مستشار برئاسة الجمهورية ينعي رفيقه المحجوب ابراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم
بتاريخ 18 سبتمبر 2021
الحمد لله وسبحان الله العظيم، القائل في محكم تنزيله:
(كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيام فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور).
وقوله تعالى:" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ".
بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره، تلقيت بكثير من الحزن والأسى خبر رحيل عن هذه الدنيا الفانية القيادي والمناضل الكبير الوطني المخلص، المغفور له بإذن الله تعالى، المرحوم: المحجوب ابراهيم، المستشار العسكري والأمني بالرئاسة، بعد صراع طويل مع المرض.
بهذا المصاب الجلل، أقدم لجميع افراد أسرته الكريمة، خالص التعازي واصدق مشاعر المواساة القلبية، سائلا المولى جلت قدرته أن يتغمد المرحوم برحمته الواسعة ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقا، وأن يبدله دار خيرا من دار الدنيا الزائلة، وأن يلهمنا جميعا جميل الصبر والسلوان، إنه سميع مجيب، البقاء لله وحده، إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بقضاء.
لقد كان الشهيد رحمه الله، من شباب الرعيل الأول المؤسس الذي انخرط باكرا في الجبهة، عمل في الحقل الاعلامي لها، حيث كان من الشبان الذين ساهموا في تأسيس مجلة 20 ماي اللسان المركزي للجبهة رفقة الشهيد سيدي حيذوك والشهيد لوشاعة عبيد رحمهم الله، وعملوا بجد ومثابرة في إنجاز ونشر إعدادها الاولى بوسائل بسيطة جدا وفي ظروف صعبة من أجل تنوير الرأي العام بمايجري من تطورات الكفاح التحريري المسلح ضد الاستعمار الإسباني والإطماع التوسعية لبعض دول الجوار.
الشهيد رحمه الله يعتبر أحد منظري الجبهة له قدرة عالية على التعبئة والتحريض والتوجيه عمل بفعالية كبيرة في كثير من المؤسسات الوطنية، كما كان له دورا بارزا في العمل داخل فروع التنظيم السياسي
عندما كان منسقا لأمانة المكتب السياسي، وعضوا في المكتب السياسي للجبهة، وأثناء هذه الفترة جمعني به العمل في أمانة المكتب السياسي.
أثناء عضويته في الأمانة الوطنية بعد المؤتمر الثامن يونيو 1991، عمل المرحوم واليا لولايتي العيون والسمارة، ثم بعد ذلك مديرا للمحافظة السياسية للجيش، وأخيرا مستشارا للشؤون العسكرية والأمنية بالرئاسة.
الشهيد رحمه الله كان مناضل مخلص وطني شديد الغيرة على القضية الوطنية، ظل وفيا للعهد والأمانة التي تركها الشهداء في اعناق كل الصحراويين حتى قضى نحبه، اين صعدت روحه الطاهرة للرفيق الأعلى صبيحة السبت 18 سبتمبر 2021.
أخيراً، نقدر في كل أفراد عائلة الشهيد قوة الصبر والاحتساب، ايمانا بقول الحق جل وعلا:" وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون".
وأن يكون يقينهم يقين المؤمنين بالله عز وجل أن الموت باب كل الناس داخله وسنة الله في خلقه، والرسول عليه الصلاة والسلام، وهو أشرف واعظم الخلق، اخبره الخالق جل وعلا في القرآن العظيم، بقوله:" إنك ميت وإنهم ميتون"، تلك هي مشيئة الرحمن والله علام الغيوب، فنسأل الله العظيم أن يحسن لكم الخلف، إنه سميع مجيب.
والله إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وما نقول الا ما يرضى الله " انا لله وانا اليه راجعون".
وخيرُ ما نعطر به روح الفقيد رحمه الله، قول الحق جل وعلا:
" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي " صدق الله العظيم
وعظم الله أجرنا جميعا
ابراهيم الخليل، مستشار بالرئاسة