-->

كيف تتعدد أسباب موت الجندي المغربي في الصحراء الغربية؟


يتحاشى المخزن أي حديث عن الجزء المظلم، المتعلق بحياة الجنود المغاربة، المتواجدين بالصحراء الغربية، لكنه، لا ينقطع عن وصف ما يقومون به، ب"الدفاع عن المقدسات"!!

 وحدهم الجنود العائدون من وجبات الموت السريع، بالقطاع المرعب (المحبس)، يقرون- للمقربين منهم- وبألم مرير، بكيف عاشوا أيامهم على شفا الهلاك في قطاع  لا يعرف الهدوء، وكيف يقضي الجندي المغربي، يومه، مثل الكلب المريض، يتعرق الغبار، ويبحث عن الظل، داخل أنقاض حفر مغطاة بجذوع الأشجار، هي كل ما ترك القصف اليومي من خطوطه الدفاعية!!

 دوما. تتحول الصحراء في فصل الصيف، إلي ميدان حرب لا يمكن كسبها، ويجد الجنود أنفسهم  في حضرة الموت لأسباب كثيرة، أوفرها حظا، عاصفة الصواريخ، التي صارت وجبة يومية لا تغيب.

 وإلى جانب الصواريخ والعطش والأفاعي، لا يملك الجندي المغربي، سوى بدلة عسكرية واحدة، وأغلب الجنود حصلوا على بدلات مستعملة آتية من مدارس التدريب العسكرية...

 وبسبب الأقصاف والعطش وقسوة الطبيعة، بدأ الجنود عاجزين عن التمسك بقواعدهم، بينما يستخدم  كبار الضباط نفوذهم في بيع الماء الذي يعتبر (سلعة نادرة)، في الصحراء، ويروى الجنود كيف يقوم الضابط بوضع براميل مياه كمحمولة زائدة على ظهر الصهريج المخصص لنقل الماء- كي لا يؤثر على كمية الماء داخل الصهريج- لبيعها للجنود،الذين لا يحصلون إلا على كمية خمس لترات يوميا، وكيف تحولت الكثير من القواعد العسكرية إلى أماكن لعقاب الجنود الفارين، أو المخالفين للأوامر، بسبب ما تتعرض له من هجمات...

 الهجمات الشرسة واستبداد الأوامر العسكرية، والبقاء الإجباري داخل الخنادق لساعات طوال،مع احذيتهم المتعفنة، هو أسوأ ما يعانيه الجندي المغربي المغلوب على أمره، طيلة تواجده بالخطوط الدفاعية، ويضطلع الدرك الحربي بمهمة إرجاع الجنود الهاربين من مواقعهم بالقوة، كما يقوم بمهمة جمع أشلاء القتلى ليجعلوها في قبر واحد!!

وبينما يشتد نعير الغزاة، تمنح الصحراء النفس الطويل،لأبنائها، ليبقى المقاتل الصحراوي، على الدوام، سيد الميدان.

بقلم: ازعور ابراهيم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *