في تاريخ الخيانة العلوية : كيف أسس المخزن دعائم نظامه على القهر و التوسع والمتاجرة في المقدس!

 

بين عشية و ضحاها حول الإحتلال الفرنسي محمد الخامس من منبوذ ومرفوض شعبيا، إلى القديس المخلص من الاحتلال الفرنسي.

و حماية لملك المغرب وأسرته من الشعب الثائر الذي رفض الملكية، تم وضع سيناريو نفي الملك وأسرته لمدغشقر تحضيرا لنظام ملكي جديد يرافق التحولات الجديدة .

حادثة إبعاد وعودة محمد الخامس وما رافقها من احداث داخل المغرب وفي محيطه الجغرافي تسوقنا تلقائيا لسؤال متى استعمر المغرب؟؟ 

لا يوجد اي تاريخ معين للاحتلال الفرنسي للمغرب ، بل هناك فقط تاريخ لمعاهدة فرنسية علوية ، مضامنيها حماية ملوك المغرب والأسرة العلوية الحاكمة ومحيطها الضيق.

ولازالت معاهدة الحماية سائرة المفعول وهي عبارة عن ما يسمى بالتصريح الثنائي ، الذي نص على ارتباط المغرب العلوي بفرنسا ولا يمكن لاحدهما التخلي عن الاخر. 

بالإضافة للحماية الفرنسية ، تم إضفاء شرعية روحية وقداسة حول الأسرة العلوية وكان ملوك المغرب بالنسبة للقطيع بمثابة ظل الله في الأرض ، لتحصينهم من جموع الشعب ، و تكريما لنظام الخردة الذي يعتبر من مخلفات القرون الغابرة ، افنى ملوكه اعمارهم في خدمة سياسات أسيادهم من القوى الاستعمارية الجديدة والقديمة، وتحولت هالة القدسية برعاية فرنسية لبعض شعوب المنطقة ودول جنوب الصحراء. 

و وفاءا لعهد الأجداد خدام المشروع الاستعماري، أجاد المقبور الحسن الثاني دور العمالة داخل وخارج الغرف المظلمة وتحول لأحد اذرع التخريب من مشرق الارض إلى مغربها، وتقاسم الغنائم مع أسياده الاستعماريين، وبنى الهالك رصيده من عمليه التربح من صفقات ومساومات شملت القضية الصحراوية و القضية الفلسطينية وكل قضايا التحرر، 

وكانت بداية المؤمرات او مغامرات الهالك الحسن الثاني، بداية بتصفية ثورة الريف وابعاد زعيمها الوطني الخطابي لمصر ، مرورا بتآمر وطعن مقاومة جيش التحرير "المغربي"، ومشاركة الجيش العلوي في عملية إيكوفيون 1958 رفقة الاستعمار الفرنسي ولاسباني ، لتصفية جيش التحرير نهائيا وتم مكافأة الحسن الثاني، باقليم طرفاية 1958 وسيدي افني 1969. 

ترسيخا للاستعمار الجديد بقواعده الجديدة وبامتيازات برع المغرب في اسثمارها. 

فبعد استقرار وضع الملكية في الداخل المغربي ، بدأت مرحلة معاناة الجيران من دسائس وعمالة المقبور الحسن الثاني ،

من خلال اطماعه التوسعية،  و دخلت منطقة المغرب العربي مرحلة جديدة من عدم الاستقرار وتحولت حدود جيران المغرب لساحة قتال وحرب مفتوحة. 

وكانت اول الاطماع طعنات الغدر، و حرب الرمال 1963 على الجزائر حديثة الاستقلال، وما سببه العدوان من جرح غائر ، أنهى حلم مغرب الشعوب من خلال خلق هوية معادية بين شعوب المنطقة. 

وظلت عين الملك على موريتانيا ورفض الإعتراف باستقلالها حتى عام 1973. 

اتضح بعد ذالك ان الإعتراف كان مقايضة بصفقة مدريد ، ورطت فيها الدولة الموريتانية، مقابل تقاسم الساقية الحمراء ووادي الذهب بين المجرم الحسن الثاني والهالك المخطار ولد داده، 

ويعلن الثنائي، العميل لفرنسا، عن بداية قصة ظلم  طويلة للشعب الصحراوي، الذي دفع فاتورة امن واستقرار الجيران ، من خلال التصدي لاطماع الاحتلال المغربي وجرائمه ضد الجيران. 

عمالة المجرم الحسن الثاني تجاوزت محيطه المغاربي وعانت منه القارة الأفريقية ، حيث شارك الحسن الثاني المستعمر الفرنسي في عمليات انقلاب واغتيال ، بطريقة مباشرة من خلال قوات المظليين المغربية " قوة المظليين المغربية سيئة السمعة ابيدت بكاملها في حرب التحرير الصحراوية" أو بطريقة غير مباشرة من خلال الدعم السياسي للانقلابيين ، وكانت البداية 1966 بانقلاب ديفيد داكو أول رئيس منتخب لجمهورية أفريقيا الوسطى ، ثم انقلاب على أول رئيس لبوركينا فسو ثم الطوغو ومالي 1968 وبعدها بنين 1972. 

ودعم المغرب النظام العنصري في بريتوريا منذ الستينات ، واستقبل مجرم الحرب وعميل القوى الاستعمارية في شرق إفريقي، الرئيس الكنغولي موبوتو سيسي سيكو وعاش في المغرب حتى وفاته. 

وصلت عمالة الحسن الثاني حدود فيتنام، حيث استقبل ودعم الجنرال فان ثيو العميل الفيتنامي الجنوبي في بداية الستينات. 

ظل المغرب يساوم القضية الفلسطينية، وبنى رصيده عند الامريكان والصهيونية، من خلال تاريخه الحافل بالخيانات، عانى منها العرب وقضيتهم المركزية، فلسطين ، والبداية كانت مع تأسيس الكيان الاسرائيلي وما تبعها من هدايا الملك العميل للكيان، من تهجير ليهود المغرب مقابل خدمات سياسية "تصفية المهدي بن بركة" وحماية العرش، وحتى مقابل الأموال تطورت العمالة لزرع أجهزة تنصت للموساد داخل القمة العربية 1967 لتجسس على القرارات العربية.   

كلف الهالك الحسن الثاني من طرف هنري كيسنجر بتحويل القضية الفلسطينية من قضية عربية إسلامية إلى قضية قطرية، تهم الفلسطينيين وحدهم تحت ذريعة شرعية التمثيل لمنظمة التحرير الفلسطينية دوان سواها ، ودعا ملك المغرب للقمة العربية الطارئة في الرباط 1974 وكانت بداية التسويق للمشروع بداية تصفية القضية الفلسطينية. 

لم تنتهي عمالة المقبور عند حدود القضية الفلسطينية بل شملت مصر العربية، و توريط الحسن الثاني للسادات من خلال  الإمضاء على اتفاقية كامب ديفيد 1979، وشجعه فيما بعد على زيارة اسرائيل، وتجشيع السادات على الانخراط في اتفاق كامب ديفد. 

 وكرم الحسن الثاني بزيارة رسمية قام بها شمعون بريز للمغرب 1986. 

طعنات المغرب للجسم العربي وصلت صديق المغرب القديم المجرم صدام حسين ، الذي لم يشفع له دعم إحتلال المغرب للصحراء الغربية بالسلاح والعتاد نكاية في الدولة الجزائرية. 

شارك المغرب في التحالف الدولي الذي غزا العراق 1991. ولم يسلم اليمن الجريح، حيث اكمل الابن محمد السادس ما بدأه اباه و شارك الجيش المغربي في  2015 في العدوان الظالم على اليمن. 

النظام العلوي المغربي استثمر كل الأحداث السياسية بعقلية الأكل في كل الموائد والرقص في كل الأعراس.

ولتمكين العرش مسخ العلويين هوية الشعب المغربي، وخلق له هوية مشوهة هوية معادية لكل الجيران، وامعانا في احتقار شعبهم، حولوه لأكبر شاهد زور لكل جرائم العلويين. 

ويبقى التاريخ شاهد بأنه كلما شعر ملوك المغرب بخطر يتم تنفيس الضغط بالاعتداء على الجيران ، للمحافظة على عرشهم حتى وإن كان الثمن زعزعت المنطقة المغاربية ، وإدخالها في مجاهيل الانفلات والدفع به للمجهول.

📍محمد لمين عبد الرحمان