الرئيس التونسي يؤكد أن معالجة قضايا القارة الإفريقية تتطلب دفع جهود السلام الدائم
أكد الرئيس التونسي, قيس سعيد, يوم الأحد,أن معالجة كافة القضايا الخاصة بالقارة الأفريقية تتطلب دفع جهود السلام الدائم وترسيخ مبادئ الحكم وسيادة القانون وحقوق الإنسان, داعيا المجتمع الدولي لإيلاء افريقيا المزيد من الاهتمام.
وقال الرئيس التونسي, - في كلمة ألقاها اليوم خلال الدورة الاستثنائية الرابعة عشرة لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي عبر تقنية الفيديو, إن "تغليب منطق الحوار هو خيار استراتيجي لا محيد عنه لاستتباب الأمن والسلم في القارة الافريقية التي عانت كثيرا من أصوات البنادق, ولتحقيق ما تتطلع إليه شعوب القارة من وحدة المصير ومجتمعات متوازنة وامنة ومستقرة".
واضاف, "نحن على يقين أن هذه القمة الأفريقية ستتوصل إلى نتائج وتوصيات ستدفع من أجل الارتقاء الأفريقي المشترك وترسل هذه القمة رسالة أمل جديدة إلى شعوبنا, وإننا اليوم نحمل مالاً جديدة بعد أن تعثرت خطانا في السابق وسنكون على موعد مع التاريخ لتحقيق أهداف مشتركة لصنع تاريخ جديد لشعوبنا ولقارتنا الأفريقية".
وذكر في مداخلته, أن تونس "تدرك جيّدا ما تواجهه القارة الافريقية من تحديات متشعّبة وأزمات معقّدة, وما تعانيه من نزاعات طال أمدها وتسببت في الام الشعوب وتعطيل نسق التنمية وتفاقم فات الإرهاب والتطرّف والجريمة المنظّمة والهجرة غير النظامية والفقر والبؤس".
لكن في المقابل -يضيف- "نحن على قناعة تامة و راسخة بأن القارة الافريقية قادرة على الدفاع عن مصالحها الاستراتيجية وأولوياتها السياسية والتنموية والأمنية في سياق أطر تعاون وشراكة أكثر شمولية وضمن رؤى واضحة تمكّن من إسكات البنادق ونشر ثقافة السلم والأمن", مشددا على انه "حان الوقت لإسكات صوت البنادق في كل المناطق".
وابرز في سياق متصل, أكد على حرص تونس على "تعزيز البعد الافريقي, لقناعتها الراسخة, بان تحقيق امن افريقيا و استقرارها يمر عبر المسارعة في استرجاع زمام المبادرة, و تغليب مسارات التسوية السياسية و التحلي بالواقعية و الحكمة , لوضع حد لمعاناة شعوب القارة الافريقية ".
كما ان ذلك يتطلب -حسبه- " دفع مسار جهود السلام الدائم و ترسيخ مبادئ الحكم الرشيد والديمقراطية, و سيادة القانون و حقوق الانسان و العدالة و معالجة الاسباب للنزاعات".
واكد على "انخراط بلاده الكامل و غير المشروط في مبادرة إسكات البنادق, و استعدادها لمواصلة المشاركة في الجهود السياسية و الامنية المبذولة في سبيل احلال السلم و الأمن في القارة الافريقية" .
واعرب ذات المتحدث عن يقينه, بأن هذه القمة الاستثنائية "ستتوصل الى نتائج و توصيات مهمة, و ستعطي دفعا للعمل الدؤوب من اجل الارتقاء بالعمل الافريقي المشترك, والتطلعات المشروعة في الامن و السلم".
ودعا السيد قيس سعيد,المجتمع الدولي "لإيلاء افريقيا مزيد من العناية و الاهتمام في مسيرات التعاون الدولي, لان افريقيا من اكثر المناطق, التي تواجه تحديات على اكثر من صعيد".
وأشار إلى أن احتضان بلاده للدورة الثامنة لندوة طوكيو حول أفريقيا في 2022, "يمثل منصة هامة لإعادة التركيز على احتياجات القارة الأفريقية".
وانطلقت في وقت سابق يوم الاحد أعمال الدورة الاستثنائية الرابعة عشرة لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الإفريقي تحت شعار "إسكات البنادق: خلق ظروف مواتية لتنمية أفريقيا" في وقت تستمر فيه النزاعات المسلحة العديدة في تمزيق القارة.