مساهمة : الحركة الطليعية.. بصيري... وشئ من التاريخ...
مساهمة الاخ كبادة حمد السيد، إطار سابق بمنظمة اتحاد الطلبة وكاتب وباحث صحراوي، ضمن الندوة الفكرية المقدمة لاشغال الندوة الرقمية حول المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء وانتفاضة الزملة التاريخية من تنظيم وكالة الانباء المستقلة يوم 17يونيو2021.
______
*الحركة الطليعية.. بصيري... وشئ من التاريخ...*
لقد شكل الوعي الوطني الصحراوي نموذج فريد من نوعه، باعتباره قد تبلور في ظروف، استثنائية مر بها شعبنا الكريم المسالم.
استجاب الجسم الصحراوي في كل مواقع تواجداته،وان كان بشكل بطئ بالصحراء الغربية ،موريتانيا ،الجزائر،والمغرب كما ،لم تكن مهمة الطليعة انذاك بالمهمة السهلة بالعودة إلى القبضة الحديدية الناعمة التي كانت اسبانيا انذاك تنتهجها في مواجهة اي وعي وطني صحراوي (كانت اسبانيا تدرك جيدا أن الوعي الصحراوي قد يخرج عن السيطرة وعن المقاس الذي رسمته الإدارة) .
ظهرت حينها الحركة الطليعية والتي سيتزعهما بصيري الشاب اليافع (الذي حاول البعض اقصائه ورفاقه و اطارات الحركة بكل مواقع تواجدهم من التاريخ الصحراوي، وهذا موضوع آخر ضار بصحة الجسم الوطني ) كان عمل الحركة في غالبه سرياً، ولم يخرج للعلن الا في مرحلة متأخرة بعد أن اكتشفت اسبانيا اوجود خلايا طلائعية واعية يقوم عملها بالأساس على توعية وتحريض الجماهير الصحراوية و المطالبة بالخروج الاسباني من الصحراء الغربية وتسليم الإدارة للصحراويين (يروج البعض اليوم ان مطالب الحركة كانت اقتصادية والبحث عن امتيازات... وهو أمر خطير جدا ويطعن في مسيرة كفاح شعبنا ووعيه المتجذر اصلا ورفضه القاطع لأي تبعية او خضوع وهوان)
شكل ظهور الحركة الطليعية احراج للإدارة الاسبانية بعد خروج الصحراويين في العيون مطالبين بخروج اسبانيا وهي المظاهرات التي واجهتها إدارة الاحتلال انذاك بالشرطة وبعدها بالجيش، اين تم قمع الجماهير واختطاف بعض الاطر ونفيهم و التنكيل بهم.
في خلاصة موضوع الحركة، تعتبر الأخيرة اول سلاح مقاومة صحراوية في وجه الاحتلال، ويعتبر بصيري ظاهرة بشرية لم ينل بعد حقه من التاريخ الصحراوي، ويمكن القول ان الحركة الطليعية شكلت حجر اساس للمشروع الوطني الصحراوي، كما يجب التأكيد على ان تأسيس الجبهة الشعبية يعتبر امتداد طبيعي للحركة وعنوانها الثوري، إذ ان جهود الحركة في توعية الجماهير وتاطيرها ساعد بشكل مباشر في التعجيل بإعلان تأسيس الجبهة ومهد الطريق امام اطرها في مواصلة عملية البناء الفكري النوعي على طول خارطة انتشار الجماهير الصحراوية،
لايمكننا اليوم ابدا الحديث عن مسيرة كفاح شعبنا دون الرجوع إلى بدايات الوعي الوطني والحركة الطليعية التي تعتبر حجره الأساس.
تظل اسبانيا المسؤول الأول عن مصير الفقيد بصيري وهي ملزمة امام التاريخ بفتح تلك الصفحة المظلمة من إدارتها فالكتاب لم يقرأ بعد....
جميع النخب الصحراوية مطالبة باستنطاق التاريخ الوطني الجامع وجعله في متناول الاجيال و تصحيح مايمكن تصحيحه بطريقة متكاملة تراعي الأهداف الوطنية.
واخيرا كيف يمكن للصحراوين و البوليساريو بالأساس من تدويل قضية اختفاء بصيري والضغط بها على الإدارة الاسبانية مع ادراكنا التام بكل تعقيدات الموضوع، ولكن التاريخ لايرحم...