-->

طويت صحيفة محمد أمبارك، و فقدنا كتاب وزنه ذهب.


لن تعجز الأنامل عن وصف ما يشهد به صاحبها، خاصة إذا كان خيراً / بِرا، و تكريماً لروح صارت إلى بارئها، فجاز لنا ذكر محاسنها ترحما عليها و إمتثالاً لوصايا خير الخلق محمد صلى الله عليه و سلم {[ أذكروا محاسن موتاكم ]}.

محمد أمبارك ولد هناني، مزجت ذاته خصال، يصعب على المرء أن يجمعها في أحرف... كان رجل عارف بحدود الله و شرعه، وصالاً للرحم و محبوب الدى الكبار و الصغار، لما تتقنه نفسه الطيبة من حسن المعاملة و جمالية أساليبها.

محمد أمبارك ولد هناني، رجل شاب و شاخ، و هو مقاتل لا يشق له غبار، و ظل وفي لسلاحه و زيه، منضبطا في تأدية مهامه، ضمن صفوف الناحية العسكرية، إلى أن أقعده المرض، مخلصاً و مقبلاً، و العبرة في الخواتم.


محمد أمبارك ولد هناني، رزقه الله نباهة عقل و رجاحته، فشهدَ له أقرانه و التابعين لهم، بميزة معرفة الأنساب و عدها، و معرفة الأرض و تضاريسها، فكان بحق، شخصية مرجعية في التاريخ و الجغرافيا و الأنساب.


نودع محمد أمبارك اليوم، و ندرك أننا فقدنا كتاب أحرفه ناصعة و محتواه ثمين و مضمونه يزن الذهب، زمن يفتقر فيه الكثير منا إلى ما تتطلبه الشخصية الوطنية، في مجالات شتى.

رحم الله الأب محمد أمبارك ولد هناني، و ألهمنا و أهله و شعبه، جميل الصبر و السلوان و لا نقول إلا ما قال خالق الأنفس و بارئها {[ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ  الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ]}.

اللهم أغفر للأب محمد أمبارك ولد هناني، و تجاوز عنه... اللهم أنر قبره و يسير حسابه و أبدله أهلا خير من أهله.... اللهم ارزقه منازل العليين  رفيقا للأنبياء و الرسل و الشهداء و الصالحين. 

الشيخ لكبير مصطفى سيدالبشير.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *