مساهمة : الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري... زعيم الحركة ورجل المعركة .
المساهمة الفكرية للدبلوماسية الشابة مالي محمد بكار في الندوة الرقمية حول الفقيد بصيري وانتفاضة الزملة التاريخية التي نظمتها وكالة الانباء المستقلة يوم 17 يونيو 2021
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري... زعيم الحركة ورجل المعركة .
تحل علينا اليوم ذكرى انتفاضة الزملة التاريخية 17 جوان 1970 الذكرى التي ارتبط تاريخها بأسم زعماء الثورة التحررية للشعب الصحراوي ذكرى ملئية بحكاية شهداء ومراحل كفاح، الأسم الذي أرتبط بأكبر التنظيمات السياسية تنظيما "الحركة الطليعية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب" هذه الحركة التي وضعت بين اهدافها إقامة دولة مستقلة ورفض اي شكل من اشكال الأستعمار، فكان محمد سيدي إبراهيم بصيري مؤسس وقائد الحركة مع المجموعة الخمسة الذين اطلق عليهم المؤسسون الستة .
فكانت البداية بتنظيم مظاهرات سلمية رافضة لسياسة الإستعمار الإسباني إلا انها قبلت بقوة السلاح وأنتهت ببحر من الدماء، كما اعتقل المئات من بينهم زعيم الحركة.
واصفا المؤرخ الاسباني رامون اكيري هذا الحدث الدموي "بحرب ضد الوطنية" في كتابه: "حقيقة خيانة" حيث قال : "إن الخطأ الفادح تمثل في إرسال قوات عسكرية نظامية ضد تحشد جماهيري في حين أن تفكيك مظاهرات جماهيرية لا تدخل ضمن مهامها المهنية".
قائد الحركة ركز في فكره على المؤامرة السياسية الأسبانية التي تحاك ضد الصحراويين، محمل الوقت نفسه إسبانيا مسؤولية الكاملة في الدفاع عن الصحراء الغربية فكان حريصا على صرامة التنظيم والتنفيذ حاثا الجماهير الشعبية على التوعية والأنتفاضة ضد المستعمر الإسباني فكان واعيا بأن الإستقلال لن يأتي إلا بحرب التحرير.
وعلى أثر تراكم هذه الأحداث وخطورة المرحلة اجتمع رؤوساء دول الجوار : المغرب - موريتانيا - الجزائر في 14 سبتمبر لتقرر تنسيق عمل سياسيا من أجل تحرير الصحراء الغربية من الإستعمار الإسباني، مؤكدين في الوقت نفسه التأييد الكامل للشعب الصحراوي في تقرير مصيره، لتستجاب إسبانيا في نوفمبر لتعن في الأمم المتحدة عن قبولها لإستفتاء وتطبيق اللأئحة 1514 الخاصة بتصفية الإستعمار من الصحراء الغربية.
تمخض عن الحركة الطليعية ميلاد الجبهة الشعبية للتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب والتي تعرف الأن بإسم ( جبهة بوليساويو 1973 ) وهي حركة تحريرية اختارت الكفاح المسلح كوسيلة لدحر الإستعمار وتحرير الأرض والعودة للوطن.
اليوم ومع مرور الذكرى الواحد والخمسون سنة على اختفاء قائد الحركة تبقى اسبانيا المسؤولة عن اختفائه، والمسؤولة عن إطالة معاناة الشعب الصحراوي، ليعاني شعبنا الأمرين أحلاهما مر احتلال مغربي وتخاذل إسباني، فلا القانون الدولي يجبرها على إبطال الإتفاقية المشؤومة والكشف عن مصير الفقيد ولا مسؤولية تتحمل فيها مجازر وضحايا الزملة التاريخية.
مالي محمد بكار