النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية الموجهة الى الشعب الصحراوي
وجه رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو القائد الأعلى للقوات المسلحة السيد إبراهيم غالي كلمة للشعب الصحراوي في مختلف تواجداته في مخيمات اللاجئين، الأراضي المحررة ، المهجر ، المناطق المحتلة وجنوب المغرب والأرياف ،هنأه فيها بمناسبة عيد الأضحى المبارك .
نص الكامل للكلمة :
رسالة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، إلى الشعب الصحراوي، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، الاثنين - 9 ذو الحجة 1442 هـ - 19 يوليو 2021
بسم الله الرحمن الرحيم
جماهير الشعب الصحراوي البطل،
يحل علينا عيد الأضحى المبارك و، مرة أخرى، تحول الظروف دون تمكني من التواجد بين ظهرانكم، لمشاركتكم هذه المناسبة الدينية الجليلة، الزاخرة بمعاني ودلالات الإيمان والتضحية والعطاء والتسامح والوفاء.
أنتهز هده السانحة لأتوجه إلى كل مواطنة وإلى كل مواطن صحراوي، أينما كانوا، في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، في الأراضي المحررة أو في مخيمات العزة والكرامة أو في الأرياف والمهجر، معبراً عن أحر التهاني وأصدق الأماني، سائلاً العلي القدير أن يعيده على شعبنا بالخير واليمن والبركات واستكمال سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
وقد حل العيد هذا العام على شعبنا الأبي وهو يسجل فصولاً جديدة رائعة من الصمود والتحدي، خاصة بعد استئناف الكفاح المسلح، منذ الثالث عشر من نوفمبر 2020، في إطار حربه التحريرية الوطنية المقدسة من أجل الحرية والاستقلال.
وفي المقدمة، وكما هي عادته، ها هو جيش التحرير الشعبي الصحراوي، رافع التحدي وضامن الاستقلال، في الجبهات الأمامية يصنع ملاحم البطولة والشرف والإباء، يقارع العدو بكل شجاعة واستبسال وإقدام، يدك معاقله ليل نهار، ويقدم أروع دروس الوطنية والإخلاص والاستعداد الدائم للتضحية والسخاء بكل شيء، من أجل أغلى شيء، الحرية والكرامة. ونحن نهنئ كل فرد من وحدات جيشنا المغوار، ونرفع لهم أحر تحية وهم يؤدون مهامهم النضالية بكل قناعة وحماس واندفاع ونكران للذات، ومشيدين بالشباب الصحراوي المقدام، الذي كان في الموعد، وسارع إلى التطوع ودون تردد للالتحاق بجيش التحرير الشعبي الصحراوي، فإننا نهيب بالجميع للوقوف بكل دعم وتشجيع خلف جيشنا وحامي حمانا، مصدر فخرنا ورأس الحربة في مسيرتنا نحو النصر الحتمي.
وفي الأرض المحتلة وجنوب المغرب يحل العيد على جماهيرنا وهي تعاني تحت وطأة القمع والترهيب، في ظل تصعيد خطير في انتهاكات حقوق الإنسان، عبر سلسلة من الممارسات الوحشية التي لم تتوقف عند عمليات الاعتقال والتعذيب والتضييق في حق الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، بل امتدت إلى المنازل والعائلات، بما في ذلك النساء والأطفال والمسنون.
ولعل من أبشع تلك التدخلات المغربية الدنيئة ما تعرضت وتتعرض له النساء الصحراويات من حصار وقمع وتنكيل، والذي كان من آخر مظاهره الاعتداء الجبان على المناضلة سلطانة خيا وعائلتها في مدينة بوجدور المحتلة.
ونحن ندين أشد ما تكون الإدانة هذه الانتهاكات الصارخة في حق مدنيين عزل، ونسائل المجتمع الدولي إزاء الصمت والتماطل المخجل، فإننا نؤكد بأن مثل هذه السلوكات الإجرامية، إضافة إلى الممارسات الاستعمارية الأخرى، من قبيل الاستيطان ونهب الثروات الطبيعية وتنظيم الأنشطة السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية خارج الشرعية الدولية، لن تثني شعبنا عامة عن أهدافه المشروعة، ولا جماهيرنا الصامدة في الأرض المحتلة عن المضي في مقاومتها الباسلة ضد الاحتلال المغربي، ولن تقود إلا إلى تأجيج فصول جديدة من انتفاضة الاستقلال وتطور أساليبها واتساع مداها، قوة وتصعيداً، حتى النصر والتحرير.
ويحل العيد على جماهير شعبنا في مخيمات العزة والكرامة وهي تواصل مسيرة الصمود، تواكب وترافق بوعي وحماس التطورات الميدانية بعد استئناف الكفاح المسلح، تعمق من التجربة المتميزة في البناء المؤسساتي للدولة الفتية في خضم حرب التحرير الوطني، حيث تضطلع المرأة الصحراوية بدور محوري في تسيير الشأن العام، في كل المجالات.
كما يحل عيد الأضحى هذا العام والجاليات الصحراوية في المهجر تعزز وتطور نضالاتها في سياق مسيرتنا الكفاحية، مسجلة حضوراً متميزاً في مختلف ساحات تواجدها، منافحة بقوة واستمرارية عن قضيتها العادلة.
جماهير شعبنا البطل،
كما أن العيد يحل هذا العام والعالم بأسره لا يزال يصارع وباء كورونا حيث، ورغم الجهود المتواصلة والنتائج الإيجابية واللقاحات العديدة، لا يزال يشكل خطراً داهماً على الأرواح البشرية. ومع الأسف، لم يتوقف الأمر على استمرار موجات الجائحة وما ينجم عنها من وضعية وبائية مقلقة، بل إن تطور سلالات هذا الفيروس الخطير أصبح يزيد من سرعة العدوىوالانتشار وقوة الفتك بضحاياه.
وعلى غرار شعوب المعمورة، فإن شعبنا معني بهذا التحدي العالمي. وإذا علمنا أن من أكبر أسباب استفحال الجائحة في العالمهو التهاون والاستهتار، فإن ذلك يعني أننا مطالبون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بالالتزام الصارم بكل الإجراءات والتدابير المقررة من الجهات المعنية، بما في ذلك خلال أيام العيد المبارك، انطلاقاً من أن الوسيلة الأكثر نجاعة اليوم هي الوقاية.
ولا شك أن الأمر يتطلب من كل المواطنات والمواطنين، في كل مواقع تواجدهم، التحلي بكل ما يقتضيه الأمر من وعي ومسؤولية وجدية وحيطة وحذر. ونحن على ثقة بأن شعبنا يمتلك كل هذه الصفات وأكثر، وخاصة في ظل قدرة تنظيمية وتسييرية متميزة، نحن على ثقة مطلقة بأنها ستكون معززة بعناصر النجاح، من إرادة وعزيمة وإصرار وانضباط، وتقديم المصلحة الوطنية العليا .
جماهير شعبنا البطل،
في هده المناسبة المباركة، لا بد أن نتذكر بتقدير وعرفان كل الأشقاء والحلفاء والأصدقاء عبر العالم الذين وقفوا ويقفون إلى جانب الشعب الصحراوي في كفاحه العادل من أجل الحرية والاستقلال. ونتقدم هنا، بشكل خاص، بالتهنئة الحارة والصادقة بعيد الأضحى المبارك إلى الجزائر الشقيقة، شعباً وحكومة، جزائر الشموخ والمبادئ الراسخة والقيم النبيلة والمواقف الثابتة، سائلين العلي القدير أن يعيده عليها بمزيد من التقدم والرقي والازدهار، وأن يوفقها، بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون، لبلوغ مسعاها وتحقيق طموحات شعبها الأبي، في بناء جزائر قوية وشامخة، تتبوأ مكانتها الريادية المستحقة في المنطقة والقارة الإفريقية وعلى الساحة الدولية.
كما نتوجه إلى الشقيقة الجمهورية الإسلامية الموريتانية بأصدق التهاني والتبريكات، محتفظين لشعبها بأسمى آيات الأخوة والصداقة وحسن الجوار والمصير المشترك، سائلين لها السلام والاستقرار والرقي الازدهار.
ولا بد في هكذا مناسبة أن نتذكر بتقدير وإجلال كل بطلات وأبطال شعبنا الذين ضحوا من أجل هذه القضية المقدسة، فمنهم الشهيد ومنهم الفقيد، مترحمين على أرواح شهدائنا البررة، مجددين عهد الوفاء على المضي على ذلك الدرب المنير الذي رسموه بدمائهم الزكية، حتى تجسيد إرادة شعبنا السيدة في التمتع بكامل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة، الجمهورية الصحراوية، على كامل ترابها الوطني.
أجدد التهنئة إلى الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، وفي مقدمتهم مجموعة اقديم إيزيك، ومن خلالهم إلى جماهير شعبنا في كل مواقع تواجدها.
" إن ينصُرْكمْ اللهُ فلا غالِبَ لكم". " نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريب". صدق الله العظيم.
قوة، تصيم وإرادة، لفرض الاستقلال والسيادة.
عيدكم مبارك سعيد والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
إبراهيم غالي،
رئيس الجمهورية الصحراوية،
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب