الفقر المدقع  والتخلف التقني و العلمي ويمكن ان  نطلق عليها ، في ذلك الوقت ، أسم (الامارة المنكوبة ) ، وعمل الشيخ زايد رحمه  الله على تسوية المشاكل القائمة بين الامارات المتطاحنة  من خلال تبني منهج (الصلح)  وبفضل جهوده الجبارة  نجح  في تأسيس دستور دائم للبلاد سنة  1996م 

واستعان بالدول العربية مثل الجزائر ومصر والعراق وليبيا وغيرهم لدعم بلاده وتثقيف ابناء شعبه  حتى اصبحت الامارات  من طلائع الدول العربية في الازدهار والنمو .

واعتمد الشيخ زايد بن بسلطان ال اننهيان سياسة خارجية واضحة في مقدمتها  اقامة دولة فلسطينية مستقلة  على ارض فلسطين  والدفاع المستميت  عن حقوق الشعب الفلسطيني الغير قابلة للتصرف  ونبذ سياسة الكيان الصهيوني المبنية  على التقتيل و التهجير القسري للفلسطينيين ، وغبر ذلك في مختلف القمم العربية  وفي المنابر الدولية .

ظلت الامارات في عهد زايد بن سلطان تحترم تعهداتها الدولية  والعقد الدولي للحقوق الانسان  واتفاقيات (جنيف ) بما في ذلك البلدان المسجلة لدى الامم المتحدة  التي لم تنال استقلالها بعد وفي مقدمتها الصحراء الغربية .

والتزمت الامارات في عهدة زايد بن سلطان باحترام الاتفاقيات الدولية الملزمة لكل بلدان العالم  التي وقعتها الامم المتحدة بين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة بوليساريو ) والمملكة المغربية .

توفي زايد بن سلطان بن نهيان سنة 2004م وتولى ابنه الاكبر  خليفة بن زايد ومن هنا تنطلق حكمة المثل الشعبي الصحراوي  ( يكَوم اجمل ويخلي لبعر)  ، يقوم البعير ويترك البعر ، وكانت افعاله نقيض ما قام به والده  الذي اعتمد  رحمه الله منهج السلف الصالح المتمثل في الصلح  فمكان من ابنه  ،  خليفة ألا اتباع الجشع والسياسة المتعجرفة  وحب السيطرة من خلال التركيز على مسألتين الاقتصاد والأمن .

وبدأت يد خليفة بن زايد الاستبدادية  تمتد مع انطلاقة الربيع العربي2011م

حيث وقف في وجه عريضة الاصلاحات في بلده التي نادي بها  عدد كبير من الاكاديميين  والباحثين  والحقوقيين ومن هنا تحولت الامارات الى بؤرة للجوسسة  والأمن بحجة محاربة التيارات الاسلامية المتشددة  حيث تم الاستعانة  بأحدث وسائل الجوسسة  الأسرائلية .

هذا الى جانب الدخول في حرب مستنقع اليمن حيث ورط شعب وجيش الامارات في ضريبة دم تثقل كاهله وتبقى وسمة عار في جبينه.

خرق خلفية بن زائد  ما قام به والده من فعل خير المتمثل في  مقولته الخالدة (إصلاح ذات البين)  وعمل عكس ذلك حيث تدخل في الشؤون الداخلية لدول  وأشعل الفتن والحروب. 

وأعظم المصائب التي فام بها خليفة بن زائد هو التطبع والعلاقات المشتركة مع الكيان الصهيوني وهو تطبيع مهان ومذل حيث قدم قضية الشعب الفلسطني العادلة على طبقا من ذهب للكيان انتهك العرض والأرض .

وإمام هذا التطبيع المدان لجأ عميل الكيان الصهيوني خليفة بن زايد الى مغازلة الاحتلال المغربي  الذي هجر الصحراويين من ارضهم ظلما وعدوانا  الى فتح له سفارة وهمية في مدينة العيون الصحراوية  في ارض متنازع عليها تحت الوصاية الدولية  وهذا ينم عن خنجر القتل والغدر ، ورغم ذلك فأن شعوب العالم بما فيها شعب الامارات تنظر الى افعال خليفة بن زايد بأنه جرم امام الله والتاريخ .

الاستاذ محمد عالي لمن _  باحث في علم الاجتماع والانثروبيلوجيا الثقافية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *