رسالة شكر وعرفان
بسم الله الرحمٰن الرحيم.
رسالة شكر وعرفان.
{مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}
في حضرة الشهادة يعجز اللسان عن التعبير، ويحار المرء من أين يبدأ، هل يبدأ بتمجيد الشهادة، أم يبدأ بتمجيد الشهداء الأبرار، وهل يثني على تضحياتهم الكبيرة، أم يمدح الوطن الغالي والكريم الذي يستحق التضحية، أم يُعظّم صبر عوائل الشهداء! إنّ الحديث عن الشهداء الأبطال والشجعان يتضمّن كل ما سبق، لأنّه اختصارٌ للوطن والتضحية والصبر والإباء، فقد سَقُوا كل شبر من تُرابه بدمائهم الزكية الطاهرة.
بعد مناسبة تكريم عائلات الشهداء الأخير، التي تُمثّل نزراً يسيراً مقارنة بما قدّمه هولاء الشهداء، فقد قدّموا أرواحهم قربانًا للوطن ولتحرير الأرض، فاستحقّوا علينا من بعدهم أن نثبتُ على عهدهم فلا نخونهم ولا نتنكّر لهم ولا ننساهم فلا يليق النِسيان بمثلهم، فلنتذكرهم بكلّ فخر واعتزاز، وحَقَّ لنا من بعدهم أن نفخر بهم بعد رفع أسمائهم في كل مناسبة وحين.
ولأنّ الشهادة لا تحتاج إلى شكر فيكفي ما سيناله الشهداء عند ربهم الذي وعدهم رفقة الأنبياء، إلّا أنّ الاعتراف بالجميل وتقدير الجهد والتضحية لا سيّما والتضحية أرواح ودماء سقت تراب الوطن؛ يشرح النفس ويُشكّل تشجيعًا لمواصلة الطريق الذي بدأه ذوينا -الشهداء- بكل شغف حتى تحقيق النصر والهدف الأسمى وهو الاستقلال الوطني وتحرير الوطن المغتصب.
باسمي الشخصي عيناتو ألمين حبيب وباسم عائلة أهل حبيب وباسم عوائل كل الشهداء، فكم بيننا من أبناء شهيد وإخوة شهيد وأم شهيد وأب شهيد، وزوجة شهيد ورفيق شهيد، أتقدّم بأسمى آيات الشكر والعرفان للسلطات التي أشرفت على هذه المبادرة الحميدة والالتفاتة الطيّبة، ممثّلة في وزارة الدفاع الوطني وسلطات الدولة الصحراوية، وهي فرصة لتجديد الوفاء لعهد الشهداء وتجديد العهد لرائدة كفاحنا الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وللشعب الصحراوي، ولرفاق السلاح مُقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي الأشاوس تحيّة مِلئُها القلب بكلّ معاني الوفاء والإخلاص.
وختامًا أقول "اثبتوا على العهد الذي قطعتُموه معهم فقد بَذَلوا فيه أرواحهم".
رَحِم الله معشر الشهداء وجزاهم عنا خير الجزاء.
كل الوطن أو الشهادة.