-->

ليبيا بين غروب ثورة الفاتح ،، وترقب سلام ثوار الجوار. (01 سيتمبر 1969 _ 01سبتمبر 2021)


وسط حالة الفوضى التي تعيشها البلاد وجهود الاستقرار السياسي الوطني والاقليمي في ليبيا، تمر اليوم ذكرى 52 عاماً على «ثورة الفاتح» التي قادها العقيد الراحل معمر القذافي في الأول من سبتمبر (أيلول) عام 1969 التي يتوقع ان يخلدها الليبيون دون احتفالات كبيرة كتلك التي دأبت عليها ساحات وشوارع ومدن ليبيا القذافي منذ ذاك التاريخ إلى أكثر بقليل من سنوات العقد الأخير باستثناء بعض المناطق التي لا تزال تذكر الزعيم الراحل و«مآثره» أو بعض صفحات مواقع التواصل ممن ذاقو حلاوة التعاون والسخاء التي كانت تقدمها ايادي القذافي الرجل العربي الأصيل الغيور إلى يوم الغدر به على الأمة العربية واللغة العربية والشعوب الإسلامية والدول المضطهدة والمظلومة من الغرب عموما ومن بطش أنظمة و حكومات من يحكموها أو يشتغلون خيراتها بمختلف أشكال التوسع والاستبداد والظلم والجور، وقد قضى زعيم ثورة الفتح كما وثقه التاريخ بحق مع هذه ال شعوب وهواه الدول ومتي كانت عربية ومسلمة وافريقيا و خاضعة للاستمعار كان معمر أكثر وقوفا ومساعدة لها.


ولأننا في الساقية الحمراء ووادي الذهب وجدنا في معمر القذافي كل العون والممد في السنوات الأولى من ثورة 20 ماي الخالدة ضد الاستعمار الاسباني اولا ثم لاحقا ضد الاحتلال المغربي الظالم لارضنا كانت أسلحة معمر وامدادته العسكرية واللوجيستية والمعنوية والسياسية لاحقا حاضرة بشكل لافت في مظاهر ثورتنا المتواصلة والمستمرة إلى الان، فلا ضير إن نتذكر ولو بشي من الامتنان لهذا الشعب الليبي ولقائده الذي عرف اسمه كل مولود جديد وكل صحراوي في زمنه مثلما عرفته عن قرب أجيال من ابناءنا وبناتنا الذين درسو وتدربو علميا و عسكريا وتقنية في أكبر المعاهد والجامعات الليبية ، بل ولاية من التقدير والاحترام والقرب مالم يلقاه أي اجني أخر واي للجىء آخر واي عربي وافريقي  آخر في زمنهم على أرض الفاتح من سبتمبر، فقط قل انك ابن الساقية  وافعل ما تشاء ، فذاك جهد كبير ومزايا لا ينبغي لأي صحراوي أن يدير لها الظهر أو يتجاهلها حيثما ذكرت ليبيا او سمع صوت للشعب الليبي الحر، لاسيمت في أيامنا هذه.

 وعلى الرغم من  الانقسامات التي عمت البلاد منذ إسقاط النظام السابق في عام 2011، لتقلل من أهمية هذه «الثورة» التي أطاحت بحكم الملك إدريس السنوسي، وتبادل أنصار «ثورة 17 فبراير (شباط)» التي أطاحت القذافي عام 2011، وأنصار ثورة «الفاتح من سبتمبر» التي جاءت به إلى الحكم قبل عقود، وعلى الرغم من حملات الانتقاد اللاذعة التي عمت مواقع و وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من عقد الزمن، ورغم كل ذلك مازالت "ثورة الفاتح " تطل باشعاعها وخيراتها ومآثرها مع اطلالة صباح الفاتح من سبتمبر من كل عام، لتعاظم تأثيرها في المخيال الجماعي للشعب الليبي ، وفي ذاكرة الشعوب والدول التي وجدت يد العون من معمر القذافي لا لشيء إلا لنصرة الحق والعدالة الانسانية في أرقى تجلياتها والتي بطبيعة لاتخلو قضايا التحرر والانطلاق من الاستمعار منها على غرار الخطابات الراسخة والموثقة للتاريخ في نصرة قضية فلسطين باعتبارها قضية المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وقضية الشعب العربي المظلوم في الساقية الحمراء ووادي الذهب.


الليبيون اليوم بعد الثمن الباهظ الذي دفعه كل مواطن ليبي وبعد سنوات المعاناة منذ العام 2011  باتو يدركون المعنى القيمي والتاريخي ( لثورة الفاتح) التي تلتها عقود من الرخاء والأمن والاستقرار ايام معمر القذافي، ورغم التدمير الواسع الذي طال الممتلكات العامة والخاصة، والخراب الذي لحق بكل القطاعات خلال السنوات العشر الأخيرة وأهمية الأمن والاستقرار والتعايش بسلام.، هاهو الشعب الليبي يستجيب العقلاء والغيورين على مصالح ومستقبل ليبيا وشعبها الذي قدم التضحيات لتطهير البلاد من الإرهاب والميليشيات والعصابات والعبث الأجنبي، ليعلن ويؤكد للعالم طيلة العامين الماضيين عن رغبته في عودة الاستقرار والأمن والسلام إلى ليبيا، لتأتي إرادة المتضامنين والثوريين والغيورين على الأمة الليبية وخاصة من  ارض الأحرار والثورة الجارة الشقيقة الجزائر لتعسى بخطى هادئة وثابتة لاراحة الليبين من عناء الحرب والخراب والدمار في خطوات متتالية إقليمية ودولية لإعادة الأمن والسلام والاستقرار في ليبيا تماما كعهدهم و سنوات وثمار " ثورة الفاتح" الليبية.


ولأن الثوار والأحرار في العالم لا يهدأ لهم بال ولاتنام لهم اعين مادام بالجوار او في أقاصي الارض من هو مظلوم أو مضطهد محروم أو مستغل مكلوم من طرف الغير، و خاصة إذا كان الضحية بلد شقيق و شعب عربي مسلم في حاجة للمساعدة ومد يد العون، فهاهي ثورة نوفمبر الخالدة بالجزائر تفعلها من جديد بعزتها القومية ومكانتها العربية و اصالتها الافريقية و خصالها الإسلامية وثوابتها الثورية، تفعلها بفضل وفير كرمها و جزيل مآثرها ودماء شهدائها و عزيمة ابناءها واراتهم الظاهرة لتساهم بالتجربة والعطاء والخبرة الطويلة في صون الكرامة الانسانية و طموحها في استباب الأمن والمصالحة وبعث الأمن والاستقرار في مناطق عديدة من افريقيا والعالم، ليبيا الشقيقة بالتأكيد ليست استثناء.

 تعود الجزائر مجددا للوقوف مع الشعب الليبيي الشقيق معتمدة على سواعد وعقول أبنائها الاوفياء لتقف جبنا إلى جنب مع ابناء واحفاد مؤسس "ثورة الفاتح" الرجل العربي الثائر  والزعيم الخالد " معمر القذافي " رحمة الله عليه، ذاك القائد القومي العربي الذي لم يخذل الأفارقة والعرب والمسلمين يوما في المعمورة جمعاء، لتبادر الجزائر الدولة الاقليمية الاكثر تاثيرا والهاما لشعوب ودول شمال افريقيا مع دول الحدود الى تنظيم مؤتمر " دول جوار ليبيا" الذي انعقد بالأمس القريب وكلل بالنجاح الباهر بالجزائر العاصمة بين 30\31 اوت 2021،  وكأن للتاريخ الزمني لهءا المؤتمر أكثر من دلالة لارتباطه الزمني بالفاتح من سبتمبر من نفس العام 2021 وكأن القدر يؤكد بأن الثورتين والشعبين الشقيقين لهما ذات المبادىء والاهداف، في محاولة حكيمة  لإعادة الأمن والاستقرار لشعب ليبيا الحر، الذي دنياه للاسف الشديد ايادي الحاقدين  واطماع الطامعين طيلة عشر سنوات مضت. 


 الان وفي هاته اللحظات نصبح على يوم أكثر إشراقا واملا لشعب ليبيا بفضل إرادة الللييين وبفضل طموح دول الجوار وليس بالغريب ولا العجيب  أن تبقى بصمات ثورة أول نوفمبر 1954 ناصعة ومغروزة بحق  في اي أفق قادم لإنهاء حالى الفوضى وإنهاء حالة الا استقرار التي يعرفها الشعب الليبي الكريم، وبفضل كذلك جهود دول الجوار التي بلا شك مازالت تحتفظ بشىء من الوفاء لخيرات الليبين ولمواقف الزعيم الراحل صاحب "ثورة الفاتح" الخالدة، عله يكون جزءا ولو يسير من رد جميل كثير عرفته دول الجوار اولا وقبل اي كان، و ما الدنيا كما قيل إلا يوم لك ويوم عليك، و هذا مهماز أخر لنا نحن الصحراويين لقول كلمة الحق و الاعتراف بجميل ود كبير وفاء يحفظه كل مواطن صحراوي  ويحتفظ به الشعب الصحراوي قاطبة، أو بلغة القذافي رحمة الله عليه " يعرفه أبناء الساقية الحمراء ووادي الذهب"

فشكرا لدول الجوار الليبي هذا هذا الجهد التاريخي  والف شكر للجزائر الشقيقة بدبلوماسيتها الراقية، جزائر الشهداء والثورة  "قبلة الأحرار ومنبع الثورة والثوار"، و أملنا بالخالص بأسام ليبية قادمة آمنة ومستقرة بمناسبة " عيد الفاتح" نتمناها لشعب لبييا وما أروعها من ايامم حينما خارطة طريق " دول الجوار الليبي" بالتوفيق والنجاخ قبيل نهاية هذا العام .

رحم الله القذافي ورحم الله كل الشهداء في ليبيا والجزائر و فلسطين وفي الساقية الحمراء. 

بقلم الأستاذ: ابراهيم محمد امبارك

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *