الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: كفاح الشعب الصحراوي والمقاومة الوطنية الفلسطينية في خندق واحد .
أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الشعبين الصحراوي والفلسطيني يجمعهما خندق واحد لمواجهة الإحتلال و الأطماع الإستعمارية حيث جدد بهذا الخصوص السيد علي أبو هلال، نائب ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالجزائر في لقاء حصري مع موقع «الصحراء الغربية 24 » موقف الحركة الفلسطينية التاريخي ودعمها اللامشروط لكفاح الشعب الصحراوي العادل مستعرضا القواسم المشتركة لكفاح الشعبين ، ومبرزا صور صمودهما و مقاومتهما في أحلك الظروف للدسائس والمناورات ذات الأوجه المتعددة.. كما تطرق أيضا السيد علي أبو هلال للوضع العربي و هرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع على حساب الدم الفلسطيني ، ناهيك عن مواضيع أخرى نسوقها في الحوار التالي:
موقع الصحراء الغربية 24 :بدون شك و لإعتبارات كثيرة، القضية الفلسطينية و القضية الصحراوية تربطهما وشائج وثقى ، ولا نختلف على أن ما يمس القضية الفلسطينية هناك يؤجج مشاعر الغضب والمناصرة من لدن الشعب الصحراوي و الأكيد أن الشعبين يتقاسمان نفس الشعور.. فللتاريخ ، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كانت دائما من رواد التضامن و المساندة مع القضية الصحراوية.. بداية كيف تقيمون هذه العلاقات؟
السيد علي أبو هلال :في البداية نتوجه اليكم بالتحية ومن خلالكم لشعبنا العربي الصحراوي البطل ولتاريخه النضالي الطويل الممتد حتى تحقيق الحرية والاستقلال على كامل ترابه الوطني…. إن علاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع جبهة البوليساريو تاريخية و متواصلة منذ دحر الإستعمار الإسباني و رافقت نضالها التحرري في مقارعتهاإلإحتلال المغربي الرجعي، حليف الكيان الصهيوني.. وقد كانت زيارة رفيقنا الحكيم جورج حبش للأراضي الصحراوية في عام 1979التعبير الأمثل لهذه الآصرة النضالية، حين أكد أن جبهة البوليساريو والجبهة الشعبية بل والمقاومة الوطنية الفلسطينية في خندق واحد لمجابهة أطماع و مشاريع الصهيونية والإمبريالية و حلفائها من الرجعيات العربية..وأردف قائلا:” مازال رفاق الجبهة الشعبية يصونون و يحفظون وصايا الحكيم فالعلاقة والدعم والمساندة متواصلة وممتدة يحملها جيل بعد جيل.”
موقع الصجراء الغربية24: ما هي قرائتكم للوضع العربي و ما وصل إليه بعلاقة امتداداته و تأثيراته على القضية الفلسطينية أولا، و صلة ذلك بالقضية الصحراوية ثانيا ؟
السيد علي أبو هلال :الوضع العربي يعيش اليوم أسوأ حالاته بعد التفكك والإنهيار ؛ فمنذ الإحتلال الأمريكي للعراق لازال يهيمن منطق إستنزاف مقدرات المنطقة العربية و تدمير جزء أساسي من بلدان المواجهة بغية القضاء على الهوية الوطنية والقومية للوطن العربي بشكل يفتح المجال لتقدم وهيمنة القرار الرسمي تحت قيادة الرجعية حليفة المشروع الصهيوني التي بدأت تسوق وتسير في ركب هذا المشروع لإعادة ترتيب المنطقة العربية، وفرض مشاريع الإستسلام للكيان الصهيوني .. ولقد تجلى ذلك واضحا في هرولة بعض الدول للتطبيع العلني المباشر مع الكيان الصهيوني ؛ بل و بشكل مخجل وصلت الأمور لمستوى المساندة والدعم لهذا الكيان في المحافل الدولية رغم ما يقوم به من ممارسات القتل والتدمير ضد شعبنا الفلسطيني وقواه الوطنية المقاومة .وهنا بالتأكيد لتمرير واستكمال هذا المشروع كان من المطلوب القضاء على كل محاور المواجهة والمقاومة في فلسطين و الصحراء الغربية و سوريا لبنان. و من هنا نقرأ ما يمارس ضد شعبنا الصحراوي ومقاومته من قبل الاحتلال المغربي والمدعوم صهيونيا و من قبل الأنظمة الرجعية العربية .
موقع الصحراء الغربية24: وفي هذا السياق ،كيف تفسرون هذا التكالب الصهيوعربي على منطقة غرب إفريقيا؟ هل هذا يدخل في إطار طبخة جديدة او سيناريو جديد، ضمن ما يصطلح عليه ب”التطبيع العربي الإسرائيلي” أو انه يأتي في سياق استهداف هاتين القضيتين الصحراوية و الفلسطينية بالإضافة إلى بعض القوى التي لم ترضخ للمساومة؟؟
السيد علي ابو هلال: بالتأكيد الوطن العربي كله تحت طائلة الاستهداف من خلال مشروع صفقة القرن أو ما يسمى” الشرق الأوسط الجديد ” عبر فرض التطبيع مع الكيان الصهيوني لتحقيق أطماعه في إخضاع المنطقة العربية ونهب مقدراتها سواء في إفريقيا أو آسيا.
موقع الصحراء الغربية 24: كيف تستشرفون أفاق العمل المقاوم في المناطق المحتلة الفلسطينية على ضوء محاولات الالتفاف على حق الشعب الفلسطيني ؟؟ و إنعكاسا عليه، ما هي وجهة نظركم- التي نعرف أنها لا تخرج عن دائرة الدعم والمساندة- في تدبير الملف الصحراوي حاليا وسط كل هذه المناورات ، خاصة و أن النظام المغربي المحتل قد تراجع وتنصل عن كل التزماته و التجأ إلى الصهيونية العالمية والقوى الرجعية في المنطقة لتمرير سياستها و أيضا لتعميق نهبه و استنزافه لثروات الصحراء الغربية ؟
السيد علي أبو هلال: بالتأكيد إن ما يمارس ضد القضية الوطنية الصحراوية يتقاطع تماما مع ما تمت ممارسته ويمارس ضد القضية الفلسطينية ؛ لأن عنوان الصراع و المواجهة واحد ضد المشروع الصهيوني وحلفائه في العالم العربي بأساليب و أشكال القمع والقتل و التدمير رغبة في تكسير إرادة الشعبين الصحراوي والفلسطيني ، ومحاولة الإلتفاف و التآمر على قرارات الشرعية الدولية لطمس الحقوق الوطنية للشعبين الصحراوي والفلسطيني .
موقع الصحراء الغربية 24: كيف تقرؤون مستقبل الأوضاع العربية ،وخاصة القوى التقدمية المستهدفة ؟ وكيف يمكن الخروج من هذه البوتقة التي تحاول أن تعيق مسار حركة التحرر في العالم العربي؟
السيد علي أبو هلال : رهاننا الوحيد يقوم على تفعيل ومواصلة المقاومة و النضال الوطني بكل أساليبه و أشكاله ؛ وعلى الإرادة العالية والإصرار الذي لا يلين ولن ينكسر للشعبين الصحراوي والفلسطيني المؤمنين بحقهما الوطني ؛ مرتكزين في ذلك على دعم ومساندة الشعوب العربية الحرة و قواها الوطنية والتقدمية المؤمنة بحقوقها و قضايا شعوبها ؛و كما قال الحكيم : «إن طريق النضال طويل وعلى أصحاب النفوس الضعيفة أن يتنحوا جانبا».
موقع الصحراء الغربية 24: كلمة أخيرة من فضلكم.
السيد علي أبو هلال : في الختام نؤكد أنه بالإرادة الشعبية العالية والإيمان بحقوقنا الوطنية ومواصلة الكفاح لتحقيقها سيكون النصر حليفا للشعوب الحرة؛ والمجد كل المجد لشهداء النضال الوطني التحرري في فلسطين والصحراء الغربية؛ والخزي والعار للصهيونية وحلفائها وأدواتها في العالم العربي و في كل موقع.
جدير بالذكر أن حكيم الثورة جورج حبش كان يقدر كثيرا كفاح الشعب الصحراوي و كان الشهيد الدكتور جورج حبش شخصية فذة و رائدا من رواد الصمود و التحدي و المواجهة ، و من أوائل من آمنوا بالثورة العربية في الساقية الحمراء ووادي الذهب (الصحراء الغربية)، وفتح مكتبه لاستقبال مفجر الثورة : الولي مصطفى السيد في بيروت أواخر 1972 ولم تنقطع صلات التواصل بين الطرفين الصحراوي و الفلسطيني لتجسد ميدانيا في الزيارة التاريخية للقائد « الحكيم » لمخيمات العزة و الكرامة :