-->

لعنة مبعوث الأمم المتحدة


بقلم: بلاهي ولد عثمان

ذكرني بحث الامين العام للأمم المتحدة عن مبعوث لقضية الصحراء الغربية، بقصة خيالية سمعتها في شريط ظريف، كان يحكيها عميد الادب الموريتاني، الملك همام، بطلها هو ورفيق عمره ابراهيم ولد النانة - رحمة الله عليهما - وفيها يحكي الملك همام، انه حلم انه هو وصديقه في الحياة الأخرى، وبطريقة لا تخلو من الطرافة والحبكة، وكيف انتقل من النار الى الجنة.

وحاولت أن اقتبس منها هذا المقال:

نام غوتيرس الأمين العام للامم المتحدة، وكان يفكر كثيرا في ما آلت إليه بعثته في الصحراء الغربية، وقد ازعجه بحثه المضني عن مبعوث خاص يتسلم هذا الملف، لكي يدرس حلا نهائيا له وبذلك يتفرغ اهتمامه الى قضايا أخرى تشغله. 

نام غوتيرس وهو ليس على طهارة، وفي نومه زاره ابليس وحدثه عن انفعالاته وانشغالاته وطلب منه أن يساعده على إيجاد الرجل المناسب لهذا المنصب، الذي يفر منه الجميع، كما يفر المرأ من أخيه وامه وأبيه.

قاطعه ابليس، طلبك موجود، رفع غوتيرس رأسه ورأى منظر مخيمات اللاجئين، واستطرد قائلا: هل يمكن أن تستمر هذه الحياة، اما حان لهؤلاء ان يستقر بهم المقام في وطنهم.

اه على هذه القضية التي مر عليها أكثر من ثلاثة مبعوثين، من اكتر الرجال مهارة في دهاليز السياسة، ولكنها كانت عصية عليهم.

استطرد ابليس قائلا: لا تلوم هؤلاء، بل انظر إلى أحد الأطراف هو الذي غالبا ما يضع العصا في العجلة.

التفت غوتيرس على يساره، وإذا به بكهلة من حوريات جهنم،  تبتسم له وقد سقطت احدى أسنانها(مظحكتها) وهي تحاول ان تساعده في بناء خيمته في البرزخ، وهي اقرب الى جهنم منها الى الجنة سألها:

لماذا بنيتم لي هذه الخيمة هنا؟

قالت له حتى تتذكر معاناة الشعوب المقهورة و المظلومة.

ظهر في أقصى الأفق ثلاثة جمال، مراكيب تتفاوت قاماتهم طويل ومتوسط وقصير، وهم يتجهون نحو خيمة غوتيرس، دقق في أصحابها فوقف ليسألهم ويستفسر منهم، علهم يساعدونه.

وكان يرتدي ثوبا رثا، ويلوي خرقة على رأسه ليتقي حر المكان.

عندما اقتربوا منه عرفهم هذا جيمس بيكر وكوهلر وروس، قال في نفسه: (هوما الا انتوما عارف انا عن مايحرك في ذي التراب ماهو انتوما).

بادلهم التحية، وسألهم عن مقصدهم فقالوا بلسان واحد نحن قادمون من السعير، وقد تركناها يوم أمس بين العصر و المغرب، ومتجهون الى سقر، وقد تشفع لنا اعمالنا ووساطاتنا في تلك القضية التي تؤرقك.

التفتت الحورية وقالت له ياغوتيرس هؤلاء قاموا بما استطاعوا، ولكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى حل رد عليها: وماذا ترين انت.

قالت لماذا لا تبحث عن أنثى تكون مبعوثا خاصا، لأنك جربت ثلاثة رجال ولم تحقق اي نتائج على الأرض.

قال والله هذه فكرة جميلة، كيف لم تخطر لي على بال. 

في تلك الأثناء قال روس تلك فكرة رائعة لكنها مستحيلة.

طلب كولر من زملائه مواصلة المسير، ليصلوا قبل الظلام مؤكدا أنه لاجديد يذكر، ولكل حادث حديث.

وأكد بيكر ان القضية الآن أكثر تعقيدا مما سبق، فقد عادت الحرب في الصحراء الغربية الى سابق عهدها، ولابد من اتفاق ومخطط جديد بين الأطراف.

قطب غوتيرس حواجبه، وهو يفكر وبدأ يقول وجدته وجدته، نعم وجدته، انه دي مستورا، يجمع اسمه بين الأنثى والذكر، نعم انه هو من يصلح لهذه المهمة، وفجأة استيقظ من نومه.

Contact Form

Name

Email *

Message *