-->

الطور المتوسط من يتحمل مسؤولية مصير الاجيال؟


في تجربة ارتجالية جديدة لوزارة التعليم والتربية تعكس الاستهتار بمستقبل الاجيال والعبثية في اتخاذ القرارت بشكل انفرادي بعيدا عن الرؤية الاستشرافية واشراك الخبراء في ميدان التعليم الذي يشهد منذ سنوات تراجعا خطيرا في مستوى التحصيل الدراسي والتسرب المدرسي وضعف الاشراف التربوي واختزال مجلس التسيير في شخص الوزير وامينه العام وغلق الباب امام مجلس تسيير الوزارة الذي لم يجتمع ولو لمرة واحدة لدراسة ومناقشة حالة العبث التي تمر منها المنظومة التربوية واجيال تواجه المجهول باتت تتقاذفها الظواهر السلبية ويمتهن بعضها بيع وتعاطي الحبوب المهلوسة وارتياد الاكشاك المشبوهة والمنتشرة في مختلف مخيماتنا دون ان تبحث الوزارة في اعمار هؤلاء ومستوياتهم الدراسية والاسباب التي قذفت بهم الى الشارع لممارسة هذه المهن والهويات البعيدة عن ثقافة وقيم مجتمعهم؟

قرار تدريس الطور المتوسط بالمخيمات لم يضع في الاعتبار النقص الحاصل في اساتذة المواد الاساسية في المتوسطات القائمة حاليا وضعف المخابر العلمية وقاعات الاعلام الالي وورشات الفيزياء ما يجعل التلاميذ يدرسون مناهج نظرية بعيدا عن التطبيق الذي اصبح المنهج المعتمد في كل مدارس العالم هذا إن وجد اساتذة هذه المواد اصلا.
كما ان القرار لم يضع في الحسبان مدى الاكتظاظ بالحجرات الدراسية التي لن تستوعب كل هذا العدد من التلاميذ العائدين من متوسطات الحليف في مناطقه الجغرافية الشاسعة، وما يسببه هذا الاكتظاظ من صعوبة تحكم الاساتذة في التدريس بشكل مريح مع استمرار انتشار فيروس كورونا، وانعكاسات سلبية اخرى ستدفع الاسر الصحراوية ثمنها الباهظ في غياب اشراف تربوي بامكانه الحد من الظواهر السلبية في الوسط المدرسي المكتظ مع البيئة التي اصبحت خصبة لكل الظواهر المشينة من تدخين وتعاطي الحبوب المهلوسة الى الانحلال الاخلاقي بمختلف صوره واشكاله في منظومة تربوية اصبح تحصيل عائدات الحليب والبسكويت لدى القائمين عليها اكثر اهتماما من التحصيل الدراسي للمتمدرسين.
وفي غياب لاطر تنظيمية تدافع عن التلميذ مثل جمعيات اولياء التلاميذ واتحاد التعليم والتربية وهي الهيئات التي اصبحت عاجزة امام الضعف الحاصل في المنظومة التربوية فهل يحرك قرار الوزارة الاخير الضمير الحي لاعادة القطار الى السكة ورسم معالم مستقبل الاجيال برؤية تستجيب لتحديات الواقع وتوفر الشروط المناسبة والضرورية لنجاح التعليم والتربية والاستثمار الامثل في عقول الاجيال.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *