جبهة البوليساريو توقع اتفاقية اقتصادية مع جمعية المزارعين ومربي المواشي بالأندلس
بحضور ممثل الجبهة بالأندلس، محمد أزروك، وسيدي محمد حاتم، نائب المكلف بالجالية الصحراوية بأوروبا، وعن الجانب الإسباني رئيس جمعية الفلاحين ومربي المواشي بالأندلس، كريستوبال كانو، وأعضاء مكتب المنظمة، وكتطبيق ميداني للحكم الصادر مؤخرا عن محكمة العدل الأوروبية المؤكد على أن جبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، وبالتالي المؤهلة قانونيا لتوقيع اتفاقيات باسمه، وقّعت اليوم اتفاقية بين مكتب الجبهة في الأندلس والمنظمة الإسبانية.
الاتفاقية تهدف إلى توفير الاستشارة ونقل الخبرات الزراعية وفي مجال تربية المواشي من المزارعين الإسبان ومربي المواشي إلى نظرائهم الصحراويين في المناطق المحررة من الجمهورية العربية الصحراوية ومخيمات اللاجئين الصحراويين. وتعد هذه أول اتفاقية ثنائية ذات طابع اقتصادي بين جبهة البوليساريو والأطراف الاقتصادية الإسبانية من رجال الأعمال ومنظمات أرباب العمل.
وتعهدت المنظمة الإسبانية بإرسال آلات الزراعة ومختلف المعدات الفلاحية وعتاد تربية المواشي التي من شأنها الإسهام في نقل الخبرات للشعب الصحراوي للمساهمة في بناء دولته ولا سيما القطاع الزراعي. وتعهدت المنظمة بالتحسيس بالقضية الصحراوية وجمع المساعدات في قطاع الفلاحة وتربية المواشي وتنظيم قافلة يتم إرسالها للشعب الصحراوي بهدف النهوض بالقطاع الزراعي ومجال حفر الآبار وضخ المياه في المناطق المحررة وغيرها.
ومن شأن الاتفاقية أن تسمح بنقل تجربة الزراعة الناجحة في مناطق صحراوية نائية في الأندلس مثل مقاطعة خايين التي أصبحت سلة أوروبا الزراعية، إلى الأراضي الصحراوي بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي للصحراويين من المنتجات الفلاحية. وقد أبدى المزارعون الإسبان استعدادهم لنقل التكنولوجيا والخبرات للصحراويين لمساعدتهم على اكتساب التجربة والمعارف اللازمة للصمود في إطار معركة حرب التحرير.
وفي مجال العمل للجالية الصحراوية بإسبانيا، تعهدت المنظمة بتوفير مناصب شغل للجالية الصحراوية سواء القادمة من مخميات اللاجئين الصحراويين أو المناطق المحتلة، وفي ذلك تجسيد لتمثيل الجهة الشعبية لكافة أبناء الشعب الصحراوي الذين تسعى الجبهة لتوفير أفضل السبل من خلال مثل هذه الاتفاقية ذات الطابع الاقتصادي.
اليد العاملة الصحراوية ستستفيد من هذه الاتفاقية من خلال تعهد المنظمة بتوفير ما يصل إلى 500 منصب عمل خاص للجالية الصحراوية بأوروبا. ويعد ذلك تجسيد أيضا لمبدأ الوحدة الوطنية، حيث ستكون مناصب الشغل مفتوحة للجالية الصحراوية القادمة من المناطق المحتلة من بلادنا ومن مخيمات اللاجئين على حد السواء. وتدوم عقود العمل على الأقل 5 أشهر وقد تدوم 9 أشهر في السنة ضمن حملات جني مختلف المحاصيل الزراعية بالأندلس. وبموجب الاتفاق أيضا تعهدت المنظمة بدفع نفقات السفر وملابس العمل والسكن واللائق وكذا نفقات النقل للعمال الصحراويين.
توقيع الاتفاقية يأتي بعد أيام قلائل من الحكم التاريخي لمحكمة العدل الأوروببية الذي اعترف رسميا بجبهة البوليساريو ككيان سياسي يمثل الشعب الصحراوي في كل مناطق تواجداته. وكتجسيد ميداني لهذه الاتفاقية التي يعترف بموجبها الاتحاد الأوروبي من خلال محكمة العدل الأوروبية بالجبهة الشعبية كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي، تم توقيع هذه الاتفاقية بين جبهة البوليساريو ومنظمة الفلاحين ومربي المواشي بالأندلس كبداية لتعاون مثمر في المجال الاقتصادي والتنموي بين جبهة البوليساريو والقطاعات الاقتصادية الإسبانية.
ويأتي ذلك ضمن إستراتيجية الجبهة في معركتها القانونية التي تستهدف التضييق على الاحتلال المغربي اقتصاديا وتوقيع اتفاقيات مع جمعيات المزارعين في إسبانيا تحترم القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الأوروبية مع ممثل الشعب الصحراوي الوحيد، جبهة البوليساريو.
وتعد المنظمة الإسبانية إحدى أهم منظمات المزارعين ومربي المواشي بإسبانيا والأندلس على وجه الخصوص، إذ لها تمثيليات في كل محافظات الأندلس، وهي تضم في عضويتها أزيد من 20 ألف منتسب في الأندلس وحدها، وأكثر من 200 ألف في عموم إسبانيا.