الطمع يحول المغرب إلى بلد مجنون...
يحكى أن رجلا فقيرا كان يعيش على الجانب الآخر من الدنيا يظهر مزاجه بأنه مختل عقليا، أصبح ينازع أهل بلدته في أملاكهم!!
وكانت للرجل طريقته الغريبة في منازعاته مع الناس. فالأشياء التي تقع عيناه عليها، فهي بالنسبة إليه "جزء من ميراثه"، أما الأشياء التي يسمع عنها في حديث الناس، فيحق له نصفها؛ "لأن جده كان شريكا لصاحبها"!!
ولأن الحديث مع الرجل لم يكن أمرا مجديا، فلم يجرؤ أي من سكان القرية، الطيبين، على معارضته القول؛ ظنا منهم بأنهم يساعدونه على الشفاء...
فقط. قليلول كانوا يقولون له العبارة التالية: "تبرأ…. ويفشك ذاك"، وهي كناية عن الإفراط في الحلم...
وشيئا فشيئا، ساء مزاج الرجل، حتى أصبح يرجم أغنياء البلدة بالحجارة؛ لأنهم "استولوا على ميراثه وميراث أبيه"!!
أما الفقراء فقد كان يبصق عليهم، لأنهم: "أنذال"، فهم لم يساعدوه على "استعادة أملاكه المنهوبة"!!
إلى أن جاء إلى القرية طبيب نفساني، دفع له سكان البلدة من أموالهم، كي يخضعوه لجلسات علاج. دام الأمر شهورا، قبل أن يشفي الرجل من علته، ويرى أحلامه، الكبيرة، تتمزق بين عينيه…
ما أصاب الرجل، ابتلي به المغرب، الذي وقع فريسة للجشع، وحب التوسع، والحسد، حتى تحول إلى رجل مريض، يملي على الجيران ما يراه مناسبا لهم!!
ويحول مبدأ، مثل: حق تقرير المصير، الذي يشترط في ممارسته وجود استعمار،و شعب مظلوم، يطالب بتصفية الاستعمار، إلى سلاح غير مرخص لزعزعة استقرار دول، ذات سيادة، مثل الجزائر.
ازعور ابراهيم