فظاعات النظام المغربي في الصحراء الغربية: الكونغرس الامريكي يدرج شهادة الناشطة الحقوقية سلطانة خيا ضمن سجله الرسمي
أدرج الكونغرس الأمريكي يوم الاثنين الماضي ضمن وثائقه الرسمية الشهادة المروعة التي أدلت بها المناضلة الصحراوية, سلطانة سيدي براهيم خيا الموجودة تحت الاقامة الجبرية منذ أشهر بمدينة بوجدور لشبكة سي ان ان الامريكية.
وجاء ادراج شهادة المناضلة الصحراوية بعد طلب قدمه السيناتور “جيمس انهوف” والذي وافق عليه الكونغرس بالاجماع.
وقالت سلطانة خيا في الوثيقة “بصفتي مدافعة شرسة عن حق تقرير المصير في الصحراء الغربية, لطالما كنت مستهدفة من حكومة الاحتلال المغربي”, مضيفة “لقد تعرضت للضرب والتعذيب والاختطاف من طرف الشرطة المغربية حين كنت اشارك في مظاهرات سلمية”.
وبعد الاعتداء السافر عليها سنة 2007 حيث فقدت عينها اليمنى, صعد المغرب من قمعه للمناضلة الصحراوية التي رفضت الصمت.
وتضيف المناضلة قائلة “بينما كنت اتوجه بسيارتي في 19 نوفمبر الماضي الى بيتي في بوجدور تم توقيفي على مستوى نقطة تفتيش أمنية حيث تم اقتيادي بالقوة عبر سيارة شرطة الى مركز شرطة مجاور”. وهناك, تتابع المناضلة, “تم استجوابي والتعدي علي جنسيا وطلب مني الا اتحدث الى احد”.
وخلال عودتها الى المنزل تؤكد سلطانة خيا انها “وجدت منزلها محاصرا ب21 سيارة شرطة والعديد من اعوان الامن الذي “دفعوها الى داخل البيت باستخدام القوة”.
ومنذ هذا الحادث الشنيع وضعت الناشطة تحت الاقامة الجبرية دون اي اساس قانوني, حسب سلطانة خيا التي أكدت “لم اتسلم اي قرار من المحكمة يقضي بوضعي بسجني و لا علم لي بأي تهمة جنائية”, معربة عن تخوفها من ان تصفى جسديا.
وتابعت الناشطة شهادتها قائلة “صرحت الحكومة المغربية انني لست موضوعة تحت الاقامة الجبرية”, مضيفة “يبدو ان القوات المغربية مصرة على حبسي بصفة غير قانونية والتحرش بي وتعذيبي وقتلي”.
وتمت مداهمة المنزل العائلي للمناضلة عديد المرات حيث تم اغتصابها رفقة اختها من طرف اعوان امن مغربيين شهر مايو الماضي. و وصفت المناضلة الاغتصاب في المرة الثانية على انه رسالة “وحشية و لا انسانية.
اغتصبت شقيقة خيا بواسطة سارية العلم الصحراوي لكن ذلك لم يمنع المناضلة من رفع علم الصحراء الغربية من سطح منزلها ببوجدور، وهو فعل قد يكلفها حياتها، على حد قولها.
وقالت رئيسة الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الانسان وحماية الموارد الطبيعية “للأسف، ترد قصتي من بين العديد من القصص الأخرى”، مضيفة أن “قمع الشعب الصحراوي والمدافعين عن حقوق الصحراويين على وجه الخصوص موثق بشكل جيد”.
ففي الوقت الذي يدعم فيه مجلس الأمن حق الصحراويين في تقرير المصير، يرفض المغرب تنظيم استفتاء لتقرير المصير.
ووجهت الناشطة، التي أعربت عن يأسها، نداء لإدارة بايدن لإقرار العدالة للشعب الصحراوي، من خلال الاعتراف بالتواجد المغربي في الاراضي الصحراوية كاحتلال وإلغاء قرار الرئيس الأسبق ترامب بخصوص السيادة المزعومة للمغرب على هذا الاقليم الذي يتعارض مع عقود من السياسة الأمريكية بشأن هذا الملف.
ففي حين أكدت إدارة بايدن بأن حقوق الانسان ترد في خضم سياستها الخارجية ، إلا أنها مطالبة، حسب المناضلة، بممارسة ضغط لتنظيم استفتاء تقرير المصير الذي جددت التأكيد عليه جمعية الأمم المتحدة منذ 1966، حين كان الاقليم لا يزال يحمل اسم “الصحراء الاسبانية”.
وأردفت قائلة “يجب أن تجعل الولايات المتحدة من حماية حقوق الانسان في الصحراء الغربية ومن تقرير مصير الشعب الصحراوي مسائل رئيسية في علاقاتها مع المغرب”.
“ما من كلمات يمكنني بها أن أصف المعاناة التي يتكبدها الشعب الصحراوي تحت هذا الاحتلال العنيف. لكن إرادتنا تبقى قوية وسنواصل مقاومتنا السلمية”، تضيف هذه الناشطة المفعمة بالتفاؤل والأمل.