-->

قيادة المعارك،ومسئولية الابداع في ادارة الهزات المرتدة


منذ أن بدأ مسلسل تحريك السكون 2016  في منطقة الگرگرات المستباحة اخذت معالم المشهد في التغير نحو ضياغة موازين جديدة. فالمتتبع حينذاك لصور الآليات العسكرية المتأهبة على جانبي ربوة الثغرة بمسافة تعد بأمتار قليلة، وهرولة أفراد بعثة La  Minurso لتهدئة الوضع، سيدرك ان نظرة جديدة تقود توجها مغايرا في التعاطي مع الأوضاع قد بدأ.  وهو الشئي الذي سارعت الأمانة الوطنية للجبهة الي ترجمته في قرارها التاريخي والقائل (بتغير التعاطي مع بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية...). ليعيد المؤتمر الخامس عشر للجبهة التأكيد على النهج الجديد بعد تعميق النقاش في حيثياته و تبنيه بكل شجاعة. وهو ما انطلق العمل بتجسيده بحنكة ودهاء كبيرين من خلال الاعتصام الشعبي (الفخ)  في عمق الثغرة اللصوصية...

ابتلع العدو الطعم، وانتزعنا منه خطأ العمر القاتل... كل هذه الأحداث كانت مقدمة لمعارك كبرى اديرت بكل براعة وشجاعة واقدام، رغم اختلال الموازين الواضح،   وما ميز البدايات من فتور اوضح في التعاطي لدى بعض من يفترض بهم قيادة الفعل وخلق شروط الوثبة في الذات وداخل الاوساط الجماهيري. واسناد مختلف تشكيلات الجيش الشعبي  المتعطشة للخروج من مربع التجميد...                   

   *13 نوفمبر، حيي على الكفاح.                    

  اخذ الجيش الشعبي الصحراوي زمام المبادرة، وبأمر مباشر من القائد الأعلى للقوات المسلحة، الأمين العام للجبهة عندما تجاوزت أولى آليات القوات المعادية خطوط التماس بنية سحق المعتصمين العزل في خرق واضح للاتفاق الأممي... وتم تجسيد فصل بطولي شجاع اربك كل الدوائر خصوصا عند ما انطلقت الجموع المفتقة لعقالها ملتحمة بأسود الميادين، وتدفق الأف الشباب بنية الالتحاق بمدارس التدريب العسكري في هبة شعبية عظيمة  نطقت  بقرار الاغلبية الصامتة المترقبة للافعال وتجسيد الأقوال... حينها وجدت الامم المتحدة وكل الجوار، قبل العدو. وجدوا  ان الحرب أصبحت واقع ستؤول معها الأمور إلى فرض ترتيبات جديدة ضمن نطاق لا يقبل الرجوع إلى ماقبل 13 نوفمبر 2020. لأن اللهيب طال كل جحور العدو من المحبس الي الگرگرات، مما فرض على قوات المينورسو التمركز واخذ أقصى درجات الحيطة والحذر...          

 * مرض الرئيس وتسيير الوضع، بإيمان المقاتل الصلب...                       ما ان اخذت ملامح التوجه الجديد في التشكل، مع العمل على لملمت اسباب الاستمرار لخلق وسائل التصعيد في المواجهة مع العدو، وتجهيز أدوات تسيير الهبة وترتيب الأولويات حتى كان ما قدر الله الذي نحمده على سلامة العواقب. ولعل هذه المرحلة ستدخل تاريخنا كحركة تحمل بذور قوتها الكامنة عند مواجهة التحديات ضمن أحداث وشواهد مريرة رافقتنا منذ النزوح تحت القنبلة، مرورا بفقدان المؤسس، وبعده الرئيس الرمز.  وتوالي رحيل كبار القادة من الرعيل الاول.  ماميز هذه المرحلة إضافة إلى القلق الكبير في اوساط المناضلين ورفاق الأخ الرئيس على صحته، هو ما صاحبها من شوشرة وتشويش اعلامي، وشغب مخزني سخيف يغذيه غرور التغريدة الترامبية، الشئي الذي ادخل القضية الوطنية برمتها الي دائرة الضوء والتناول وأسس لشرخ كبير في علاقة العدو مع أسبانيا والإتحاد الأوربي لازلت تفاعلات أحداثه تتطور وتتعمق.  خصوصا بعد القرار الشجاع للقائد براهيم غالي بمواجهة القضاء الاسباني وإصدار صك برأة، والختم على نبل قيم ومقاصد الثورة الصحراوية. إن معركة الانتصار هذه احدثت الصدى المطلوب ومكنت من كسب الجولة المريرة  وشكلت سابقة في تاريخ منظومة التقاليد السياسية لحكام العرب والعالم الثالث عموما مما توج صورة الزعامة لرمز طريح الفراش عرف كيف يصنع نصرا اضافيا لانتصارات قضية شعبه العادلة... ولعل مارافق الملحمة من مظاهر التضامن والتأزر الشعبي ومن مختلف تواجدات الجسم الصحراوي قد اعطى البعد المفاهيمي لكل معاني الإلتحام بالجبهة والتأييد لرمزها في محنته. لقد كنا مدركين  جميعا انها تستهدف نضالاتنا قبل أن تكون تعني شخص الزعيم، كما انها جأت في صورة عقاب للجرأة في اتخاذ قرار تحريك الجمود والعودة للكفاح المسلح... واليوم نحن أمام استفتاء شعبي عفوي مؤيد وبكل المعاني والصور للسير في هذه المعارك المتلاحقة، والمكملة لكل معارك وملاحم الصمود والتحدي منذ فجر التأسيس وحتى اليوم هل استوعبنا ان الانسجام القيادي، وتمتين اللحمة الوطنية، والتحلي بالمثالية الكافية لتفجير الطاقات الكامنة في الجماهير؟ ضمن محددات النصر التي خاطب بها الشهيد الولي رحمه الله أطر الحركة في أكثر من مناسبة ... على انها  الضامن الوحيد لإضافة قيم حقيقية تغذي الاستمرار بارتددات موجعة لكل المعارك الانيةو المقبلة مع العدو الغازي؟خصوصا مع وضوح وتصاعد الموقف الجزائري القوى في كل المناسبات والفرص...    

 ثم هل سيجد قادتنا واطرنا في سلوكياتهم وافعالهم مايزكي عطاءتهم من خلال العودة لقيادة القاطرة بثقة ومثالية؟ بعيدا عن النكاف والاصطففات الهالكة لحاضر ومستقبل المشروع؟. وترك ارثا ايجابيا صقيلا للأجيال الصحراوية.                   

    محمد لغظف عوة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *