أكثر من نصف المغربيات يُقاسين العنف بأنواعه… والطريق ما يزال طويلا
«أكثر من 7.6 ملايين من المغربيات، أي57.1٪ عانت من شكل عنف واحد على الأقل بغض النظر عن الشكل والسياق» هذا ما كشفه تقرير رسمي حديث صدر عن المندوبية السامية للتخطيط (مؤسسة إحصاءات مغربية) بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وسلط الضوء على وضعية النساء في المغرب، على مستويات الصحة والتعليم والمعيشة والتدريب والولوج لسوق العمل واستعمال الوقت والعنف ضد النساء.
التقرير الذي اطلعت عليه «القدس العربي» أبرز أن المرأة لا يحميها من العنف لا التعليم المدرسي ولا النشاط الاقتصادي، كما يظل الإطار الزوجي هو مكان العيش الأكثر اتساماً بالعنف، ويبقى العنف النفسي هو الشكل الأكثر شيوعاً بنسبة انتشار تقدر بـ 46.1٪ (5.3 ملايين امرأة).
عبء التكاليف
ويعتبر الإطار الزوجي المجال الأول للعنف ضد المرأة، يتبعه الفضاء التعليمي في المرتبة الثانية، حيث تعرضت 22.4٪ من الطالبات لأشكال العنف، أما في الوسط المهني، فقد بلغت نسبة النساء ضحايا العنف أثناء مزاولة عملهن 15.1 ٪، في وقت تعرضت فيه حوالي 12.6٪ من النساء لأشكال عنف في الفضاء العام.
ومن بين جميع النساء ضحايا العنف الجسدي و/ أو الجنسي، داخل الفضاءات مجتمعة، كان على 22.8٪ منهن أن يتحمَّلن، بمفردهن أو بمساعدة عائلاتهن عبء التكاليف المباشرة أو غير المباشرة للعنف، يقول التقرير.
وتمثل النساء في المغرب أكثر من نصف السكان50٫3٪ وقال التقرير إن 28٫1٪ من النساء البالغات 15 سنة فأكثر عازبات، و57٫8 ٪ متزوجات، و 10٫8 ٪ أرامل و3٫3٪ مطلقات. كما أن 16٫7٪ من الأسر، البالغة 8 ملايين أسرة و834 ألف أسرة يتم تسييرها من طرف النساء.
وأشارت الوثيقة إلى أن النساء يخصصن 20.8٪ من وقتهن اليومي في الأعمال المنزلية و5.6٪ فقط للأنشطة المهنية، في حين يخصص الرجال، على عكس النساء، وقتاً أطول للأنشطة المهنية (22.6٪) بالمقارنة مع الأعمال المنزلية (3٪).
وأبرزت أن النشاط المهني للمرأة لا يعفيها من مسؤولياتها العائلية حيث تستمر في تحمل أعباء العمل المنزلي من خلال تكريسها 4 ساعات و 18 دقيقة يومياً، بالكاد أقل من ربة المنزل بساعة واحدة و42 دقيقة.
في سنة 2020 وخلال فترة الحجز الصحي، زاد عبء العمل المنزلي الذي تتحمله المرأة في المتوسط بـ 33 دقيقة يومياً مقارنة بيوم عادي قبل هذه الجائحة.
وفي عام 2020، مقارنة بالفترة التي سبقت الحجر الصحي، تراجع معدل الدخل الشهري للنساء النشيطات المشتغلات بنسبة 42٪ مقابل 52٪ للرجال.