عاجل: استهداف هاتف الرئيس ماكرون ببرنامج التجسس لصالح المغرب (صحيفة لوموند)
قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية اليوم الثلاثاء إن سلطات المغرب استخدمت برنامج “بيغاسوس” للتجسس المطور من قبل شركة NSO الإسرائيلية لمراقبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وذكرت الصحيفة أن أحد الأرقام الهاتفية التي يستخدمها ماكرون بانتظام منذ 2017 على الأقل وحتى الأيام الأخيرة، ظهرت في قائمة الأرقام التي اختارها جهاز أمن الدولة المغربية لمراقبتها عبر بنامج “بيغاسوس”, كما كشفت الصحيفة أنه تم أيضا مراقبة أرقام الهواتف الخاصة برئيس الوزراء الأسبق إدوار فيليب، بالإضافة إلى 14 من أعضاء الحكومة الآخرين.
و كشف تحقيق لمؤسسة “فوربيدن ستوريز” والمختبر التقني لمنظمة العفو الدولية عن “مشروع بيغاسوس” ، الذي شاركت فيه 17 مؤسسة إعلامية من حول العالم, ان المخابرات المغربية قامت بالتجسس على هواتف نحو 30 صحفي فرنسي, من بينهم محامي بواسطة برنامج “بيغاسوس”.
ويتيح برنامج “بيغاسوس” الذي طورته شركة “إن إس أو” الإسرائيلية، إذا ما تم إدخاله في هاتف ذكي، استعادة الرسائل والصور وجهات الاتصال وحتى الاستماع إلى المكالمات التي أجراها مالك الهاتف.
وكان عمدة بلدية “إيفري سور سان” الفرنسية, السيد فيليب بويسو, قد اكد امس الاثنين ثبوت تعرض هاتفه للتجسس من قبل أجهزة الإستخبارات المغربية بإستخدام برنامج بيغاسوس الإسرائيلي, قائلا أن “التحليل الذي أجراه مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية كشف بأن العملية حدثت بعد أسبوع واحد من جلسة مجلسه في 30 يونيو, حيث حاول أنصار النظام الملكي المغربي – خارج المدينة – الضغط من أجل التصويت ضد مشروع تضامني لفائدة الأطفال الصحراويين في مخيمات اللاجئين”.
ونشر عمدة إيفري سور سان, أنه ومنذ عدة أشهر, يقوم الاتحاد الدولي للصحفيين, بشراكة مع مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية, بالتحقيق في مشروع بيغاسوس وهو برنامج تجسس طورته شركة إسرائيلية, يسمح لأجهزة المخابرات بالتسلل اإلى هاتف ذكي دون ترك آثار مرئية, مضيفا أنه سيحيل قضية تجسس المخابرات المغربية على هاتفه الخاص إلى القضاء.
وقال الناطق باسم الحكومة الفرنسية, غابريال أتال, في تصريح لإذاعة “فرانس إنفو” امس الاثنين , إنها “وقائع صادمة للغاية, وإذا ما ثبتت صحتها فهي خطيرة للغاية”. وأضاف: “نحن ملتزمون بشدة بحرية الصحافة, لذا فمن الخطير جدا أن يكون هناك تلاعب وأساليب تهدف إلى تقويض حرية الصحافيين وحريتهم في الاستقصاء والإعلام”, وشدد على أن الاستخبارات الفرنسية تتبع أساليب يسمح بها القانون “وهي تحترم الحريات الفردية وتحديدا حرية الصحافة”, مضيفا أن “سيكون هناك بالتأكيد تحقيقات وستطلب توضيحات”, مؤكدا أن الصحافيين الذين يدعمون التحقيق “يصرون على حقيقة أن الدولة الفرنسية ليست جزءا من هذا البرنامج”.
وإنتقدت, المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الأنسان, ميشيل باشيليت, بدورها إستخدام بعض الدول التي من بينها المغرب عمليات التجسس على الهواتف الخاصة للنشطاء والصحفيين وعدد آخر من الشخصيات السياسية, و أوضحت المسؤولة الأممية في بيان يوم أمس الإثنين, بأن إستخدام برنامج بيغاسوس يؤدي إلى إختراق لجميع جوانب حياة الضحايا المستهدفين, موضحة أنه لا يمكن أبدا تبرير إستخدامها مثل هذه البرامج إلا في سياق التحقيقات الجادة حول جرائم وتهديدات أمنية خطيرة.