-->

دبلوماسي جزائري .. إسبانيا فقدت الاحترام وقرارها لن يُغيّر شيئا


يرى الدبلوماسي الجزائري والوزير السابق، عبد العزيز رحابي، أن قرار إسبانيا بخصوص الصحراء الغربية، سيفقد بفقدان التوازن في المصالح الدبلوماسية، ما سيؤثر بشكل دائم ونوعي على العلاقات الجزائرية الإسبانية التي تتميز بالثقة والاعتبار المتبادلين.
وقال رحابي في منشور له على صفحته الرسمية في موقع فايسبوك، إن إعلان إسبانيا يشكل قطيعة في موقفها من القضية الصحراوية وفي بنية علاقاتها مع شمال إفريقيا.
وتتمثل القطيعة، حسب رحابي، في نهاية الإجماع الاجتماعي والسياسي الداخلي في إسبانيا والذي تم تشكيله لمدة 47 عامًا حول المسؤولية التاريخية لإسبانيا الجنرال فرانكو في التخلي عن الساقية الحمراء وواد الذهب والتزام إسبانيا الديمقراطية بدعم تقرير مصير الشعب الصحراوي دون تفضيل لا الحكم الذاتي ولا الاستقلال، بل الاتفاق بين المغرب والبوليساريو في إطار الأمم المتحدة.
ويضيف أنها استثمرت في المساعي الحميدة لصالح الحلول التفاوضية معتبرةً بحق أن التاريخ جعلها أكثر استعدادًا من فرنسا أو الولايات المتحدة أو ألمانيا لممارسة الوساطة هذه بين المغرب وجبهة البوليساريو.



وأردف رحابي قائلا: “زباتيرو رئيس الحكومة الأسبق في إسبانيا، تحالف مع فرنسا في خطة الحكم الذاتي لعام 2007، وانضم إلى هذه العملية دون أن ينجح في إقناع الطبقة السياسية الإسبانية أو الصحراويين كما واجه معارضة شديدة من عدة مئات من لجان الدعم للشعب الصحراوي الناشطة بشكل خاص في البلديات الاشتراكية الإسبانية.
ويرى الدبلوماسي الجزائري السابق، أن إسبانيا في قطيعة مع موقفها التقليدي، وتعول اليوم على التأمين الذي تأخذه من المغرب لضمان السيادة الترابية لمدينتي سبتة ومليلية، وبالتالي رفع ابتزاز تدفقات الهجرة المنظمة والضائقة الإنسانية، إلى مرتبة السلاح الدبلوماسي المفضل في العلاقات بين الدول.
ويعتقد أنه رهان محفوف بالمخاطر لأنه لا يوجد كيان في العالم قادر على احتواء تدفقات الهجرة الاقتصادية في إفريقيا.
ويضيف: “يجب أن نتذكر أن الجزائر التي لديها سبع حدود مشتركة في إفريقيا تستقبل يوميًا ومنذ عشر سنوات أكبر عددا من المهاجرين من جنوب الصحراء مقارنة بجميع بلدان المغرب العربي وأوروبا مجتمعة، لم تفكر أبدًا في تنفيذ عمليات من هذا النوع من الابتزاز بحكم أخلاقياتها وعقيدتها الدبلوماسية.”
ومن خلال تبني هذا الموقف الأخير، يقول رحابي، إن إسبانيا التي كان يسمع إليها وتستشار وتحترم من قبل جميع الأطراف في المنطقة، فقدت مكانتها التاريخية كمحور في البحث عن حل عادل ودائم لنزاع الصحراء الغربية لتصبح صاحبة مصلحة منحازة.
ويؤكد رحابي، أن قرار رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بقدر مقامرة رونالد ترامب أو مؤازرة  فرنسا غير المشروطة للأطروحات المغربية، لن يغير شيئًا جوهريًا في الوضع في الصحراء الغربية.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *