دور النخب الوطنية والجمعيات الحقوقية بالارض المحتلة في توعية الشعب المغربي بالطبيعة القانونية للنزاع في الصحراء الغربية (محاضرة)
قدم رئيس تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان الكوديسا الاخ بابوزيد محمد سعيد مداخلة فكرية في الندوة التي نظمتها وكالة الانباء المستقلة عبر تقنية التحاضر عن بعد يوم الاثنين 31 ماي 2021 بمناسبة مرور خمس سنوات على رحيل الشهيد محمد عبد العزيز وفيما يلي نص المداخلة:
ان النضال من اجل تحرير الوطن إنطلق في البداية من روية تقدمية مرتبطة بتحرير شعوب المنطقة من براثين الاستعباد والخلاص من الإستعمار الجديد بالمنطقة ، وهنا نستحضر مقولة فيلسوف الحركة الوطنية الشهيد الولي مصطفى السيد حينما قال : " لن يتحرر الشعب المغربي الا بتحرر الشعب الصحراوي ولن يتحرر الشعب الصحراوي الا بتحرر الشعب المغربي... " ولعل هذه العلاقة الجدلية المحكومة بخلفية تقدمية والتي ظلت تشكل الهوية النضالية للحركة الوطنية الصحراوية _ خطاب مغرب الشعوب ... _ وهي تدرك مستحضرة أهمية العلاقة مع القوى التقدمية والديقراطية في الشعب المغربي الشقيق ، تجسدت فعليا في موقف" منظمة الى الأمام " من خلال مجموعة أوراق ( فلسطين جديدة بالصحراء الغربية ، بيان منظمة الى الأمام يوم 19 أكتوبر بخصوص ما سمي المسيرة الخضراء،التي إجتاح بها الإحتلال أرض وطننا والتي وصفها بيان منظمة الى الأمام بالمسيرة الصفراء لما تمثله من مغالطة سياسية للراي العام الدولي وكذريعة لغزو أراضي وطننا المغتصب وتقسيمه مع نظام ولد داداه حينها بغية القضاء علينا وتصفيتنا ونهب مقدراتنا ، لقد سجل مجموعة من المناضلين من الشعب المغربي الشقيق مواقف متقدمة من قضيتنا الوطنية ودفعوا ضرائب على هذه المواقف / عقود من الاعتقال ، والقمع والإنتقام .../ سعيدة لمنبهي، جبيهة رحال ، عبد اللطيف زروال ، آمين تهامي ، والصحفي المغربي علي لمرابط الذي زار المخيمات ...ضاربين بعرض الحائط ما يروج له الإحتلال ( الإجماع الوطني على قضية الصحراء..)
لم تتوقف العلاقة عند هذا الحد بل ظلت قائمة الى اليوم من خلال زيارة مجموعة من الرفاق والمناضلين التقدمين المغاربة الى المخيمات العزة والكرامة وكذلك من خلال موقف حزب النهج الديمقراطي المتقدمة من قضيتنا الوطنية ... ، وهنا نستحضر بيانه الداعي بكل وضوح الى إحترام حق شعبنا في تقرير المصير ، حتى في أحلك الظروف و بعد عودة الحرب بين قوة الإحتلال المغربي والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب يوم 13 نوفمبر .
لقد كان الشهيد الزعيم محمد عبد العزيز رحمة الله عليه يولي اهتمام خاص بهذه العلاقة التي ظل حريصا على الدفع بها و تجسيرها ، فكان على تواصل دائما ويتابع عن كثب بل سجل مواقف متقدمة من خلال بعثه لرسائل لمؤتمر النهج الديمقراطي .
وقد شدد في أكثر من خطاب له على طبيعة هذه العلاقة التي تجمع الشعب الصحراوي والشعب المغربي الشقيق الذي يعاني بدوره تسلط النظام القائم بالمغرب عليه نهب خيراته .
اننا كمناضلين بالجزء المحتل من وطننا لا يمكن ان نجد أنفسنا خارج هذا السياق سيرا على الأقل على نهج شهداء الواجب الوطني ، ولما تمثله هذه العلاقة في بعدها الاستراتيجي إنطلاقا من هويتنا النضالية ذات الخلفية التقدمية ، وتأسيسا على الشروط الموضوعية المحددة لأوجه الصراع. فلم يكن اليسار الجذري المغربي غير حليف للشعوب ومناصر لحق شعبنا في تقرير المصير وحقه في السيادة على خيراته وثراوته الطبيعية .
ان العدو الواحد الذي يجمعنا يجعل تجسير العلاقة بين المناضلين في وطننا المغتصب وبين القوى التقدمية في الشعب المغربي واجب نضالي واخلاقي .