-->

هام : عضو بالبرلمان الألماني :"الصحراويون وحدهم أسياد الموقف وحل القضية الصحراوية ممكن في ظرف أسبوعين"

إعتبارا للتطور الجديد الذي شهدته العلاقات الألمانية المغربية و ما لذلك من صلة مباشرة بالقضية الصحراوية التي كانت أحد العوامل الرئيسية في المنحى و الحدة التي طبعت العلاقات التقليدية بين البلدين لترتهن لعلاقات جديدة قوامها التوجس و القطيعة وهو ما ستكون له انعكاسات وتداعيات على مستقبل التعاون الثنائي و الذي سيكون المغرب الخاسر الأكبر فيه من الناحيتين الاقتصادية و السياسية الشيء الذي أصبح واضحا في ردود الأفعال المتبادلة و التي يتحمل المغرب أوزار هذا الخيار.!!!
لقد كانت ألمانيا بحكم وزنها الأوروبي و ريادتها القطبية دائما تتسم بموقف عقلاني و متزن في القضايا المختلفة و العلاقات الدولية ، مرجعيتها نصوص و مواثيق القانون الدولي ؛و لذلك كان موقفها واضحا من الصراع في الصحراء الغربية لأنها لم تخضع لأساليب الابتزاز و الحسابات الظرفية والمصالح الضيقة ، إذ يعد هذا الموقف التقليدي خاصية ثابتة في الموقف الألماني .
كل هذا و عديد الملفات المرتبطة به دوليا و إقليميا و محليا و خاصة الشق المتعلق منه بقضية الصحراء الغربية وتبعات موقف ترامب و ملابسات استقالة كوهلر و قصة إستفزاز وزارة الخارجية المغربية للوفد البرلماني الألماني الذي زار المنطقة ؛هذه النقاط و قضايا أخرى متعلقة بموضوعي الثروات الطبيعية و حقوق الإنسان و الدور الفرنسي -الاسباني في إفريقيا و كيف تعتزم الحكومة الألمانية تحفيز النمو الاقتصادي بها ؛كلها قضايا سنعرضها من خلال اللقاء الصريح و الحصري للشخصية الألمانية البرلمانية النافذة السيد افرانك هنريك عضو البوندستاغ المنتمي للحزب الديمقراطي المسيحي الموحد الحاكم منذ عشر سنوات ؛ و الذي سبر أغوار وتشعبات هذه الملفات الهامة في مقابلته مع موقع« الصحراء الغربية 24 »؛ و التي نسوقها لكم بالصوت والصورة وتقريريا من خلال العرض التالي:
بإسم طاقم موقع الصحراء الغربية 24 ،نسعد بإستضافة اليوم السيد أفرانك هينريك عضو البرلمان الألماني منذ 2009 ، وهو عضو كذلك بالحزب المسيحي الديمقراطي و في نفس الوقت عضو في لجنتي التنمية و حقوق الإنسان في البوندستاغ التي تعكف على قضايا حقوق الإنسان و الدعم الإنساني و التعاون الاقتصادي و التنمية.

موقع الصحراء الغربية 24: إذا أردنا أن نوضح للمواطن الصحراوي البسيط أين تقف الحكومة الألمانية  في الماضي و تحديدا منذ الغزو المغربي سنة 1975 و ما هو الموقف اليوم من القضية الصحراوية؟
السيد أفرانك هينريك: شكراً جزيلاً لإعطائي الفرصة للحديث ، ولطرحكم هذه الأسئلة عليّ.بداية أريد فقط العودة بالتاريخ قليلاً إلى الوراء، وبالضبط إلى السنوات العشر الماضية ؛ فقبل حوالي 9 أو 10 سنوات زرت المناطق الصحراوية والمغرب وأيضًا المخيمات في الجزء الجنوبي من الجزائر، ومنذ ذلك الحين وهذا الحال حاضر ببالي، لذلك كنت أتلقى الكثير من الرسائل المتنوعة بخصوص وضعكم ؛ وحتى قبل ذلك الوقت أي منذ 25، 30 أو حتى 35 عامًا ظل الوضع على ماهو عليه منذ  أن حدث ما حدث، وأعتقد أن السياسة المعتمدة من قبل ألمانيا وربما السياسة الأوروبية والدولية، لاسيما الأمم المتحدة – كما قلتم-، هي سياسة جامدة نوعا ما في موقف لا يعرف فيه أحد حقًا من أين ينبغي التدخل.

ثانيًا، أعتقد أن السياسة الألمانية لم تعط أولوية عالية لهذه القضية التي لم يتم حلها في القارة الأفريقية منذ فترة طويلة، ولم تول الكثير من التركيز أو لنقل الجهد الضروري للتعامل مع هذا النزاع الذي  بقي عالقًا. والآن لا أعرف كيف ينبغي أن أجيب على الجزء الأخير من سؤالك الذي لا اعتقد أن القصد منه السنوات العشر الماضية بل ربما الأشهر الستة الماضية حيث طرأ تغيير كبير في الرأي العام وفي الوعي منذ أن أدلى السيد ترامب بتصريحاته الكارثية.. كما تعلم حين قرر  أن تقف أمريكا نوعًا ما مع المغرب ، وحين قرر إعطاء «نوع من الملكية» على أراضي الصحراء الغربية ؛  ومنذ ذلك الحين قد  تغير الكثير حتى في السياسة الألمانية.

موقع الصحراء الغربية 24:   بصفتكم عضوا في الحزب  المسيحي الديمقراطي ، ما هو موقف الحزب من النزاع في الصحراء الغربية؟

السيد أفرانك هينريك: مرة أخرى حتى داخل حزبي حيث تولينا الحكومة خلال السنوات العشر الماضية، لم تعط الأولوية بما يكفي للنزاع، لكن أيا كان من أسأله عن الأمر  كان يقول أنه ليس من العدل أن يستولي المغرب على الصحراء الغربية، وبالنسبة للجميع كان ذلك يعني أننا نقف دائمًا مختبئين وراء قرارات الأمم المتحدة التي تقول أنه ينبغي تحديد  المالك الفعلي للصحراء الغربية؛ وبالنسبة للسياسة الألمانية – وهذا هو رأي حزبنا حسب معرفتي أيضًا –  لم يتم تحديد ذلك بعد، وهذا هو مانحاول إخبار المغرب به كذلك. وكما ترون خلال الأشهر الأربعة الماضية، قالت ألمانيا وبصوت عالٍ إن ما يقع ليس عادلاً ولهذا السبب قطعت السلطات المغربية القنوات الدبلوماسية بين بلدينا.

موقع الصحراء الغربية 24:لقد لاحظنا تصاعد  التوتر بين المغرب وألمانيا خلال الأشهر القليلة الماضية،حتى أن المغرب اتخذ إجراءات رسمية ضد السفارة الألمانية في الرباط و تابعنا بعض التصريحات المتشنجة من قبل المسؤولين المغاربة ضد برلين. مقابل حفاظ الحكومة الألمانية على قدر معين من الهدوء في ردها. ما هو برأيكم أو ربما في رأي الحكومة الألمانية أسباب هذا الهجوم المغربي على بلدكم؟


السيد أفرانك هينريك: أعتقد، من واقع خبرتي وذاكرتي، أن الوضع تصاعد الآن لأنه كان هناك أمل أن ميزان القوة سيميل بعد قرار السيد ترامب الذي ذكرت لصالح المغرب وليس بالتصويت أو إمكانية الاستقلال وأن أمريكا قد قررت الأمر وانتهى ؛ لكننا في ألمانيا وفي دول أخرى قلنا لا ،فليس لأمريكا الحق في أن تقول شيئا مخالفا لقرارات الأمم المتحدة. وعندما ننظر إلى هذا الموقف مرة أخرى، – بعد أن اعتقدوا أنه انتصار واعتبروه ناجحًا لهم- و نعيد إثارة الأمر يغضبون منا ومن جميع اولئك الذين يرجعون بهم  للوراء أو يشككون في هذا القرار. ويجب أن أقول أنني سعيد بالتفاتة ترامب تجاه إسرائيل، لا شك في ذلك، لكن ليس مسموحًا له ولا أمريكا تستطيع أن تقرر أن الصحراء الغربية مغربية، فهي ليست ملك له، وهو ما قلناه في تصريحات رسمية وصحافية، وحتى أنا قلت ذلك، لذلك كانوا غاضبين منا. وهذا هو أسلوبهم، خلال الأشهر الخمسة الماضية. ووفق الطريقة المغربية كانوا يشهرون في وجهنا البطاقات الحمراء، وإحدى هذه البطاقات الحمراء تمثلت في قطع الروابط الدبلوماسية.

موقع الصحراء الغربية 24: بخصوص ردة الفعل هذه لم تكن فقط من طرف المانيا ولكن من قبل  المجموعة الدولية على تغريدة اترامب و سجلت ألمانيا حضورا قويا سواء على مستوى الحكومة او الاحزاب السياسية ناهيك عن التحرك على مستوى مجلس الامن حيث شددت المانيا على ضرورة احترام القانون الدولي و قرارات الامم المتحدة التي تكفل حق شعب الصحراء الغربية ، ما هو تعليقكم ؟

السيد أفرانك هينريك: نحن نشير دائمًا إلى القانون الدولي وإلى إقليم الصحراء الغربية الذي لم يخضع لتصفية الاستعمار بعد أو لم يحدد له إنتماء سواء بأن يكون ملكًا للصحراويين أنفسهم أو ربما يكون للمغرب أو أي كان. المهم أن ذلك لا يمكن أن تقرره لا الأمم المتحدة ولا الولايات المتحدة الأمريكية ولا ألمانيا ولا أوروبا، بل يجب أن يقرره شعب ذلك البلد، وهذا القرار ما زال منتظرا. وأنا أعلم أن هناك العديد من الصعوبات مرتبطة بالسؤال التالي: هل يكون الاستقلال أو الحكم الذاتي أو جزءًا من المغرب؟ .. لكن هذا السؤال لا يزال يتعين طرحه بين أيدي سكان الصحراء الغربية ، وما زلنا نعمل ونحاول  ذلك حتى خلال التفويض الذي حصل عليه السيد كوهلر لعدة سنوات ؛ والذي حاول جلب الطرفين للجلوس إلى الطاولة ومناقشة كيفية إجراء هذا الاستفتاء.


موقع الصحراء الغربية 24:مع ذكر إسم فخامة الرئيس  هورست كوهلر ، الذي ترك منصبه كمبعوث للأمم المتحدة بالصحراء الغربية ، هل لأسباب صحية أم عدم توفر الإرادة السياسة لأحد طرفي النزاع ؟

السيد أفرانك هينريك: لقد التقيت بالسيد كوهلر عدة مرات وحسب معرفتي ليس فقط في هذه القضية، فقد كانت لديه مهام أخرى وخطابات وغير ذلك من الأنشطة التي يقوم بها بصفته شخصية هامة، لكن سبب استقالته حسب علمي هو بالفعل أسباب صحية إذا لم يظهر في قضايا أخرى كذلك، ولم يكن ذلك مجرد عذر، كما أنه ليس بسبب ضغوطات عليه من الجانب المغربي ؛  بل  كانت هناك مشكلة صحية خطيرة جعلته يستقيل. أما حسب رأيه هو شخصيا فكان يعتقد أن أسبوعين اثنين فقط كافيين لحل المشكلة.

موقع الصحراء الغربية 24: إن المجموعة الدولية بصفة عامة و الأمم المتحدة و شعوب المنطقة وخاصة الشعب الصحراوي كانوا مرتاحين للأسلوب الذي كان يدير به السيد  كوهلر مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية ؛ إلا أن مغادرته تركت نوعا من الإحباط لدى الشعب الصحراوي ؟

السيد أفرانك هينريك: أستطيع أن أفهم ذلك، لكنني أعتقد أن استقالته لم تكن بسبب أي ضغط خارجي، فلقد كان رئيسا لألمانيا لفترة معينة، وكما تعلم أنه في لحظة ممارسة للمسؤولية قال أنه لا يرغب في الاستمرار في رئاسته في فترة الرئاسة الألمانية ؛  أقصد أنه في وقت ما عندما اكتشف أنه غير قادر على أداء مهمته كرئيس لألمانيا اتخذ ذلك القرار، وأنا متأكد صدقا أن ذلك   الموقف ينطبق  بالنسبة له مع قضية المغرب والصحراء الغربية.

موقع الصحراء الغربية 24:في 2011  السيد افرانك ترأستم وفدا برلمانيا ألمانيا زار المنطقة: المغرب ، المناطق المحتلة من الصحراء الغربية و مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف. كيف كان موقفكم من شعب الصحراء الغربية ، قبل و بعد تلك الزيارة؟

السيد أفرانك هينريك: أنا عادة لا أدعي المعرفة بكل شيء، لأنني لم أقابل العديد من الأشخاص. صحيح أنني أحظى باطلاع كبير على القضية، لكنني أحاول عدم البقاء سجينا للأحكام المسبقة، وبالنسبة لي فأي رسالة تصلني يمكن أن تكون منحازة. وقد كان هذا أحد دوافعي لإجراء الزيارة من أجل إجراء لقاءات شخصية، وتمكنت من التحدث في برلمانكم في المخيمات. فكما تعلم كان من الضروري أن نجلس حقًا ونلتقي ونختبر بأنفسنا ونتنفس نفس الهواء، لذلك لم يكن لدي الكثير من الانشغال قبل تلك الزيارة لكنني مشغول بشكل إيجابي تجاه مشكلتكم منذ أن أجريتها.


موقع الصحراء الغربية 24:يحاول المغرب مرارا البحث عن أساليب تشرع له أو لنقول {مغربية}شعب الصحراء الغربية ، إلا أن العديد من الوفود التي إستطاعت زيارة الشق المحتل من الصحراء الغربية، تقريبا كلها تؤكد أن سكان المنطقة لا يريدون سوى  الاستقلال و موالون للبوليساريو، هل شعرتم بهذا خلال زيارتكم؛ و هل يمكنكم تأكيد هذا من فضلكم؟

السيد أفرانك هينريك: قيل لنا ذلك وتمكنا من رؤيته بأنفسنا، وأستطيع أن أؤكد أن لدي نفس الشعور الذي لن أسميه كذلك ولكني أرى أنه يحدث على الأرض، وكما أسميته أنت، “مغربة” من خلال سيل المغاربة الذين يعملون، ويعيشون هناك.. نعم، يمكنني أن أؤكد أننا كنا قادرين حتى على أن نحس بذلك بشكل مؤكد خلال الأيام القليلة التي قضيناها هناك . إن الصحراويين يريدون الاستقلال حقًا و من شأن ذلك أن يؤثر على التصويت الذي قد يحدث في المستقبل.

نص التسجيل-الجزء الأول:

 


موقع الصحراء الغربية 24:بعد إذنكم السيد افرانك ، أود أن أنتقل الآن إلى محور آخر مهم يتعلق بتورط بعض الشركات الألمانية في الاستغلال غير المشروع للموارد الصحراوية . فحسب المعلومات المتوفرة هناك حوالي 15 شركة ألمانية تستثمر في الأراضي الصحراوية المحتلة ، على سبيل المثال لا الحصر  شركة سايمونس  الشهيرة ،أو هيدلبورغ سيمونت . فلماذا لا تمارس الحكومة الألمانية والمجتمع المدني ضغوطًا على الشركات الألمانية للتوقف عن لعب دورالمحتل؟ وكيف يمكن لألمانيا أن تلعب دورًا إيجابيًا في فرض احترام القانون الدولي عالميًا إذا كانت شركاتها ومواطنوها هم أول من ينتهكه؟

السيد أفرانك هينريك: هناك مجالات مختلفة في ذلك، الأمر هو أننا نحاول احترام القانون الدولي كدولة، ولهذا السبب ليست لدينا سفارة في الإقليم أو في الجزء المحتل من قبل المغرب حتى لا نسميها مغربية، أما ما تقوم به الشركات فهذا ليس في أيدينا دائمًا، أنا كتبت رسائل إلى رئيس شركة الأسمنت وإلى الشركات التي تعمل في مجال الطاقة التي ذكرتها .حتى نتمكن من ذلك، يجب أن تتم مواجهتها وفقا للقضاء، وهذا مختلف عن عمل الحكومة، لأن الحكومة تعمل وفق طريقة معينة، والقضاء يأخذ مجرى آخر. ورغم أنني  لا أعرف كيف سينتهي المسار القضائي ضد هيرسمونت والشركات الخمسة عشر الأخرى، إلا أن القضاء لن يقول كلمته إلا من باب القانون وليس  بناء على ما تريد الحكومة ؛ فنحن لا نقوم بالأمور بهذا الشكل . نحن نستطيع أن نعلن عن موقف أو نعارض أو نعبر عنه كما أفعل دائما إلا أننا لسنا من يصدر الأحكام. لا بد أن تكون هناك قواعد للسياسة لكن الكلمة الأخيرة للقانون، ولهذا السبب لا تستطيع حكومتنا القول بكل بساطة أن هذا الأمر غير قانوني لأنه من غير المسموح لنا بذلك.

موقع الصحراء الغربية 24: ارتباطا دائما بالموضوع المتعلق باحترام السيادة الدائمة للشعب الصحراوي على موارده الطبيعية ، اعتبرت محكمة العدل الأوروبية في حكمين رئيسيين أنه من غير القانوني أن يدرج الاتحاد الأوروبي أراضي الصحراء الغربية أو منتجاتها في أي اتفاقيات تجارية مع المغرب. لكن مفوضية الاتحاد الأوروبي تصر على مجاوزة هذه الأحكام !. كيف يمكن لأوروبا إقناع الأطراف الأفريقية وغير الأوروبية الأخرى باحترامها لسيادة القانون وحقوق الإنسان والشعوب إذا استمرت في انتهاك قوانينها؟

السيد أفرانك هينريك: أنا غير مطلع كثيرا على هذه الأمور القضائية ولست قاضيا ولكن العديد من أصدقائي هم قضاة و نحن نحاول موازنة ذلك  على أحسن وجه، بالقول أننا إذا أخطأنا الهدف في هذه الحالة، فقد يكون حسب رأيي بسبب عدم  إعطائه العناية الكافية التي يستحق. فالمغرب غير راض عن ردة فعلنا وموقفنا من “الصفقة” – نعم أنا أسميها صفقة- بين الولايات المتحدة أو السيد ترامب والمغرب وإسرائيل . ليس نحن من قطع العلاقات الدبلوماسية المغرب هو من فعل وهذه ليست طريقتنا في التعامل . لقد حاولنا التعبير بوضوح عن ذلك من خلال القنوات الدبلوماسية تأكيدا بأن الموضوع غير مقبول . أعتقد أنه كان منذ حوالي 9 أو 10 سنوات – عندما كانت تلك المشكلة المتعلقة باتفاقية الصيد بين الاتحاد الأوروبي، وخاصة إسبانيا والمياه المحيطة بالمغرب وتحديدا المياه الإقليمية بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية –   عارضنا تلك المحاولة لأنها غير قانونية، وقد أوقفت  لمدة عام واحد على الأقل كما أتذكر أن ذلك كان ممكنًا، و كان من الضروري مناقشة ما المسموح به وما الممنوع القيام به.. لقد تم ذلك فقط بالنسبة لبعض الأمور الصغيرة، وهنا أعيد مرة أخرى أننا لم نعط أولوية كبيرة للصراع .


موقع الصحراء الغربية 24:علاقة المغرب  ببعض الدول الأوروبية ، و التوتر مع إسبانيا، كيف ترون ذلك وهل تعتقد أن هناك أطرافًا تشجع المغرب على التصرف بهذه الطريقة؟ خاصة أنه يستغل الأطفال للحصول على مواقف سياسية تدعم   مزاعمه بخصوص الصحراء الغربية؟

السيد أفرانك هينريك: الآن لن أتمكن من الإجابة بشكل أفضل، ولكنك أنت قلت كلمة “لعبة”. وأحيانا يتم توظيف العديد من الأوراق التي لا قيمة لها ؛ ولكن أعتقد أن اللعبة تجري من عدة جوانب، ولا أدرى إن كان المغرب يقوم بذلك بشكل فعال، ليس هذا ما يمكنني تأكيده.. وبناء على ما سمعته من الأنباء كان متوقعا أن يتم استغلال المهاجرين من العديد من الأطراف  للتصارع السياسي كورقة للضغط بالهجرة على أوروبا وخاصة على إسبانيا، لقد كان ذلك متوقعا. و بالنظر إلى  الوضع الحرج في كل بلد  أوروبي، هذه ورقة سهلة للتوظيف ولا استغرب إن كان المغرب قد وظفها  للضغط ، ولا يمكنني تأكيد إن كان قد فعل ذلك لوحده، ولا بد من كشف ملابسات القضية ومن يقف وراء هذا ومن يسيء استخدام هذه الورقة.

موقع الصحراء الغربية 24: إذا أنتم ترون أن هناك أطراف أخرى و راء ذلك؟

السيد أفرانك هينريك: لا أنا  فقط قلت أنني لا أستطيع ضمان ذلك، وأنا لا ألوم أي شخص حتى الآن.

موقع الصحراء الغربية 24:ألمانيا هي أول دولة أوروبية موجودة و  مرحب بها في إفريقيا ، كيف ترى هذا الدور بعد فرنسا وحتى إسبانيا؟وأي دور يمكن أن تلعبه لحل مشكلة الصحراء الغربية؟



السيد أفرانك هينريك: هناك عدة أجوبة على هذا السؤال، أنا أومن كثيرا بالتعاون شمال-جنوب جنوب، وهذا يعني أننا لا نعطي أوامر لأحد، كما تعلمون، فلدينا تاريخ في دول الشمال ولكن أيضًا العديد  في من البلدان الأخرى في أوروبا وأمريكا والان تركيا والهند والصين، إذا ندعوا إلى التوقف عن ذلك، عن القول بأننا نعلم جيدًا ما يجب عليكم فعله. ولكن في إطار العلاقة الجيدة، نريد أن نقوم بدور عادل في هذا الاطار بالاعتماد على المصداقية التي فقدتها تلك الدول التي ذكرت سابقا خلال الخمسين سنة أو مائة سنة الماضية. نحن الآن نحاول بالطرق الدبلوماسية قدر الإمكان أن نلعب هذه الأوراق بشكل جيد، بالرغم  أن هذا غير ممكن في كل مرة وفي كل قضية وليس كل شيء يتم علنا رغم القنوات الدبلوماسية، إلا أن مواضيع التأثير تكون بعيدة عن الأنظار، وهي أعمال يومية وهو النهج المتبع  للقيام بذلك.

السبب الثاني وراء ذلك يتعين علينا حل هذه المشكلة في الإطار الأوروبي؛  مثل الاتحاد الأوروبي ومع المفوضية طالما أنك تقول بحق أن إسبانيا وفرنسا لنقل تسببتا نوعا ما في مشاكل في هذه القضية برمتها . ألمانيا كما أسلفت لم تول أهمية قصوى لهذه القضية، فنحن فقط نختبئ وراء ذلك و تركنا  الأمر لإسبانيا وفرنسا والآن حان دورنا.  وبالمناسبة لقد منحنا موقف ترامب  فرصة  الإعلان عن موقفنا بصوت أعلى وأكثر وضوحًا ونحن نعلم أن الحكومة المغربية غير مستريحة لاتخاذنا هذا الموقف ؛  ولكن أعتقد أنه يجب علينا حل الأمر من خلال الفعل الأوروبي  ونحن نحاول الان أن نكون صوتا داخل أوروبا ربما من خلال رئيسة المفوضية السيدة فون دير لاين لتحقيق نوع من التوازن مع إسبانيا وفرنسا.

موقع الصحراء الغربية 24: هل تعتقد أن  دولة صحراوية  يمكن أن تساعد في إحلال السلام ، ومن ثم فإن حل القضية سيضمن استتباب الأمن و الاستقرار ؟

السيد أفرانك هينريك: حسب وجهة نظري لا توجد أبدا ضمانات، هذا فقط لأقول ذلك بوضوح. أنا شخصيا لا أومن بما يسمى ضمانات للسلام. لأننا بشر ورغم أنني كنت  قسًا في السابق، ورغم أنني أميز بين الخير والشر في البشر، إلا أنني أعرف أيضا بوجود الأشرار. إذا لا وجود لضمانات. لكن ربما أن إمكانية كبيرة للاستقرار والسلام ستتوفر لو تم حل هذا النزاع بشكل واضح على أساس قوانين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. والعلاقة مع الصحراء الغربية، مهما كانت، المهم هو أن يمارس شعب الصحراء الغربية حقه في تقرير المصير  و هو ما سيساهم بشكل أفضل في ضمان  الاستقرار.

نص التسجيل-الجزء الثاني:



موقع الصحراء الغربية 24:الآن سوف ننتقل إلى آخر موضوع وهو مهم للغاية و يتعلق بمحورحقوق الإنسان. لقد  تدهور الوضع في الصحراء الغربية بشكل كبير خلال الأشهر الماضية ، خاصة بعد 13 نوفمبر 2020. هل تتلقى تقارير واتصالات بشأن الانتهاكات ؟ وما هي الإجراءات التي اتخذها مكتبكم للإبلاغ ، خاصة أننا نتحدث هنا عن منطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي ومنطقة حرب؟

السيد أفرانك هينريك: أستطيع فقط الحديث عن نفسي، لقد ظل الوضع المتأزم يشكل لنا انشغالا ومصدر متابعة من قبل مكتبي، وقد تفاوتت درجات التأزم خاصة خلال العقود الأخيرة، في منطقة الحرب أو على مستوى الجدار وغيرهما. وكانت هناك مواجهات، حيث أن هناك دائما خطر أن يوظفها أحد الطرفين. ولكننا استمعنا كما تواصلنا وتحدثنا مع وزارة الخارجية بخصوص الخروقات السافرة لحقوق الإنسان؛ وأتذكر تلك المظاهرات التي كانت بمدينة العيون، حيث تم  اعتقال الأشخاص فقط بسبب تظاهرهم،  وفي وقت سابق التقينا بأشخاص تعرضوا للتعذيب من قبل الشرطة المغربية بالعيون وبعد  ذلك بيوم واحد فقط  اتصل بي  وزير خارجية المغرب وسألني: من قابلت؟ وعن ماذا كان اللقاء؟ لقد ذكرني ذلك بقصص ألمانيا الشرقية، والبوليس السري الألماني الشرقي وما يجري خلف الستار الحديدي. وأنا  اصاب بحساسية شديد تجاه هذه القضايا. إذا فقط من خلال مخاطبته لي بهذا الشكل المباشر ومحاولته توجيه إملاءات لي في أذني وفي أذن سفارة بلادي، جلعني ذلك أتيقن أن  هناك انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في العديد من مجالات حقوق الإنسان.

موقع الصحراء الغربية 24:منذ حوالي 7 أشهر ووسائل التواصل الاجتماعي و شهادات مباشرة تؤكد قسوة معاملة  السلطات المغربية للناشطة الصحراوية في مجال حقوق الإنسان ، سلطانة خيا ، وهي أيضًا رئيسة الرابطة الصحراوية للدفاع عن حقوق الانسان و حماية الثروات الطبيعية ؛ فهي تعاني حقيقة مع والدتها المسنة وشقيقتها وقد أطلقت منظمات حقوق الإنسان ، كمنظمة العفو الدولية ، نداء إستغاثة لترفع السلطات المغربية فوراً الإقامة الجبرية التعسفية عن سلطانة خيا و عائلتها. لكن حالتها تزداد سوءا كل يوم .. ما تعليقكم؟


السيد أفرانك هينريك: أتفق مع توصيات المدافعين، علما أنني  لا أستطيع تأكيد أي من ذلك لأنني لست في عين المكان، خاصة أنه أحيانا يتم توظيف وسائل الإعلام والرسائل من كلا الجانبين، إذا لا أستطيع تأكيدها أو نفيها. إلا أنني أقول أن هناك أمورا خطيرة، وقد زج بأشخاص في السجن دون أي  إجراءات قانونية من قبل المغرب كما ينتظر خاصة وأن المغرب قد وقع على الاتفاقيات الدولية، ويجب عليه إطلاق سراحهم . هذا ما أتفق معه، لا يمكنني أن أقول بالضبط ما حدث لهذه السيدة التي ذكرت، ولكن ما أعرف ينبغي أن يرفع عنها الحصار وان تستعيد حريتها.

موقع الصحراء الغربية 24: هل من الممكن رفع دعوى قضائية ضد المسؤولين المغاربة الذين ارتكبوا جرائم وإبادة جماعية ضد الشعب الصحراوي؟

السيد أفرانك هينريك: أود أن أقول إنهم جزء من تلك الجرائم و التي لا بد من محاكمتها بمجرد أن تتضح الأمور، وأن يكون لبعضهم الحق في الدفاع عن نفسه في ذلك. لا أستطيع بصفتي برلمانيا أن أقول أن ذلك  لابد أن يحصل ؛ فأنا لست قاضيا ولكن بناء على فهمي هناك أسباب كافية متصلة بالعديد من القضايا لمقاضاة السلطة.

موقع الصحراء الغربية 24:دائما فيما يخص الانشغال بوضعية حقوق الإنسان ، الاتحاد الأوروبي لا يفعل شيئاً لإجبار المغرب على احترام حقوق الإنسان! والأسوأ  أنه يشيد دائما ب”إنجازات “المغرب  في سجل حقوق الانسان؟ ما تعليقك؟

السيد أفرانك هينريك: لن أقول فقط إن الشعب الصحراوي  وحده من يجوز له متابعة هؤلاء قضائيا وحتى ان المعارضين المغاربة و المدونين من  حقهم ذلك؛ لا أستطيع أن أقول من بالضبط ولكني أعتقد أن أي دولة يجب أن تكون قابلة للتغيير إذا ارتكبت خطأ ما إذا أرادت أن تؤخذ  الأمور بجدية. لكن من جهة أخرى هناك بعض التطور في المغرب الذي يتم بسرعة أفضل مما يحدث في بلدان أخرى، حتى في المغرب العربي، أو في بعض البلدان العربية الأخرى وهذا هو السبب في أن المغرب من وجهة نظري يقول أحيانًا “أنظروا نحن أفضل من كذا” كما تعلمون، لا يمكنهم مقارنتهم بدول أخرى ما عدا الدول العربية. كما تعلمون يحاول المغرب أن يوظف بعض التطور الحاصل في مجالات حرية الدين مثلا في لقاءاته الدبلوماسية للتباهي، مقارنة بحال بعض الدول العربية، قد يكون هذا صحيحًا ولكن هذا لا يعني أنه في المجالات الأخرى هو الأفضل، لا أستطيع أن أقول ما إذا كان المغرب يتطور بالشكل الذي عليه أن يتقدم به، ولهذا السبب أنا دائما الى جانب  الشعب الصحراوي واقول أنكم تعرضتم للانتهاكات بشكل غير مسموح به وفق القانون الدولي ولا حتى وفق القوانين التي وقعها المغرب  دوليًا. وعلينا أن نحمله المسؤولية.

موقع الصحراء الغربية 24: لماذا لا تزال الصحراء الغربية منطقة  مظلمة كاملة لحقوق الإنسان؟

السيد أفرانك هينريك: هناك إجابة إجرائية  تقول أن “تطبيق عمليات المراقبة الأولى في هذا الخصوص، شرع فيها بعد العملية التي صادقت عليها الامم المتحدة في منطقتكم، وبالتالي لم يتم إدراجها فيما بعد. وقد عارضت هذا الطرح أكثر من مرة داخل حزبي وفي بلادي ومن الدول الاوروبية. لكن ذلك لم يتحقق بعد، فهم دائمًا ما يختبئون كما قلت وراء إسبانيا وراء الولايات المتحدة وراء فرنسا ، قائلين لا ، هذا ليس سببًا كافيًا لإعادة إدراجها، يقولون إن هذه القضية بدأت في السبعينات والثمانينات ولا نستطيع الآن إدراج حقوق الإنسان، وأن ذلك لا يناسب  الطريقة التي يعملون وفقها. وبالنسبة لي لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك، لكن هذا رأيي أنا فقط، كما تعلمون، يجب أن أحصل على الأغلبية للحصول على دعم إدراج  مراقبة حقوق الإنسان ضمن مهام البعثة الاممية بالصحراء الغربية. ولا أدري ولكنني أحس أن هذا الرفض غريب، وأنتم تحسون نفس الشيء بالتأكيد، وهذا نتيجة لعدم تركيزنا وعدم إعطائنا الأولوية لهذا الصراع. إذا نعم الصحراء الغربية هي بشكل ما نقطة مظلمة.


موقع الصحراء الغربية 24:بما أنكم تتابعون عن قرب قضية الصحراء الغربية ،هل تعتقدون أن تغريدة السيد ترامب او ما يحدث الان من توتر بين اسبانيا أو أوروبا  و المغرب قد ساهم في إعادة القضية الصحراوية للواجهة الاعلامية؟

السيد أفرانك هينريك: الآن أعتقد على الرغم من إختلافي الصريح معه، إلا أن  قرار السيد ترامب في ديسمبر الماضي ساهم في التعريف كثيرا بالقضية و الموضوع الاخر هو  وضع اللاجئين  في الجزء الشمالي من المغرب ، لكن القضية الحقيقية الأولى التي غيرت مجرى الوعي ، كانت ذلك القرار الخاطئ للولايات المتحدة.

موقع الصحراء الغربية 24:ارتباطا بتغريدة السيد اترامب ، هل تعتقدون أن الادارة الامريكية الجديدة ، إدارة السيد بايدن قادرة على تصحيح الوضعية من خلال احترام القانون الدولي؟

السيد أفرانك هينريك: الآن هل يستطيع ذلك؟ نعم. بما أنك تسأل ما إذا كان يستطيع؟ اما لو سالت هل سيقوم بذلك” سأجيب بلا أعرف. لكني أرى ذلك واردا وخاصة إذا منحناه مزيدًا من الوقت هذه السنة. بالاضافة الى دعوتنا لمجلس الأمن ؛  و المانيا سبق ان طرحت الموضوع وإذا قرر مجلس الامن فأظن أن الموضوع سيعود الى اطاره القانوني، ولكن نظرًا لأنه مرتبط بالوضع الإسرائيلي، فلن يتم ذلك “بسهولة” ولكن نعم أعتقد أن ذلك ممكن وما زلت آمل أن يتم الغاؤه.

موقع الصحراء الغربية 24: السيد افرينك هينريك قبل أن نختتم نود أن نترك لكم الكلمة الأخيرة؟

السيد أفرانك هينريك: نحن كمجموعة من الأصدقاء في برلماننا، نشكل مجموعة برلمانية ، من خمسة أحزاب سياسية مختلفة، نبعث  لكم تحياتنا، و سنبقى ندعم حقكم المشروع ، كنا نود زيارتكم  و هو ما لم يكن ممكنا للاسباب المعروفة، لذا من جانبي تحياتي في هذه الحالة إلى إفريقيا، إلى المكان الذي أنت فيه في هذه القارة الجميلة وآمل أن أرى هذا العام  تغيرات جديدة…

نص التسجيل-الجزء الثالث:

www.sh24h.info

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *