-->

الدبلوماسي ونائب ممثل جبهة البوليساريو بالسويد والنرويج،حدي الكنتاوي في حوار لـ ” المغرب الأوسط” حول اخر التطورات بالصحراء الغربية


 أكد الدبلوماسي ونائب ممثل جبهة البوليساريو بالسويد والنرويج،حدي الكنتاوي، أنه لا تراجع عن قرار إستئناف الكفاح المسلح حتى النصر أو الشهادة، مشيرا إلى أن الشعب الصحراوي انصهر في بوتقة الكفاح المسلح كون هذا الخيار هو من سيفتح الأفاق الواسعة أمام تقريب ساعة النصر وعلى إعتبار أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. وفي حواره مع” المغرب الأوسط”، شدد نائب ممثل جبهة البوليساريو بالسويد والنرويج، على أهمية تعامل الإتحاد الأوروبي وأعضائه بجدية مع قضية الصحراء الغربية وفي الدفع بتسريع عملية تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في افريقيا ووضع الاعتبارات المصلحية الضيقة جانبا من أجل إنصاف كفاح الشعب الصحراوي وتمثل القيم التي لطالما رفعتها الدول الأوروبية كشعارات، مستطردا في هذا السياق بالقول “لكن كلما وضعت على المحك في قضايا عادلة كالقضية الصحراوية والقضية الفلسطينية نجد تلك الشعارات تتهاوى وتسقط أمام التقاعس المخجل لهذه الدول الأوروبية ومؤسساتها الرسمية مع تسجيلنا للموقف السويدي المتقدم من القضية الصحراوية داخل الهيئات الأوربية”.

منذ 13 نوفمبر الجاري وبعد التدخل المغربي العسكري في الكركرات ونحن نسمع عن اعتقالات جديد في وسط الصحراويين المتواجدون في المناطق المحتلة، ماهي حقيقة الامر هناك و هل تملكون أرقام حول الاعتقالات؟

الاحتلال المغربي منذ غزوه للصحراء الغربية عسكريا في خريف عام 1975 وهو يستهدف أبناء الشعب الصحراوي وينكل بهم ويرتكب المجازر البشعة في حقهم، بعدما عمد الجيش الملكي الى حرق الاخضر واليابس وقتل وتشريد الالاف من الصحراويين ورميهم من الطائرات وقنبلة المداشر ومخيمات النازحين بالفوسفور والنابالم المحرمين دوليا، وهو اليوم يمارس جرائمه البشعة بحقهم  في الأراضي المحتلة من خلال استخدام سياسة الترهيب والحصار والمضايقة، التي لم يسلم منها الأطفال والنساء وكبار السن، كما حدث خلال الاسبوع الماضي مع الطفلة حياة مولاي أحمد سيديا بداخل مركز للشرطة بمدينة العيون المحتلة.

وما ترصده يوميا التقارير الحقوقية وإلاعلامية من الأرض المحتلة يفوق التصور من الحصار الخانق لمنازل العائلات الصحراوية واضطهاد المناضلات والمناضلين وتقييد حركتهم وتنقلهم ومنع الجماهير الصحراوية من التجمهر والتظاهر السلمي مع استمرار الاعتقالات السياسية التي طالت عدد كبير من المناضلين والصحفيين في الاسابيع الاخيرة.

لكن برغم البطش والترهيب تظل عزيمة الصحراويين وإصرارهم على افتكاك النصر ومواصلة كفاحهم الوطني حتى استكمال سيادة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على كامل ربوع الصحراء الغربية حرة مستقلة.

حضرتك ممثل للجبهة في الخارج كيف تصف لنا الموقف الأوروبي في ظل التعتيم المغربي الممارس على القضية؟.

موقف الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية حيال النزاع في الصحراء الغربية تحكمه لوائح مجلس الأمن الدولي والامم المتحدة والتي تعتبر أن الصحراء الغربية أراضي غير مستقلة ستحدد وضعها النهائي نتائج المسار الذي تقوده الأمم المتحدة والذي يدعمه الاتحاد الأوربي كليا والمتمثل في تصفية الاستعمار عبر تطبيق استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي.

وهذا الموقف يعززه قرار محكمة العدل العلياء للاتحاد الأوروبي الصادر في 21 ديسمبر 2016 بخصوص عدم جواز تطبيق اتفاقات الفلاحة و الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب على الصحراء الغربية بسبب وضعها “المتمايز والمنفصل” عن المغرب حيث اقرا بعدم احقيته بالتصرف في الإقليم دون استشارات للشعب الصحراوي وممثله الشرعي والوحيد البوليساريو.

لكن هذا الموقف يحتاج الى جدية من الاتحاد الاوروبي واعضائه في الدفع بتسريع عملية تصفية الاستعمار من اخر مستعمرة في افريقيا ووضع الاعتبارات المصلحية الضيقة جانبا من اجل انصاف كفاح الشعب الصحراوي وتمثل القيم التي طالما رفعتها الدول الاوروبية كشعارات بداخلها لكن كلما وضعت على المحك في قضايا عادلة كالقضية الصحراوية والقضية الفلسطينية نجد تلك الشعارات تتهاوى وتسقط امام التقاعس المخجل لهذه الدول الاوروبية ومؤسساتها الرسمية مع تسجيلنا للموقف السويدي المتقدم من القضية الصحراوية داخل الهيئات الأوربية.

كيف وجدتم ردود فعل الدول الأوروبية الداعمة للمغرب من تحركات البوليساريو العسكرية؟

الدول الاوروبية في مجملها دعت إلى استئناف العملية السياسية في الصحراء الغربية للتوصل إلى حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره في إطار قرارات مجلس الامن و الامم المتحدة، وهو الموقف الذي عبرت عنه فرنسا الحليف التقليدي للمغرب واسبانيا والمانيا وبريطانيا وايطاليا والسويد على لسان وزيرة خاريجيتها وغيرهم من الدول.

وهذه هي المواقف التي دأبت الدول الاوروبية على التعبير عنها، رغم الدور الفرنسي المعرقل للعملية السياسية بمجلس الامن الدولي والمحاولات المتكررة لاجهاض مخطط التسوية ‎واجراء استفتاء تقرير المصير وتوفير مظلة الحماية للاحتلال المغربي من الادانة على جرائمه في الصحراء الغربية وعدم التزاماته الاممية في العملية السياسية التي ترعاها الامم المتحدة وهو الدور الغير مفهوم والمجافي للوقائع والذي ستندم عليه فرنسا كما ندمت في ليبيا لان رهانها على الاحتلال المغربي رهان على الفرس الخاسرة، وستتكسر على ارادت الجيش الصحراوي في بسط سيادته على كامل تراب الجمهورية الصحراوية.

مع استمرار دك الجيش الصحراوي للمواقع المغربية، ظهرت الكثير من النداءات من أجل العودة إلى الهدوء، ما هو موقف بريطانيا من الأمر؟

بريطانيا تعتبر احد اعضاء مجلس الأمن، وفي مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية وعلى غرار الدول الكبرى اكدت من خلال وزارة خارجيتها على ضرورة إستئناف المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب من أجل التوصل إلى حل عادل ونهائي، يتماشى مع مبادئ ومقاصد هيئة الأمم المتحدة.

كما عبرت أنها تتابع عن كثب الوضع الجديد الذي افتعله الاحتلال المغربي في منطقة الكركرات بالصحراء الغربية أين أقدم على نسف إتفاق وقف إطلاق النار، من خلال عملية عسكرية استهدفت المتظاهرين المدنيين الصحراويين بشكل سلمي أمام الثغرة غير الشرعية في الكركرات بالجنوب الغربي للصحراء الغربية.

لكن تبقى مسؤولية بريطانيا وكافة اعضاء مجلس الامن في ادانة هذا الخرق المغربي الصارخ والذي اطلق رصاصة الرحمة على العملية السياسية واتفاق وقف اطلاق النار.

مع اتخاذ البوليساريو خيار الكفاح المسلح، كيف سيكون مستقبل القضية الصحراوية؟

القضية الصحراوية اخذت اليوم منعرجا حاسما بعد ثلاثة عقود من الجمود والتعثر في تطبيق مخطط التسوية الاممي وعملية الاستفتاء المؤجلة بفعل العقبات والعراقيل المغربية وهو ما دفع الشعب الصحراوي من خلال ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو الى مراجعة التعاطي مع الامم المتحدة والعودة لخيار الكفاح المسلح.

هذا الخيار الذي يفتح الافاق واسعة امام تقريب ساعة النصر لان ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بها والانظمة التوسعية لا تتعلم من دروس التاريخ وبالتالي فهي لا تفهم سوى لغة النار والحديد وهذه المرة الشعب الصحراوي انصهر في بوتقة الكفاح المسلح لاسترجاع حقوقه المسلوبة وتحرير الوطن، وكتب تاريخ جديد في مساره النضالي بعد 13 نوفمبر 2020.

هل ننتظر تحرك دولي من أجل وقف الاعتداءات المغربية على الصحراوين في المناطق المحتلة؟

المنتظم الدولي هو الآن أمام مسؤولياته ودوره في التحرك لحماية القانون الدولي وصيانة حقوق الشعوب المضطهدة والمكافحة من أجل حقها في الحرية والاستقلال .

وأمام نداءات حركة التضامن الدولية مع كفاح الشعب الصحراوي في مختلف أصقاع العالم بضرورة تحرك الحكومات والدول للوقوف مع الشعب الصحراوي في حربه التحررية نتطلع إلى بروز دور جدي وحقيقي للمجتمع الدولي ومنظماته، فالبوليساريو اليوم تمتلك مساحة كبيرة في العالم وتحظى بدعم لا يستهان به من نيوزلاندا شرقا إلى ألاسكا غربا ولها من القوة الداعمة ما يجعلها قادرة على تحريكها في الوقت المناسب لصالحها.

هل من الممكن أن تقرر البوليساريو وقف العمل المسلح في حال استجابة المغرب لشروطها؟ وما هي هذه الشروط ؟

الكفاح المسلح ليس غاية في حد ذاته، وإنما وسيلة للوصول بالشعب الصحراوي إلى الهدف الأسمى في الحرية والاستقلال وبالتالي هذا هو الشرط النهائي والأساسي الذي يكافح من أجل تحقيقه شعبنا وأي خيارات أخرى لا تضمن هذا الحق فهي مرفوضة جملة وتفصيلا ولا يمكن الانصات لها.

فالشعب الصحراوي قرر في 13 نوفمبر 2020 استئناف الكفاح المسلح ولا تراجع عن القرار حتى النصر أو الشهادة، والبوليساريو هي قوة متكاملة واستطاعت أن تجدد نفسها لتتكيف مع كل المتغيرات في معركتها مع المحتل المغربي وحلفائه، فلها من القدرات ممثلة في مزيج من جيل التجربة، وجيل التكوين العلمي العالي في إدارتها لحرب التحرير الوطني، معتمدة استراتيجية التحرك بسرعة وبذكاء وبأقل إمكانيات تحت مظلة  العزيمة العالية والإرادة التي لا تقهر وهي القاعدة الذهبية للنصر والتحرير.

المصدر: المغرب الاوسط

Contact Form

Name

Email *

Message *