قرار ترامب الاحادي حول الصحراء الغربية وراء تأجيل قمة الرباط مدريد والأخيرة تلمح إلى ضرورة تراجع بايدن عن القرار
كانت العاصمة المغربية الرباط ستحتضن يوم الخميس من الأسبوع الجاري القمة الإسبانية-المغربية على مستوى رئيسي حكومتي البلدين، وكان الرهان عليها كثيرا لتطوير العلاقات، وتأجلت لأسباب يفترض أنها مرتبطة بوباء فيروس كورونا. وفي المقابل، قد تشهد العلاقات توترا بسبب موقف إسبانيا المتحفظ على قرار واشنطن الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية والذي يخالف قواعد القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة ومجلس الامن ويقوض الجهود السلمية لحل النزاع بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية.
في هذا الصدد، يوجد اتفاق بين مدريد والرباط على عقد قمة سنوية على مستوى حكومتي البلدين لتطوير العلاقات الثنائية، وهو تقليد جرى إرساءه منتصف التسعينات من القرن الماضي بعد التوقيع على اتفاقية الصداقة وحسن الجوار. ولم يتم احترام هذا التقليد بسبب المشاكل التي تطرأ على العلاقات الثنائية بين الحين والآخر. ولم تعقد القمة منذ سنة 2015، والتي كانت مبرمجة للخميس من الأسبوع الجاري جرى تأجيلها للسنة المقبلة دون تاريخ محدد.
وتشير المؤشرات إلى احتمال توتر العلاقات على خلفية المواضيع الشائكة مثل الهجرة وقضية الصحراء الغربية. وعلاقة بهذا الملف الأخير، لم ترحب إسبانيا بقرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وهو القرار الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب الخميس الماضي ويشكل منعطفا في تاريخ النزاع نظرا لضرب الرئيس الامريكي المنتهية ولايته القانون الدولي عرض الحائظ.
واعتبرت وزيرة خارجية مدريد أرانشا غونثالث لايا في تصريحات لها يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري أن القرار الأمريكي لا يخدم نزاع الصحراء الغربية بل يزيد من تعقيده لأنه يقوم على ما وصفته “بالقطبية الأحادية” وليس على البحث عن الحل الذي تشارك فيه مختلف الأطراف سواء القوى الممثلة في مجلس الأمن أو القوى الإقليمية التي لديها علاقة بالنزاع وبالتالي ضمان استمرار الحل.
وكشفت عن خارطة طريق وتتجلى في ضرورة تعيين الأمم المتحدة مبعوثا خاصا لنزاع الصحراء الغربية يجري مباحثات مع جميع الأطراف المعنية. ثم كشفت عن إجراء مدريد مشاورات حول الصحراء الغربية مع فريق جو بايدن الذي سيتولى مقاليد البيت الأبيض ابتداء من 20 يناير المقبل بضرورة العودة إلى تبني رؤية جميع الأطراف وليس فقط الرؤية أو الموقف الأحادي. ويعني هذا في القاموس الدبلوماسي مراجعة واشنطن قرارها عبر تجميد الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية لأن مراجعة الموقف تعني الرهان على الأخذ بعين الاعتبار جميع الآراء وهو إيجاد حل دائم وعادل قبل الاعتراف بالسيادة لأي طرف.
ومن شأن الموقف الإسباني التسبب في أزمة بين المغرب وإسبانيا.
وعلاقة بالقمة المؤجلة، وإلى جانب التبرير الرسمي وهو فيروس كورونا جرى تداول عدد من الفرضيات لكن يبدو أن التأجيل الحقيقي، ووفق مصادر سياسية في البلدين، جاء بطلب من الرباط حتى تتفادى التناقض وهو لا يمكن للولايات المتحدة الاعتراف بسيادتها على الصحراء الغربية وبعد مرور أسبوع يوقع المغرب في القمة الثنائية مع مدريد على بيان يشير إلى حل عادل لنزاع الصحراء الغربية وفق قرارات الامم المتحدة يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وهو ما، أي يضع موقف ترامب محل تشكيك داخل المغرب.