محمد السداسي !!!...
أصبح الأعراب من المهرولين يتفننون في التطبيع مع دويلة الكيان الصهيوني الإسىرائيلي ، من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي ، أي كما تقول التورات والتلمود من البحر إلى النهر أو من البحرين إلى النهرين ، فلم تكن دويلة الإمارات تكتفي بتوشيح الكمامات بالعلم الإسرائيلي بل فتحت المطارات للطائرات القادمة من مطار بن غوريون لتستقبل بالأحضان أبناء العم من بني صهيون ، بل راحت تقيم لهم حائطا للبكاء والصلاة والدعاء !.
لقد تزامن التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني مع جائحة وباء الكوفيد ، وأصبحت عدوى التطبيع تنتقل من دولة عربية إلى دولة عربية أخرى حتى صارت الخيانة مجرد وجهة نظر بل صار الأعراب يتباهون بالخيانة ، وقد وصل الأمر بالملك المغربي محمد السادس أن يقول بكل تبجح أن التطبيع مع إسرائيل يخدم القضية الفلسطينية ، فراح يفتح الحدود للأحفاد من أجل العودة إلى أرض الميعاد أرض الأجداد حيث لم تعد إسرائيل بالعدو الغاشم بل أصبحت كأنها ولي حميم . لقد تحول محمد السادس مع التطبيع إلى محمد السداسي ولم يبق له سوى أن يحوّل النجمة الخماسية الخضراء هي الأخرى والتي توشّح العلم الأحمر إلى نجمة سداسية زرقاء !!..
ألم يكن من الأجدر بالمملكة المغربية أن تقايض التطبيع مع الكيان الصهيوني بمدينة سبتة ومدينة مليلية المغربيتين اللتين تحتلهما إسبانية ، ولكنها راحت تقايض القضية الفلسطينية بالصحراء الغربية في نسخة ثانية من وعد بلفور المشؤوم ، ولن تصبح الصحراء مغربية لأنها لم تكن كذلك ، وهي بعد ذلك لن تكون سوى قاعدة عسكرية غير مغربية ، أما الدويلات الخليجية المتصهينة فتجعل منها منطقة تصطاد فيها الغزلان وطيور الحبّار !.
_______________
بقلم : إبراهيم قارعلي
حبر أزرق
في صحيفة الإخبارية