-->

اسرائيل ترفض فتح قنصلية في الصحراء الغربية وتشترط على المغرب فتح سفارة بالرباط ونظيرتها بتل ابيب لتسريع التطبيع


رفض الكيان الصهيوني الطلب المغربي بفتح تمثيلية دبلوماسية لاسرائيل باراضي الصحراء الغربية المحتلة وفي مقابل ذلك 
أفادت وسائل إعلام عبرية أن المغرب وإسرائيل سيقومان قريبا بتدشين سفارتين للجانبين بكل من الرباط وتل أبيب، وذلك في إطار التطبيع  للعلاقات بين البلدين، الذي تم الاتفاق عليه في 10 من ديسمبر الماضي.
وقالت ذات المصادر أن الملك المغربي محمد السادس قد أبلغ رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو في مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي، أنه ملتزم بفتح سفارات في المرحلة المقبلة من استئناف العلاقات بين البلدين.
وأضاف الإعلام الإسرائيلي أن تفاصيل عملية فتح سفارتين للجانبين جرى تدارسها أيضا خلال الاجتماع الذي أجراه مستشار الأمن القومي مائير بن شابات في الرباط مع العاهل المغربي قبل أسبوعين.
وقال مسؤول إسرائيلي وفقاً لنفس المصدر أن “استئناف العلاقات مع المغرب يتقدم بسرعة جداً، ونحن متأكدون من أن الامور ستتطور بصورة إيجابية جداً وسنصل لفتح سفارات”.
ونقلت القناة الاسرائيلة 24 عن حنان عشراوي العضو السابق في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وصف قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول "الصحراء الغربية" بأنه "انتهاك لحق الصحراويين في تقرير مصيرهم بنفس الطريقة التي عامل بها الفلسطينيين."
وأشارت عشراوي إلى أن "جميع دول العالم والأمم المتحدة لا تعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية"
جاء ذلك في حديث لها لشبكة “الديمقراطية الآن” الأمريكية، حيث أكدت: “يريد المغرب أن تعترف الولايات المتحدة بسيادته على الصحراء الغربية وتقبل سيطرتها وضمها، غير أن مختلف دول العالم، والأمم المتحدة، لا تعترف بالسيطرة المغربية أو ضم الصحراء الغربية”.
وأكدت في ذات السياق أن “التطبيع المغربي مع الكيان الصهيوني، سيزيد من تشجيع هذا الأخير على مواصلة سياسته الاستيطانية وسياساته التصعيدية المختلفة لإرغام الشعب الفلسطيني على الاستسلام”.
واعتبرت حنان "الولايات المتحدة نفسها لم تكن تعترف، إذا هذا التغيير في سياسة الولايات المتحدة هو انتهاك لقرارات الأمم المتحدة التي تمنح الصحراويين، والصحراء الغربية، حق تقرير المصير – بنفس الطريقة التي يُقال للفلسطينيين كل عام أن لهم الحق في تقرير مصيرهم”.
وفي سياق متصل وضع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خريطة تظهر “الصحراء الغربية بحدودها الأصلية منفصلة عن المغرب”، خلال حديثه في مقطع فيديو عن مكالمة أجراها مع الملك المغربي محمد السادس.
ورغم أن المغرب أعلن عن اتفاق لعودة التطبيع مع “إسرائيل” مقابل اعتراف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب “بسيادة” الرباط المزعومة على الصحراء الغربية المحتلة، إلا أن نتنياهو لم يعطي هذا الأمر أي أهمية على ما يبدو.
وقال نتنياهو في فيديو نشره على صفحته بموقع تويتر، إنه تحدث مع العاهل المغربي ودعاه لزيارة “إسرائيل”، وقال إن هناك حماساً كبيراً في “إسرائيل” حيال تحقيق السلام بين الجانبين، شاكراً الملك على استقبال الوفد الإسرائيلي بالمغرب.
كما لفت إلى أن الجانبين اتفقا “على أن يأتي الوفد المغربي إلى هنا في بداية الأسبوع من أجل المضي قدماً في كل شيء”.
وأضاف رئيس وزراء الاحتلال، أن “المكالمة كانت حميمية وتمت بلغتي العربية الضعيفة وبالعبرية ولغة الملك الفرنسية الممتازة جداً، وأيضاً باللغة الإنكليزية من جانبي”.
وسافر وفد إسرائيلي أمريكي مشترك إلى المغرب، ويخطط الطرفان لإعادة فتح مكتبي الاتصال ولتدشين رحلات جوية تجارية مباشرة.
ووقع النظام المغربي و”إسرائيل” في الرباط، أربع اتفاقيات على هامش توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين الطرفين برعاية أمريكية.
وشملت الاتفاقيات الأربع بين الطرفين، حسب بيان لوزارة الخارجية المغربية، المجال الاقتصادي والتجاري والسياحي.
وسار المغرب على نهج الإمارات والبحرين والسودان في التحرك باتجاه تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. وندد الفلسطينيون بالاتفاقات التي توسطت فيها الولايات المتحدة واعتبروها خيانة لمطلب قديم بأن تنفذ “إسرائيل” أولاً طلبهم المتعلق بإقامة دولة فلسطينية.
ويصف مسؤولون مغاربة اتفاقهم مع “إسرائيل”، بأنه استعادة لعلاقات متوسطة المستوى جمدتها الرباط عام 2000 تضامناً مع الفلسطينيين.
وأكد العاهل المغربي “موقفه الداعم لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”، وسلط الضوء على “العلاقات الوثيقة” مع الجالية اليهودية في المغرب.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *